فلسطين تتحدى الاحتلال وتنظم مهرجانها الوطني للمسرح بدورته الأولى
نشر بتاريخ: 2018-10-30 الساعة: 08:44رام الله- الايام- على الرغم من الغصة التي عاشها المسرحيون الفلسطينيون بمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمسرحيين العرب الوصول إلى رام الله، إلا أن القصر الثقافي في المدينة، شهد مساء الخميس الماضي، حفل إطلاق الدورة الأولى من مهرجان فلسطين الوطني للمسرح، وتنظمه حتى الأول من تشرين الثاني المقبل، وزارة الثقافة والهيئة العربية للمسرح في الشارقة.
وشهد اليوم الأول للمهرجان، عرضاً مزج ما بين المسرح وفنون السيرك حمل اسم "سراب" من إخراج البريطاني بول إيفانز، وتمثيل: محمد أبو طالب، وأحمد أبو طالب، ونور أبو الرب، وهزار عزة، ومرح أشمر، وعلاء أبو الرب، وعصام أبو سنينة، لفرقة مدرسة سيرك فلسطين، وهو عمل تطرق بأسلوب مزج ما بين "الأكروبات" وحركات الخفة وتلك التي تعتمد اللياقة البدنية لمحترفي السيرك، وما بين لغة الجسد التي تأرجحت ما بين مسرح ورقص معاصر في لوحات أدائية رشيقة ومعبرّة فردية وثنائية أحياناً، وجماعية في غالبها.
وتطرق العمل إلى المصاعب التي يواجهها اللاجئون في جميع أنحاء العالم، وإن كان ينحاز لحكايات اللجوء الفلسطينية دون إفصاح، خاصة وأن المهرجان كما العرض ينتظم في الذكرى السبعين لنكبة فلسطين، وهي النكبة التي لا تنتمي للماضي لكونها فعلاً مستمراً، بل إن العمل وفي لوحات مزجت ما يعرف بالمهارات السبع في السيرك، احتملت تأويلات عدة من بينها محاكاة المأساة السورية، أو حصار قطاع غزة، أو التغريبة الفلسطينية في العام 1948، بل ظهرت وكأنها محاكاة لمستقبل لربما بدأ بالفعل في حاضر يركض .. مستقبل مليء بمزيد من التهجير لأصحاب الأرض في فلسطين، وغيرها.
الوجه القبيح للاحتلال
وأكد وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو أنه لم يعد خافياً ذلك الاستهداف الممنهج للثقافة الفلسطينية من قبل سلطات الاحتلال، يتمثل في إفشال الفعاليات الثقافية المختلفة ما بين مهرجانات ومؤتمرات وندوات تنظمها الوزارة أو المؤسسات الثقافية الفلسطينية، وذلك عبر منع المبدعين العرب ومبدعينا من قطاع غزة المشاركة في هكذا فعاليات.
جاء ذلك تعقيباً على تعسف سلطات الاحتلال في سياسة استصدار التصاريح للمبدعين من الدول العربية ومن قطاع غزة للمشاركة في مهرجان فلسطين الوطني للمسرح، الذي تنظمه وزارة الثقافة بالشراكة مع الهيئة العربية للمسرح ومقرها في الشارقة، منذ مساء اليوم، وحتى الأول من تشرين الثاني المقبل.
وأضاف بسيسو: سياسات الاحتلال هذه لن تثنينا عن الاستمرار في تنظيم الفعاليات الثقافية، والسعي نحو مد المزيد من الجسور مع عمقنا العربي، لأن هدفنا هو إنهاء الاحتلال، وأن تكون الثقافة الفلسطينية ممثلة لفلسطين في العرب، وحاضرة في الوطن، بل وتشكل حاضنة للإبداع العربي أيضاً من على أرضها، مؤكداً ان هذه إجراءات عنصرية تتنافى مع المواثيق والمعاهدات الدولية، فمن حقنا تنظيم فعاليات ثقافية على أرض فلسطين، ما من شأنه المساهمة في دعم نضالنا وصمودنا على أرضنا في مواجهة الاحتلال، وسعينا إلى إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس.
وقال بسيسو: كنا نتمنى أن يكون ضيوفنا من المبدعين العرب، وممثلي الهيئة العربية للمسرح شريكنا الاستراتيجي في إقامة هذا المهرجان، بيننا هنا على أرض فلسطين، كما كان مخططاً، وهو حال الفرق العربية والمبدعين من قطاع غزة، ولكنه الاحتلال الذي يمعن في الإفصاح عن وجهه القبيح دوماً في استعداء الثقافة واستعداء الوجود الفلسطيني.
ووجه وزير الثقافة رسالة إلى المبدعين العرب، قال فيها: نعدكم أننا لن نستسلم، وسنواصل عملنا الدؤوب، وتنظيم فعالياتنا الثقافية، ودعوة أشقائنا العرب، كي يكونوا جزءاً من دعم صمودنا على أرضنا .. التعسف في سياسة استصدار التصاريح هذه، ليس إلا جزءاً من سياسات الاحتلال التي تنتهك حقوق شعبنا كل يوم، سواء في القدس العاصمة أو الخان الأحمر أو الأغوار أو غزة وكل أنحاء فلسطين.
سنكون يوماً ما نريد
وجاء في بيان الهيئة العربية للمسرح، وصدر تحت عنوان "سنكون يوماً ما نريد"، وجاء فيه: إليكم في فلسطين التي ترحل لها عيوننا كل يوم، إليكم وأنتم تطلقون الدورة الأولى من "مهرجان فلسطين الوطني للمسرح" مهرجاناً لفلسطين، كل فلسطين، هذا المهرجان الذي حلمنا به معاً منذ العام 2013، وعملنا من أجله في العامين الماضيين لكي يرى النور الآن، ليكون مسحة حرية تمسح جدراناً وأسلاكاً تثخن البدن الواحد.
وأضاف البيان: كنا نأمل كما كان المخطط أن نكون معاً اليوم على أرض فلسطين ضمن وفد الفنانين العرب: فرقة "دوز تمسرُح" بمسرحية "الخادمتان" المغربية من إخراج جواد الأسدي، والدكتور عبد الرحمن بن زيدان من المغرب، الدكتور محمد المديوني من تونس، وأيمن السعيداني من تونس، الدكتور سامح ماهران عضو مجلس الأمناء في الهيئة العربية للمسرح من مصر، والدكتور نبيل بهجت من مصر، ومن الأردن كل من: محمد الضمور، وحسين الخطيب، وحكيم حرب، وفيصل دراج، ومحمد بني هاني، وسوسن دروزة، والدكتور مظفر الطيب من العراق، ومن سورية: الدكتور عجاج سليم، سلوى حنا، والدكتور حبيب غلوم من الإمارات، واسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح من الإمارات، والدكتور يوسف عايدابي مستشار الهيئة العربية للمسرح من السودان، والحسن النفالي مسؤول الإدارة والتنظيم في الهيئة العربية للمسرح من المغرب، وغنام غنام مسؤول النشر والإعلام في الهيئة العربية للمسرح من الأردن، ومن فريق الهيئة: ريما الغصين سكرتاريا تنفيذية للهيئة العربية للمسرح، وأمل الغصين مسؤولة العلاقات العامة، وحسن التميمي مسؤول الموقع الإلكتروني للهيئة العربية للمسرح.
وختم البيان بالقول: كل هؤلاء كانوا قادمين من أجل المسرح الفلسطيني الذي يشهد اليوم ولادة أول مهرجان وطني للمسرح في تاريخها، لكننا نقدر حجم المعاناة والضغط الذي تواجهون، والذي يمارس على الفعل الثقافي كواجهة نضالية، من هنا نقول لكم، نحن وكل المسرحيين العرب في كل مكان معكم، نتمنى لكم النجاح والتوفيق. إن هذا إلا دافع لمزيد من التعاون والعمل والأمل... ونردد جملة درويش "سنكون يوماً ما نريد".
معرض الأرشيف
وكانت فعاليات المهرجان انطلقت بمعرض يحوي صوراً وملصقات نادرة من أرشيف المسرح الفلسطيني، بحضور وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني د. صبري صيدم، والفنانة نادرة عمران ممثلة الهيئة العربية للمسرح، ونخبة من المسرحيين والفنانين، والمهتمين.
وحول المعرض، قال الفنان والمخرج المسرحي الفلسطيني فتحي عبد الرحمن، رئيس اللجنة العليا للمهرجان: يساهم هذا المعرض في توثيق تجربة الحركة المسرحية الفلسطينية عبر الوثائق، والمنشورات، والملصقات، والصور، وغيرها، حيث استطعنا أن نحصل على أكثر من خمسمائة وثيقة تؤرق لمسيرة المسرح الفلسطيني، واختير جزء منها ليكون في معرض خاص ضمن فعاليات المهرجان، وعلى مدار أيام انتظامه.
وكان عبد الرحمن قال في كلمته "نحن المسرحيين لا مفر لنا الا ان نحاول توحيد جهودنا حتى نتجدد باستمرار وحتى لا تنطفئ شعلة المسرح"، معرباً عن أمله في مأسسة هذا المهرجان واستمراريته.
اليوم الثاني .. "العودة"
بعرضين مختلفين في الشكل، كما في تفاصيل الحكاية، وطريقة أداء الممثلين وتحركهم وتحريكهم على خشبة المسرح البلدي في مدينة رام الله، انطلقت، مساء الجمعة، عروض المسرحيات المتنافسة على جوائز مهرجان فلسطين الوطني للمسرح، في اليوم الثاني من فعاليات المهرجان، الأول بعنوان "مروّح ع فلسطين" لمسرح الحرية من جنين، والثاني بعنوان "راس عروس" لفرقة مسرح "راس عروس" من مجد الكروم في الداخل الفلسطيني.
وتناول العرض الأول، المقرر تنقله إلى عدة دول أوروبية ممثلاً لفلسطين، وأهدي إلى الفنان الراحل جوليانو مير خميس الذي أسس وكان يدير مسرح الحرية قبل اغتياله من مجهولين، حكاية شاب فلسطيني ولد في الولايات المتحدة الأميركية، وقرر العودة إلى فلسطين بعد حرب غزة، وإثر الأنباء والمشاهد على شاشات التلفزة والفضائيات، وهناك يعيش مفارقات عدة منذ وصوله إلى مطار اللد، مروراً بمخيم جنين للاجئين، ومخيم الدهيشة للاجئين، والحواجز العسكرية، والمستوطنات، وجدار الفصل العنصري، قبل أن يصل إلى قناعة تامة بأهمية البقاء في فلسطين، والصمود فيها كما أهلها.
واستطاع العمل انتزاع إعجاب الجمهور، حيث قدم في مساحة صغيرة على خشبة المسرح، ما استطاع أن يتغلغل في مسام المشاهدين، فاضحكهم، وأبكاهم، وجعلهم جزءاً من العمل، الذي كان تقشفه من أسباب نجاحه، بل ومنحه تميزاً على مستوى التقنية التي قدمت فيها الحكاية، فالانتصار للجسد هنا، الذي لم يكتف بتقديم إبداعات الفنانين على مستوى الأداء، بل شكل الديكور، والمؤثرات البصرية، والإكسسوارات، وغيرها، فيما أضافت الموسيقى الحية بعداً جمالياً لـ"مروّح على فلسطين".
وفي إطار الحديث عن "العودة"، ولكن بأسلوب مغاير، قدمت فرقة "راس عروس" من مجد الكروم، عرضا حمل اسم الفرقة، وتحدث عن حق العودة في بناء درامي يقوم على فكرة الراوي المتعدد، والأسطورة، عبر شخصيات كعامر العبد الله وزكريا ناطور "راس عروس"، وبرهان الزمان شاعرها الذي ينتظر البيان رقم واحد من المذياع، ليبشره بعودته وأهله إلى بلدتهم.
ومسرحية "راس عروس" مأخوذة عن نص للكاتب إبراهيم خلايلة بعنوان "أساطير الإنس والجان في دولة برهان الزمان"، وقدمها مجموعة من الأصدقاء التقوا في الجليل حيث هم، وشكلوا فرقة مسرحية حملت ام "فرقة مسرح راس عروس".
والعمل الذي أنتج حديثاً، وبالتحديد في صيف العام 2018، من إخراج وسينوغرافيا منير البكري، في خلفية موسيقية غنائية للمطربة الفلسطينية سناء موسى، ومن أكثر من اسطوانة لها، وبطولة: فزع حمود، وصفاء منصور، وهديل خطيب، وأحمد حسيان.
استعادات اليوم الثالث
وأعاد الفنان الفلسطيني نضال الخطيب، في ثالث أيام مهرجان فلسطين الوطني للمسرح، ومن على خشبة المسرح البلدي بمدينة رام الله، عملاً مسرحياً كان قدمه بعنوان "أنصار" في العام 1990 حول الانتفاضة الفلسطينية في العام 1987، وتجربة الاعتقال في سجن النقب الصحراوي المعروف باسم "أنصار 3" أيضاً .. أعاد رفقة ابنه موسى بناء الشكل الدرامي والتغيير في شيء من المضامين دون المس بروح العمل وبنيته الأساسية، أو هيكليته، في نسخة جديدة العام الماضي، لتصبح "أنصار" في شكلها الجديد "مسرحية تستذكر مسرحية"، بالاتكاء على ذاكرة الأب، وترمز لتلك المرحلة الكفاحية التي تقاوم النسيان، وتستلهم شعلة الثورة المتقدة، آنذاك، وعلى حماسة الابن الذي يشكل الرمزية المحورية لمستقبل أكثر أملاً، في حرب مستمرة للشعب الفلسطيني ضد الإحباك واليأس.
والمسرحية التي قدمتها فرقة مسرح "الطنطورة" في إطار المسرحيات المتنافسة على جوائز المهرجان، الذي تنظمه وزارة الثقافة الفلسطينية بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح، سبق لها وأن فازت بجائزتين في المسرح المغاربي بالجزائر، في آذار الماضي، كأفضل نص مسرحي متكامل، وأفضل ممثل وحازها الفنان الشاب موسى الخطيب.
وأشار الفنان نضال الخطيب، إلى أن استعادة العمر بشكل مبتكر بعد سبعة وعشرين عاماً على تقديمه للمرة الأولى، يعكس قدرة الشعب الفلسطيني على التذكر، مشدداً على أن اليأس والنسيان أكبر عدويّن للشعب الفلسطيني .. مسرحية "أنصار" هي مثال واضح على أن النسيان خطر، وبالتالي تم استعادتها من جديد.
وليس بعيداً عن موقع انتظام عرض مسرحية "أنصار" في المسرح البلدي بدار بلدية رام الله، كان جمهور المهرجان على موعد مع العرض المسرحي "قصص من زمن الخيول البيضاء" للمسرح الشعبي في رام الله، وهي المأخوذة عن رواية إبراهيم نصر الله الملحمية "زمن الخيول البيضاء"، وقام بمسرحتها الفنان فتحي عبد الرحمن، حيث كاد الحضور يملأ القاعة التي تتسع لقرابة ثمانمائة متفرج.
وتميز العمل، الذي يندرج في إطار "العروض الموازية"، أي خارج المنافسة على جوائز المهرجان، بالمزج ما بين الفيديو والمسرح، بحيث يسلم الممثلون الراية للشاشة العملاقة أعلى الخشبة، والعكس صحيح، كمتسابقين في عدو جماعي للوصول نحو نهاية محفوفة بالأمل، رغم كل الألم الذي ترصده المسرحية، كما الرواية، حول فلسطين في فترة الاضطهاد العثماني الذي يرقى لتسميته بالاحتلال، ومن ثم فترة الاحتلال البريطاني الذي نسميه بـ"الانتداب"، وجدلية الصراع مع المحتل من جهة، ومع المتخاذلين من أبناء البلد، الذين كانوا أعواناً لـ"العصملي"، وهو الاسم الدارج لدى الفلسطينيين عن العثمانيين الأتراك، وباتوا أعواناً للبريطانيين، وإن تبدلت بعض الوجوه.
الانتصار للعمال
و"اضطهاد العمال"، على اختلاف المضطهِد والمضطهَد، كانت ثيمة عرضي "حركة بمحلها" لمسرح عشتار من رام الله، و"اثنان في تل أبيب" لمسرح المجد من حيفا، مساء أول من أمس، وفي اليوم الرابع للمهرجان.
العمل الأول، وهو خارج اطار المسابقة، أي يندرج في إطار "العروض المتوازية"، عمل مسرحي، يتناول في قالب كوميدي مآسي المرأة الفلسطينية في سوق العمل، وهموم نساء فلسطين في هذا المجال، وما تواجهه من متاعب، واضطهاد، وإجحاف، وتحرش، واستخفاف في قدراتها، على يد أرباب العمل وزملائه من الذكور، وسط الحديث عن تدني الأجور، وعدم المساواة في العمل، والتعاطي معها من قبل البعض كجسد ليس أكثر، علاوة على تناوله لقضية الفرق في الأجور بين المرأة والرجل في سوق العمل الفلسطيني، والبطالة التي تتفاقم في فلسطين عامة، وبين النساء خاصة، وكذلك تدنّي فرص التطور المهمة المتاحة للنساء مقارنة بالرجال.
وتميز العرض بذكاء المزج ما بين كوميديا الموقف، وما بين كوميديا الفنان، على صعيد الإطار الفني، أما على صعيد الأداء فكان ثمة ارتباط درامي رائق يعكس قدرة المخرج على تقديم حركة مدروسة للممثلين، والاستثمار الجيد لقدراتهم على توظيف أجسادهم في خدمة فكرة العمل، سواء عبر تلك الإيماءات الكوميدية وصولاً إلى بعض الحركات الأكروباتية، عكست مواهب الممثلات والممثلين، والتي تؤهلهم ليكونوا مسرحيين بارزين في مستقبل قريب، ليس على صعيد محلي فحسب، بل عربياً، وربما عالمياً.
أما المسرحية الثانية فكانت مسرحية "اثنان من تل أبيب" لمسرح المجد في حيفا، عن نص لسعيد سلامة، وعلى مدار سبعين دقيقة، وتعرّي العنصرية الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين العرب في الداخل الفلسطيني، والعمّال منهم على وجه الخصوص، عبر مفارقات ومواقف كوميدية رافقت رحلة كل من زكريا وأحمد العاملَين العربيين الفلسطينيين اللذين يصلان إلى تل أبيت بحثاً عن عمل يوفر لديهم لقمة عيش لا تتوفر في قراهم وبلداتهم في الداخل الفلسطيني.
ورغم فارق السن، تتكون صداقة بين الاثنين في تلك "الخشّابية" المهجورة في تل أبيب، يجتمعان في ذات الجغرافيا الضيقة والمربعة، وتحت سياسة متعمدة لإذلالهم من قبل المجتمع الإسرائيلي لكونهم من أصول عربية، حيث التفرقة العنصرية على أشدها، حيث يعملان في مراحيض عمومية تكشف الروائح الكريهة ليس للفائض عن أجساد شرائح مختلفة في المجتمع الإسرائيلي، بل لما تحويه عقولهم وأفكارهم وأفعالهم أيضاً ضد أصحاب الأرض الأصلانيين.
amm