الرئيسة/  ثقافة

مثقفون: تدمير مركز المسحال جريمة تستوجب الإدانة الدولية ومحاكمة الاحتلال

نشر بتاريخ: 2018-08-12 الساعة: 08:53

غزة- الايام- اعتبر مثقفون وكتاب وقائمون على مؤسسات ثقافية ان تدمير الاحتلال مركز مؤسسة سعيد المسحال للثقافة والعلوم بمدينة غزة أول من أمس، جريمة تستحق وتستوجب من العالم اجمع الإدانة والتحرك العاجل لمحاكمة قادة الاحتلال.

وطالب هؤلاء خلال أحاديث مع "الأيام"، المنظمات الدولية والأممية وعلى رأسها منظمة "اليونسكو" بإدانة "الجريمة" والعمل بشكل سريع وفاعل لاعادة بناء "المركز" المتخصص في احتضان الأنشطة الثقافية والترفيهية.

وحذر هؤلاء من أن صمت العالم على تدمير "المركز" الذي انشأ في العام 2002 قد يشجع الاحتلال على التمادي في جرائمه والاقدام على تدمير مراكز أخرى.

وسوت طائرات إسرائيلية مبنى "المركز" المكون من خمسة طوابق والواقع غرب مدينة غزة بالأرض بعد قصفه بأكثر من عشرة صواريخ مساء اول من أمس.

وقال الكاتب سليم النفار مستشار مؤسسة سعيد المسحال، إنه خاطب العديد من المؤسسات الدولية والاممية والمحلية ذات العلاقة من اجل إعادة اعمار المبنى بشكل سريع كرد على جريمة الاحتلال ونواياه.

واستنكر النفار خلال حديث لـ"الأيام"، استهداف "المركز" الذي انحصر واقتصر عمله منذ تأسيسه العام 2002 في العمل الثقافي والمسرحي والترفيهي ويضم مسرحا وفرقا موسيقية وغنائية ودبكة شعبية فلسطينية ومكتب الجالية المصرية ومركزا ثقافيا مصريا.

وقال ان الجريمة الإسرائيلية بحق المركز تعكس حقد إسرائيل على الثقافة الفلسطينية ورغبتها الجامحة في رؤية جيل فلسطيني متخلف.

واكد النفار ان تدمير المركز وبرغم من الخسارة الكبيرة الا انه لن يغير من نظرة الشعب الفلسطيني وحبه للثقافة والفن.

وثمّن النفار الدور الكبير الذي لعبه مركز المسحال في إثراء المشهد الثقافي الفلسطيني، مؤكداً أن الاستهداف الإسرائيلي للقطاع الثقافي ما جاء إلا نتيجة لتمكنهم ونجاحهم في الحفاظ على الهوية الثقافية.

ونوه الى أن العمل الفني والثقافي سيتواصل من فوق انقاض المركز في رسالة تحد للاحتلال، مشيراً إلى تنفيذ فعالية فنية صباح امس، بحضور العشرات من المواطنين.

من جانبه، اعتبر يسري درويش رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية، أن قصف الاحتلال لمركز المسحال هو تصعيد خطير.

وقال درويش لـ"الأيام"، إن "المركز" يحتضن المسرح الوحيد في قطاع غزة بعد تدمير مسرح الهلال الأحمر في الاعتداءات الإسرائيلية السابقة.

وأوضح درويش أن "المركز" يضم العديد من المؤسسات الثقافية واهمها، مركز المسحال الثقافي، ومركز غزة للثقافة والفنون، وريال ميديا للاعلام، وجمعية "أبناؤنا" للتنمية، ومقر الجالية المصرية.

وأضاف درويش، إن استهداف "المركز" يعكس مدى الاستخفاف الإسرائيلي بالمؤسسات الثقافية والحضارية في انتهاك جديد لقواعد القانون الدولي، ولمبادئ حقوق الإنسان والذي سبقه قبل فترة، أيضاً، قصف مقر المكتبة الوطنية في ارض الكتيبة.

وطالب درويش الأمم المتحدة و"مكتب اليونسكو" بإدانة العدوان الإسرائيلي على المؤسسات الثقافية والتراثية، كما طالب بتدخل المجتمع الدولي لمساءلة إسرائيل على الانتهاكات الممنهجة والمنظمة التي ترتكبها وضرورة توفير الحماية الدولية.

من جانبه، قال أشرف سحويل رئيس مركز غزة للثقافة والفنون، إن قصف المركز يعتبر انتهاكا لقواعد القانون الدولي ولمبادئ حقوق الإنسان، مضيفا، إن السياسة الإسرائيلية الثابتة تجاه استهداف القطاع الثقافي الفلسطيني المتكرر يعتبر دليلا على فشل وتخبط الاحتلال في مواجهة المثقفين ومؤسساتهم التي أثبتت في كل المراحل النضالية عمق وطنيتها وانحيازها لهموم وتطلعات الشعب.

وشدد سحويل خلال حديث لـ"الأيام"، على أن الاعتداءات الإسرائيلية المتلاحقة بحق القطاع الثقافي الفلسطيني خلال العدوان المتصاعد على غزة لن تفت في عضد المثقفين بل ستزيدهم إصرارا على أداء رسالتهم الحضارية الثقافية التوعوية والتثقيفية.

وأكد أن المراكز الثقافية الفلسطينية هي صاحبة رسالة حضارية إنسانية لن ترهبها كل سياسات القتل والإرهاب والاستهداف.

ودعا سحويل، كافة المؤسسات الدولية والإقليمية المعنية بالعمل الثقافي وفي مقدمتها وزارات الثقافة في دول العالم ومؤسسات "اليونسكو" إلى اتخاذ دورها الحقيقي في الدفاع عن المؤسسات الثقافية الفلسطينية وتوفير الحماية الكاملة لها أمام التغوّل الإسرائيلي بحقها.

وطالب بملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وتقديمهم لمحاكمات دولية على خلفية الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الفلسطينيين عامة والمؤسسات الثقافية على وجه الخصوص.

من جانبه، قال وكيل وزارة الثقافة بغزة الدكتور أنور البرعاوي خلال مؤتمر صحافي عقده، امس، على انقاض "المركز"، إن هذه الجريمة تمثل امتداداً لمسلسل الجرائم اللاإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على أيدي الاحتلال الإسرائيلي، والانتهاكات المتواصلة بحق الموروث الثقافي الفلسطيني بكافة أشكاله والتي كان آخرها قبل أقل من شهر تدمير مبنى دار الكتب الوطنية، وقرية الفنون والحرف.

وأضاف البرعاوي، ان هذه الجرائم المتواصلة تؤكد على العقلية الظلامية لقوات الاحتلال التي لا تراعي أي قيم ثقافية أو حضارية أو إنسانية، و"هي بذلك تنتهك بشكل صارخ كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تنص على حماية الموروث الثقافي، والممتلكات الثقافية".

وأشار البرعاوي إلى أن استهداف الاحتلال للمنشآت والمؤسسات الثقافية والعلمية يحمل رسالة واضحة أن الصراع مع هذا المحتل ذات بُعد حضاري وثقافي، لافتاً إلى أن هذه الجرائم تؤكد على صمود الثقافة الفلسطينية أمام كافة محاولات السرقة والتهويد، وتُبرز الدور الذي تلعبه الثقافة والخطر الذي تشكله على المشروع الصهيوني الزائف في أرض فلسطين.

ودعا البرعاوي المثقفين الفلسطينيين والعرب وأحرار العالم للتضامن دعماً للثقافة الفلسطينية، وتوثيق وفضح جرائم الاحتلال بحقها. 

amm
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024