مهرجان ليالي بيرزيت... ليلتان من الغناء والفرح والتراث
نشر بتاريخ: 2018-08-09 الساعة: 19:47بيرزيت- الحياة الثقافية- ليلتان من الفرح بأجواء تراثية وطنية، عاشها من حضر "مهرجان ليالي بيرزيت" في نسخته الثامنة، الذي تنظمه عمادة شؤون الطلبة في جامعة بيرزيت، ويعد رافداً أساسيّاً لدعم صندوق الطالب، حيث عكست الأجواء واقعاً ثقافيّاً وتراثيّاً مميزاً.
افتتحت المهرجان في اليوم الأول فرقة "ولعت" من مدينة عكا، بأغانٍ تميزت بأسلوب فني خاص يمزج بين الأصالة والواقع، وبين النقد المرح والالتزام المتهكم، عبر ألحان دافئة وسلسة تحاكي وضع الناس، وآلامهم وأحلامهم ومشاكلهم اليومية التاريخيّة، وتحثهم على البقاء والتغيير الاجتماعي.
واستهلت الفرقة فقرتها الفنية بأغنية "هز كتافك"، إحدى أشهر أغنيات الفرقة التي تحظى بشعبية كبيرة في فلسطين، وقدمت أغنية "حب ع الحاجز"، التي تروي قصة حب شابين على حاجز "الكونتينر" في بيت لحم، حيث يعيق الاحتلال لقاءهما.
وشارك الجمهور فرقة "ولعت" الغناء وتراقصوا مع أنغام الفرقة بأغنية "لو شربوا البحر"، وأغنية "عكا على راسي"، كما قدّمت الفرقة أغنية من ألبومها القادم، الذي من المتوقع صدوره خلال الأشهر القادمة بعنوان "على بال مين يا اللي بترقص بالعتمة"، وهي أغنية نقدية للمسؤولين الذي يسعون لمصالحهم الشخصية على حساب مصلحة الوطن.
وقدّمت فرقة سنابل للغناء والموسيقى، التي يشارك طلبة الجامعة فيها بالغناء والعزف والإيقاع، عددا من الأغنيات التي تفاعل معها الجمهور كأغنية "أنا اللي عليكي مشتاق" و"الحالة تعبانة يا ليلى". ومن ثم قدمت فرقة جذور المكونة من 16 طالبا وطالبة من جامعة بيرزيت، رقصات جديدة من التراث الفلسطيني والعربي، والرقصات من تصميم وتدريب الفنان محمد عطا، وهي لوحات دبكة شعبية، تعكس التراث الفلسطيني على واقع أغنيات فلكلورية ووطنية.
واختتمت فرقة سوار للفنون الشعبية، وهي فرقة مقدسية، رقصات شعبية عكست حياة أهل مدينة القدس الذين يحاولون انتزاع الفرح والحب والحياة رغم معاناتهم جراء الاحتلال، عبر مجموعة لوحات تحكي الحكايا الشعبية لنقلها للأجيال الصاعدة وتسلط الضوء على الجانب الإنساني والعاطفي للإنسان الفلسطيني.
أما اليوم الثاني، فقدّمت الفنانة الفلسطينية الشابة ناي البرغوثي عرضها "من كلِّ بستانٍ"، وهو عملٌ يجمعُ زهراتٍ موسيقية وغنائيّة من الموروثِ الفنيّ لبلاد الشام ومصر، بمشاركة 7 من العازفين.
وقدمت ناي مقطوعة موسيقية من ألحانها بعنوان "خطوات" وأهدت أغنية الأخوين رحباني "انسى كيف" لـ"الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال"، مشددة على أن "شمس الحرية ستشرق لا محالة. ومن ثم قدمت ترنيمة "يا مريم البكر"، وغنت بطريقتها رائعة أم كلثوم "أنا في انتظارك"، تلتها أغنية كارم محمود الشهيرة "أمانة يا ليل".
وما هي إلا لحظات، حتى تعالت الهتافات مع تعالي الموسيقى، ليغني الجمهور مع ناي أغنية "الحق سلاحي" للفنانة جوليا بطرس، التي أكد الجميع فيها أن الأرض للفلسطينيين ستبقى، ويرددون بصوت عالٍ: "بيتي هنا، أرضي هنا، البحر السهل النهر لنا، وكيف بوجه النار أسالم، سأقاوم".
ثم قدمت فرقة فنونيات التابعة لمحافظة رام الله والبيرة لوحات تراثية مستوحاة من الدبكة الفلسطينية التقليدية، وضعت في إطار قالب جمالي معاصر، وأكد مدير الفرقة معتز قرعوش، أهمية مشاركة الفرقة في إحياء الأمسيات الفنية، لما في ذلك من أهمية في بناء المشهد الثقافي الفلسطيني، مبيناً أن فرقة فنونيات تأسست من أجل توريث الفلكلور والتراث الشعبي من جيل لآخر، وحفاظاً على الهوية والدبكة الفلسطينية من الاندثار.
واختتم حفل اليوم الثاني بعرض فني امتع الجمهور قدمته فرقة سرية رام الله الأولى للرقص الشعبي، حيث قدمت رقصات معبرة عن الجرح الفلسطيني وعن مقاومة هذا الشعب للاحتلال الصهيوني في لوحات استعراضية حملت البطولة والنضال.
amm