الرئيسة/  ثقافة

خواطر من قاع الدست

نشر بتاريخ: 2018-07-04 الساعة: 11:55

بيروت-اعلام فتح- هي «خواطر من قاع الدست» يخطها الكاتب والشاعر "فؤاد أبو هدهود"، ترتكز على مكون نصّي جوهري سردي هو التجربة الشخصية، لذا هي كتابة مهجّنة ثنائية التكوين تتمثل بالحضور الشعري والسردي معاً ومقاربته مع شخصية المؤلف بحضورها الواقعي الإنساني في محطات مختلفة من حياته تحضر في خواطر آنيّة وذكريات ماضية، ولعل أبرز ما يحضر خلالها الوطن/الأم (فلسطين): "وطني الحبيب أوّاهُ أوّاهُ ما أغلاكَ.. لأنكَ الوَطن وبعدُ يا وطني الحبيبُ فلسطين"، وكما فلسطين يتأسى الشاعر في "خاطرة ملعونة" على ضياع العراق: "وضاع العراق!! عربٌ بلا إسلام شِعرٌ للعذارى وإلاّ حيارى". 
أما عن حضارة الغرب فيسوقها على لسان: "... عصفور ونملة": "كَفّاكِ هَذرًا يا نُمَيلةُ أين ريشيَ المُمَزّقِ/ تتفَلسَفي كَحَكيمةٍ بهذا الكلامِ المُنمَّقِّ/ تُلفِّقينَ مُوَشَّحات السُخْرِ تَبَجُّحا كَشُويْعِرٍ مُتَمَلّقِ..."، وعن زهرة عُمره الغائبة/ الحاضرة، يدندن ترنيمة عشق حزينة يبعث بها إليها: "... أهدي على البُعد حَرَّ القلبِ وجْدًا/ بصُحبة أشعاري.. وحُمْرِ ورودي/ طال الغياب المُرُّ حبيبتي عودي...".
وخير الكلام ما يقوله المؤلف عن كتابه: "أعشق الشعر الجميل في مقامه الأدبي الراقي، لكنني لا أدعيه، إنما أنا إنسان قارئ للدين والأدب، والسياسة التي قهرتني لوضع أمتي الخانع المزري!! غير أني محب للاطلاع، وبالرغم من ظرف الاغتراب القاسي!! كنت اجتماعياً للعظم، غير أني أسكن في بيتي "وحدي والكتاب"، إلى أن تزوجت. وصرتٌ أدوّن بعض الأفكار والملاحظات التي جمعتها مع السنين، هذا ولأنني أكرِمتُ من الكريم بفضله بعمرٍ مديد طوّفت خلاله بلاد الله الواسعة، وكنت كثير الأسفار، اكتنزت من المعارف والذكريات مما يثري ثقافة الإنسان ومداركه بشكل يجعله لا يشعر بالغربة أينما حل. 
أما ما تجمَّع من خواطر كنت قد دونتها حيث كنت حينها، جعلتها أخيراً بشكلٍ يشبه ما يفعل الشعراء. ولعلي لم أكن قد ألقيت نفسي في نهرٍ لم أحسن العوم فيه!! لعل وعسى".

 

far
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024