فلسطين تنافس بروايتين على جائزة البوكر العربية 2018 .. والإعلان مساء اليوم
نشر بتاريخ: 2018-04-24 الساعة: 10:42أبو ظبي– الأيام- تعلن مساء اليوم، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، الرواية الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) للعام 2018، حيث المنافسة بين ست روايات منها اثنتين من فلسطين، هما: "وراث الشواهد" لوليد الشرفا، و"حرب الكلب الثانية" لإبراهيم نصر الله، حيث تتنافسان على لقب "البوكر" بنسخته العربية، مع روايات: "زهور تأكلها النار" للسوداني أمير تاج السر، و"الخائفون" للسورية ديمة ونوس، و"الحالة الحرجة للمدعو ك" للسعودي عزيز محمد، و"ساعة بغداد" للعراقية شهد الراوي.
ومن اللافت أن اللجنة التي يترأسها الناقد الأردني د. إبراهيم السعافين، اختارت هذه المرة روايتين تشكل كل منهما التجربة الروائية الأولى لصاحبها، وأقصد رواية "الحالة الحرجة للمدعو ك" لعزيز محمد، و"ساعة بغداد" لشهد الراوي، فيما يصل روائيان للمرة الأولى للقائمة القصيرة للجائزة هما وليد الشرفا بـ"وراث الشواهد"، وديمة نوس بـ"الخائفون"، فيما سبق لكل من الروائيين أمير تاج السر وإبراهيم نصر الله الوصول إلى هذه القائمة في السابق، وإن لم يفوزا بالجائزة.
ويمزج الروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله في روايته الجديدة "حرب الكلب الثانية"، الصادرة عن الدار العربية للعلوم ـ ناشرون ببيروت، بين "الخيال العلمي"، والرؤى الاستشرافية للمستقبل بالاتكاء على ما يحدث في واقعنا الحالي، خاصة ما يتعلق من حالة البطش التي ترافق الحروب بطريقة منفرة، لرسم خريطة عالم قادم يسيطر عليه توحش الإنسان، سواء في مواجهة الأغيار أو الأضداد، أو حتى من يشبهونه شكلاً، وربما مضموناً.
وقال نصر الله لـ"الأيام": هذه الرواية تأتي ضمن مشروعي الروائي "الشرفات" الموازي لمشروع "الملهاة الفلسطينية"، وهي ضرورية لمسار هذا المشروع .. تأملت الروايات الخمس السابقة، في إطار مشروع "الشرفات"، الوضع العربي المزري، وكان على واحدة منها، على الأقل، أن تتأمل المستقبل.
والمغاير في رواية "وارث الشواهد" لوليد الشرفا، في تناولها لحكايات النكبة بل نكبات الشعب الفلسطيني المتواصلة بفعل الاحتلال، انتصارها للحجارة كشاهد على نكبة شعب بأكمله لا يزال يسعى لإثبات أن فلسطين التاريخية له، وليست لمحتل استيطاني غاصب، عبر "الشواهد"، سواء شواهد المقابر لفلسطينيين عرب لا تزال أراضيهم المحتلة تحتفظ بجثامينهم أو ما تبقى منها، إن تبقى منها شيء بعد هذه العقود، أو عبر "الشواهد" التي هي جزء من التركيب المعماري للمنازل الفلسطينية القديمة، والتي تأتي عادة في واجهة المنزل لتدلل على صاحبه وتاريخ إنشائه، فـ"شواهد المباني" تدلل على أن منازل الفلسطينيين التي يعود غالبيتها إلى عشرينيات أو ثلاثينيات القرن الماضي، ومنها ما يعود إلى نهايات القرن التاسع عشر، هي أقدم بكثير من النكبة وما تلاها من اعتراف دولي بما بات يصطلح عليه "دولة إسرائيل"، ما شكل مدخلاً مغايراً في التعاطي مع حكايات النكبة، وتقاطعاتها التي تجيء وتذهب مع حكايات حرب العام 1967، والانتفاضة الأولى، وتداعيات كل منها.
ويمكن اختصار حكاية الرواية المليئة بالتفاصيل، بأن الجد هجّر من قريته "عين حوض" في حيفا، أو "عين هود" الآن، وبنى مع أهلها "أم البساتين" قرب نابلس، ومن ثم يستشهد ابنه في حرب حزيران، ليعود الحفيد والابن "الوحيد" من غربة الدراسة، ليروي عبر "وارث الشواهد" حكاياتهم، التي هي تجسيد ما للحكاية الجمعية الفلسطينية.
far