اختتام فعاليات الاحتفاء بمئوية مولد الشاعرة فدوى طوقان
نشر بتاريخ: 2018-04-01 الساعة: 11:17رام الله – الحياة الجديدة - اختتمت وزارة الثقافة، عصر امس ، فعاليات الاحتفاء بمئوية مولد الشاعرة فدوى طوقان (سنديانة فلسطين)، في إطار مشروع الاحتفاء بمئويات رواد الثقافة والتنوير، والذي أطلقته العام الماضي، وذلك في المسرح البلدي بدار بلدية رام الله، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي.
وانتظم الحفل بحضور محمود إسماعيل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، ووزيري الثقافة د. إيهاب بسيسو والتربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، ونخبة من المسؤولين، والمثقفين، والمهتمين، وطالبات المدارس والمعلمات، وأدارت عرافته الإعلامية راية حمدان.
وانتظمت ضمن فعاليات الاحتفال، فقرات فنية تراوحت ما بين معرض لرسم طوقان ومن وحي أشعارها لطالبات من مدارس مختلفة، وتوقيع كتاب "فدوى طوقان الرحلة الأبهى" للكاتب محمود شقير، وفقرات غنائية شعبية، وأخرى من أشعار طوقان لحنها الفنان جميل السايح، علاوة على تلخيص سيرة حياتها، وقراءة شيء من أشعارها، قدمته طالبات.
وقال وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو في كلمته: عام مرة على الاحتفاء بمئوية ميلاد سنديانة فلسطين الشاعرة فدوى طوقان، عام من الفعاليات الثقافية التي أنجزتها وزارة الثقافة بالشراكة مع المؤسسات والوزارات المختلفة، والتي شكلت بمجملها مشهداً وطنياً بامتياز، لافتاً إلى أن مشروع الاحتفاء بمئويات رواد الثقافة والتنوير في فلسطين العام 2017 ليكون رداً ثقافياً ووطنياً على وعد بلفور المشؤوم، وهو ما يعني أن تاريخ فلسطين حاضر وقائم بكل مفرداته التاريخية والثقافية والوطنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ويعني أن فدوى طوقان هي ابنة سلسلة من الرواد والرائدات في الثقافة والفكر والسياسة، وهي امتداد لكل الرواد ممن ولدوا قبل العام 1917، لكن انطلاق هذا المشروع جاء ليقدم نماذج مختلفة وملهمة للجيل الحالي والأجيال القادمة، كما هو حال فدوى طوقان مصدر الإلهام الثقافي والوطني الفلسطيني، فهي التي شقت طريقها نحو التميز بالشعر متحدية كل المصاعب والقيود، لأنها آمنت لموهبها، وبقضيتها، وبوطنها، وناضلت من أجل ذلك بكلماتها وشعرها ومواقفها.
وأضاف بسيسو: ما نهدف إليه ونعمل من أجله جاهدين في وزارة الثقافة ليس فقط الاحتفاء بأسماء هؤلاء الرواد، وإنما توظيف الذاكرة في الحاضر لنحملهما إلى المستقبل، وذلك من أجل فتح آفاق أمام الأجيال الحالية والأجيال القادمة للاستفادة من تجاربهم الثرية، موجهاً الشكر لكل الشركاء الذين ساهموا بإنجاح هذه الفعاليات، ومنها: وزارة التربية والتعليم العالي، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، والجامعات والكليات الفلسطينية، والمؤسسات الثقافية والفنية، والفرق، والمثقفين والشعراء والأدباء والإعلاميين، وكل من حول فدوى وإرثها إلى لوحة، أو قصيدة، أو كتاب، أو قدم دراسة عنها، أو معزوفة موسيقية أو أغنية من كلماتها، أو قام بمسرحتها أو تحويل أعمالها أو شيء من سيرتها إلى أفلام سينمائية أو وثائقية، أو غيرها.
من جهته عبر وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم عن سعادته وفخره بما أنجزته طالبات مدرسة العودة في التعبير عن سيرة وإبداعات قامة ثقافية ووطنية بحجم الشاعرة فدوى طوقان .. وقال: فدوى التي كتبت "وحدي مع الأيام" لم تكن حقيقة وحدها، فقد بات إبداعها جسراً، هي التي كتبت "وجدتها" و"أمام الباب المغلق" فتحت بإبداعها آفاقاً، وعرّفت الدنيا كيف يكون إبداع ماجدات فلسطين، هي التي حتى في وحدتها كانت من العمالقة .. في "اللحن الأخير" عزفت على أوتار إبداع لمّا يزال حاضراً، وعبرت دروب الحياة في "رحلة جبلية رحلة صعبة"، وعاشت "الرحلة الأصعب".. في حضرة فدوى طوقان نستطيع أن نتعلم درساً أصيلاً في الوفاء.
وتحدث صيدم عن ضغوطات مرفوضة لتغيير أسماء مدارسنا بما تحمله من رموز وطنية، وثقافية، وتاريخية، وحضارية، معبراً أيضاً عن رفضه "الظلامية في المدارس"، ومؤكداً على الغلبة لـ"الإنجاز" ولـ"مدارس التنوير"، ومشدداً على أن "الدبكة الفلسطينية شرف عظيم، والمسرح الفلسطيني رسالة عظيمة، ورسالة الثقافة اليوم لابد أن تحمى برموش العين" .. وقال: نحترم مدارس الفكر والتفكير، لكننا نرفض مدارس التشويه والتكفير، كما نحترم شعرنا وأدبنا وفننا وأغنيتنا وتراثنا، ونسعى دائماً لحماية هذا الموروث، مشيداً بجهود فريق وزارة التربية والتعليم العالي وبقية المؤسسات .. خاتماً كلمته بالقول: للذين قرروا أن يسحقوا أحلامنا نقول لهم فدوى طوقان سحقت كل أحلامكم.
وتحدث الكاتب والأديب القدير محمود شقير عن تجربته في كتابة سيرة فدوى طوقان لليافعين، عبر رواية "فدوى طوقان .. الرحلة الأبهى" الصادرة عن وزارة الثقافة ومؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، موجهاً شكره لوزير الثقافة د. إيهاب بسيسو على مبادرته لمشروع الاحتفاء بمئويات الثقافة والتنوير، التي اخرجت الثقافة من عزلتها ودفعت بها إلى الشارع والأمكنة العامة والمدارس والجامعات، كما شكر وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم على تجاوبه مع وزارة الثقافة في مخططها الرامي إلى نشر الثقافة في أوساط الناس، بحيث لا تبقى في الغرف المعزولة، عبر هذا المشروع الذي سيتواصل مع رواد آخرين في حقل الثقافة والتنوير، مشدداً على أنه ولضمان تأثير الثقافة المنشود لابد من إخراجها من عزلتها.
وقام كل من بسيسو وصيدم وإسماعيل وشقير بتكريم المؤسسات والأشخاص الذين ساهموا بإنجاح فعاليات المئوية.