"بستان النشاشيبي" يزهر في سلطنة عُمان
نشر بتاريخ: 2018-02-27 الساعة: 09:56مسقط –الايام- بادر مركز العيسري في سلطنة عمان، وضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب، 'إلى إطلاق كتاب "البستان"، الذي أعادت طباعته تقديراً لدور مؤلفه الأديب المقدسي محمد إسعاف النشاشيبي الثقافي على المستوى العربي، ومساهمته برفد العملية التربوية والتعليمية الفلسطينية والعربية.
و"البستان" هو كتاب تراثي فلسطيني للأديب النشاشيبي تعود طبعته الأولى لمطبعة المعارف إلى العام 1943، وهو مخصص لتعليم الطلبة في مراحلهم التعليمية الأولى.
ولمركز العسيري سبعة وعشرون فرعاً في السلطنة، وفرعاً إقليمياً في دبي، علاوة على امتداداته في هونغ كونغ عبر المركز العربي لمصادر التعلم، وفي بريطانيا عبر "المعالم للإعلام والنشر".
ويعني المركز بتنمية مهارات الطفل حتى سن الثانية عشرة، وبشكل خاص في مجال اللغة العربية، عبر مشروعين هما: "اللغة الوظيفية للطفل"، و"تقريب التراث للأطفال".
وقال عبد الله العيسري، مؤسس مركز العيسري في سلطنة عمان لـ"أيام الثقافة": عندما جئت لأبحث عن الكتب التي استطاعت أن تقرب التراث العربي الأدبي للأطفال، وجدت أنه من أوائل المحاولات في هذا الجانب، محاولة الأديب والخطيب الفلسطيني محمد إسعاف النشاشيبي، وله في هذا الجانب عدة إضافات قيمة، من ضمنها كتاب "البستان"، وكتب أخرى كـ"حماسة النشاشيبي".
وأضاف العيسري: كتاب "البستان" وجهه النشاشيبي للأطفال ما بين الصف الأول إلى الرابع، و"حماسة النشاشيبي" وجهه للفتيان العرب، وكان الكتابان في عداد المفقودات، فـ"البستان" طبع طبعة يتيمة في حياة مؤلفه، وبقيت أبحث عنه لأكثر من أربع سنوات، وحاولت التواصل مع عدة جهات في فلسطين ومصر حيث طبع الكتاب، إلى أن وجدته العام الماضي في دار الكتب المصرية، وبعد محاولات حصلت على نسخة مصورة منه، فأعدت التواصل مجدداً مع جهات عدة في فلسطين، خشية أن تكون هناك حقوق ملكية فكرية للورثة، واكتشفت أن المؤلف لم يترك وريثاً.
وشدد العيسري على أن الطبعة الجديدة من "البستان" راعت المعاصرة في الشكل، من حيث حجم الخط والتشكيل والتصميم والرسومات، وسعدنا كثيراً بأن أطلق الكتاب بحضور سفير دولة فلسطين لدى السلطنة أحمد عباس رمضان ووفد مرافق له، بحضور جمع من المهتمين من مركز العيسري وغيرهم من المتخصصين والمعنيين بأدب الطفل عامة.
ولكون عبد الله العيسري متخصصاً في أدب الطفل، فهو يقدر جيداً القيمة الأدبية والرمزية لكتاب "البستان"، الذي "كان أن يفقد".. وقال: بالإضافة إلى النشاشيبي يعتبر كامل الكيلاني هو رائد أدب الطفل على المستوى العربي، إلا أنه كتبه تم إعادة طباعتها .. كان الفلسطينيون رواداً في الكثير من المجالات الإبداعية، ومن بينها أدب الطفل، ولم يلتفت الكثيرون إلى التجربة الريادية لكل من محمد إسعاف النشاشيبي، وإسحق موسى الحسيني، والذي لا زلت أبحث عن أي كتب له لإعادة طباعتها، لكونها كما أتوقع ستشكل إن وجدناها إضافة نوعية أيضاً، كما تمكنا من العثور على بعض إنتاجات خليل السكاكيني للأطفال، ووجدنا بعضها، وهي في طريقها لإعادة الطباعة.
ولفت العيسري إلى أن طباعة كتاب "البستان" للنشاشيبي يأتي ثانياً في مشروع "تقريب التراث للأطفال" بعد كتاب العلامة العماني نور الدين السالمي، وفي الطريق مؤلفات لكتاب وعلماء ومفكرين من السلطنة، ومن فلسطين، ومصر، والمغرب، وباكستان، والهند، وغيرها، في إطار مشروع قد يمتد لقرابة العشرين عاماً.
وأشار العيسري إلى أن البحث عن هذه الكتب يبدأ أولاً في المواقع العريقة لبيع الكتب القديمة عربياً، كسوق الأزبكية في القاهرة، وشارع المتنبي في بغداد، وكذلك عبر دور نشر في فلسطين، إضافة إلى البحث عبر دور المخطوطات في الدول العربية، وعبر الأصدقاء.
وختم العيسري حديثه لـ"الأيام الثقافية" بالتأكيد على أن حفظ التراث الأدبي التربوي الموجه للطفل مسؤولية كبيرة، وخاصة في فلسطين، لما نعلمه جميعاً بأن التراث الفلسطيني عموماً، والموجه منه للطفل خصوصاً يتعرض لمحاولات مستمرة من هجمات داخلية وخارجية للانقضاض عليها، لذلك نحن نرحب بأي تواصل من أشقائنا في فلسطين ممن لديهم كنوزاً أدبية في هذا المجال، لضمان إعادة طباعة وحفظ هذه الكتب من الاندثار.
بدوره شدد الكاتب عبد السلام عابد، مدير مكتب وزارة الثقافة في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، على أهمية إعادة طباعة كتاب "البستان" للأديب الفلسطيني المقدسي محمد إسعاف النشاشيبي، خاصة أنه كان يدرس للأجيال الفلسطينية في أربعينيات القرن الماضي، وهو الكتاب المنشور في العام 1943، وأعاد مركز العيسري في سلطنة عمان نشره من جديد مؤخراً، وهو كتاب موجه للأطفال في الصفوف الدراسية الأولى، ويحوي أبيات شعرية تتناسب ومستوى إدراكهم في تلك المرحلة العمرية.
وقال عابد لـ"أيام الثقافة": أهمية إعادة نشر كتاب "البستان" من جديد تكمن في تعريف القارئ العربي بأنماط التعلم في العقود السابقة، وله دلالاته الرمزية، ومن بينها أن الشعب الفلسطيني كان حاضراً في المشهد التربوي والأدبي والثقافي عربياً، مضيفاً: أن يتم إعادة طباعة هذا الكتاب في سلطنة عمان يعكس من جهة العلاقات الوثيقة بين فلسطين وعمان على مختلف المستويات، ومنها الجانب الثقافي، وكذلك يعكس أهمية ما أنتجه النشاشيبي وغيره من أدباء فلسطين من أدب تربوي موجه للأطفال قبل النكبة، وفي مطلع القرن الماضي.
من الجدير بالذكر أنه لمركز العسيري سبعة وعشرون فرعاً في السلطنة، وفرعاً إقليمياً في دبي، علاوة على امتداداته في هونغ كونغ عبر المركز العربي لمصادر التعلم، وفي بريطانيا عبر "المعالم للإعلام والنشر".
amm