الفيلم هو ما تبقى فينا كمعتقلين سابقين وليس عن السجن نفسه
نشر بتاريخ: 2018-02-19 الساعة: 10:00بيت لحم- الحياة الجديدة- بدأ المخرج رائد أنضوني العمل على مشروع فيلمه "اصطياد الأشباح"، بنشر إعلان في الصحف المحلية، يطلب فيه أسرى سابقين للعمل في فيلم، وخلال 94 دقيقة هي مدة فيلم (اصطياد الأشباح)، يقدم أنضوني أسرى سابقين وفنانين في تجربة إعادة بناء قسم الزنازين والتحقيق في معتقل المسكوبية في القدس، وخلال ذلك، وفي أحيان كثيرة وبدون تخطيط من المخرج، يكشف العاملون في الفيلم عن جوانب غائبة من تجاربهم الاعتقالية.
حصل الفيلم العام الماضي على جائزة أفضل فيلم تسجيلي في مهرجان برلين السينمائي الـ67، وجائزة آفاق السينما العربية لأفضل فيلم.
أطلق انضوني فيلمه في شهر شباط العام الماضي، وبعد مرور عام على عرضه في مناطق مختلفة من العالم، عُرض في مؤسسة إبداع في مخيم الدهيشة، وبعد العرض تحدث انضوني عن تجربته كمخرج للفيلم، مؤكدا انه لم يتعامل مع الأسرى كضحايا، وهو يرفض التعامل معهم بهذه الصفة.
وقال إنضوني، بأنه دخل في مشروع صناعة الفيلم لاكتشاف ما يختزنه الأسرى، وعندما يُقدم الأسير ليلعب دور المحقق الأحتلالي فهو يفعل ذلك كوسيلة لتفريغ العنف والغضب.
وأضاف: "الفيلم هو عن ما تبقى فينا كمعتقلين سابقين وليس عن السجن نفسه، هو عن المعتقل السابق بعد خروجه من السجن، جاء العديد من العاملين في الفيلم بناء على إعلان في الصحف، وتجربة الفيلم كشفت عن مخزونهم من جمال وحب ولغة معبرة وثقافة عالية، وكذلك عن غضب وعنف، وتركيبة بشرية كاملة في النفس الإنسانية وهذا جاء بسبب الاعتقال".
سأل الفنان منذر جوابرة الذي مثّل في الفيلم، مخرجه، إذا كان لدى الممثلين الاستعداد لخوض تجربة الفيلم مرة أخرى؟ فأجاب أنضوني: "أنا شخصيا لن أعيد نفس الفيلم، لان التجربة انتهت، ولكن يمكن أن نجرّب عملا جديدا".
رأت الأخصائية الاجتماعية كفاح مناصرة، بان الفيلم أيضا هو طريقة علاجية ومواجهة هامة لأسرى سابقين لتجربة الاعتقال، وهو أمر علاجي.
قال إنضوني: عندما بدأت بالعمل على الفيلم سألت نفسي لماذا أصنعه؟ أردت اكتشاف خصوصية الإنسان الفلسطيني، فنحن مجتمع أسرى ونحو 25% من مجتمعنا مروا بتجربة السجن، والفلم وفر فرصة لمعتقلين سابقين كما قال أحدهم، للتعبير".
وأضاف: "عندما يخرج الأسير من السجن يكون محكوم بخطاب معين، والتفاصيل الصغيرة في التجربة يمكن أن تنسى أو يتم تناسيها وقليل من الأسرى يمكن أن يشاركوها مع الآخرين، وهو ما حاولت فعله في الفيلم الذي لا أعتبره فيلماً علاجياً، وإنما تعبيريا، فأنا لا أرى الأسير ضحية بحاجة لعلاج، لأن الضحايا لا يستطيعون إعادة تجربة الأعتقال كما حدث في الفيلم، أحب تسمية الأسرى السابقين بالناجين، لقد مروا بتجربة صعبة في حياتهم أكسبتهم تجربة شاركوها، كما في الفيلم مع الجمهور، والذي أظهر القدرة الهائلة لدى المعتقلين على النجاة، نحن مجتمع ناجين نعاني من صعوبات ونعود ننهض من جديد، إنها أسطورة طائر الفينيق".
ورأى أن جميع الشخصيات في الفيلم مليئة بالألم ولكنها أيضا مفعمة بالفخر، ولا يوجد من بين من استعادوا تجربة الاعتقال في الفيلم، مكسور أو مهزوم.
أضاف أنضوني: "الأسرى ضحايا احتلال، ولكنهم لا يرون أنفسهم ضحايا، هذه عقلية ناجين وليست عقلية ضحايا، ربما من حولهم إلى ضحايا، هي عقلية المؤسسات وربما حدث ذلك لأسباب تمويلية".
amm