"التقارير حول سارة وسليم" لمؤيد عليان .. جوائز ودعوات مقاطعة لـ"خرق معايير مناهضة التطبيع"
نشر بتاريخ: 2018-02-06 الساعة: 10:06رام الله- الايام- عد أيام قليلة من فوز الفيلم الروائي الفلسطيني الطويل "التقارير حول سارة وسليم"، بأولى جوائزه، من مهرجان روتردام السينمائي الدولي، وهي جائزة الجمهور، اعتبرت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، العضو في حركة المقاطعة (BDS)، الفيلم "تطبيعياً"، وطالبت "الفلسطينيين والعرب و أصحاب الضمائر في العالم بعدم عرض الفيلم"، وذلك "بسبب خرقه الواضح لمعايير مقاطعة إسرائيل ومناهضة التطبيع معها من خلال إشراكه ممثلين إسرائيليين بجانب ممثلين فلسطينيين من القدس المحتلة والضفة الغربية".
الفيلم من تأليف رامي عليان وإخراج مؤيد عليان، وتدور أحداثه في القدس حول سارة وسليم اللذين تجمعهما علاقة خارج إطار الزواج، في قصة أورد الفيديو الدعائي للفيلم بأنها تستند إلى قصة واقعية.
ويبدأ الفيلم بمشاهد علاقة جسدية حميمة بين إسرائيلية يهودية متزوجة هي سارة، وتمتلك مقهى داخل الخط الأخضر، وشاب فلسطيني يقوم بتوزيع المخبوزات باستخدام سيارة نقل صغيرة هو سليم .. سارة متزوجة ولديها ابنة في السابعة من عمرها هي فلورا، وزوجها ضابط في الوحدات الخاصة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي تستهدف نشطاء المقاومة، بينما سليم متزوج من بيسان الحامل في طفله الأول .. كل من سارة وسليم يتقابلان سراً لممارسة الجنس في سيارة النقل الصغيرة التي يستخدمها لنقل الخبز في الأساس.
مع الوقت، ومن باب الفضول، ترافق سارة سليم إلى بيت لحم على اعتبار أنها سائحة هولندية، لكن يكتشف أمرها، فيتم اعتقال سليم من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بناء على تقرير حول علاقته بامرأة إسرائيلية، ولكن الأجهزة تتغاضى عن فعلته والاتهامات الموجهة ضده باستدراج إسرائيلية لممارسة الدعارة وتعاطي المخدرات، بعد تدخل قيادي فلسطيني "كبير"، شريطة أن يعترف سليم كذباً بأنه قام بتجنيد الإسرائيلية للتجسس لحساب الفلسطينيين، ودون ذكر اسم سارة، ويرضخ كي لا يفتضح أمره، خاصة أمام زوجته التي تدخل شقيقها لدى المسؤول لإنقاذه.
واعتبرت الحملة في بيان لها على موقعها الرسمي "المخرج وجميع المشاركين في الفيلم من فلسطينيين وسوريين من الجولان المحتل وإسرائيليين" خالفوا في "هذا المشروع معايير حركة المقاطعة لمناهضة التطبيع"، وأن "إشراك المخرج عليان لممثلين إسرائيليين خدموا في جيش الاحتلال، ولم يعلنوا عن تأييد الحقوق الأساسية لشعبنا يخالف بوضوح معايير مناهضة التطبيع التي أجمع عليها الغالبية الساحقة من المجتمع الفلسطيني في الوطن والشتات منذ المؤتمر الأول لحركة المقاطعة BDS في فلسطين في تشرين الثاني 2007. وهو أيضاً يضرب بعرض الحائط الجهود المثابرة الهادفة لمناهضة التطبيع التي تقودها الأطر والمنظمات الشعبية والنقابات الأوسع في فلسطين والعالم العربي من المغرب إلى الكويت".
وكان الفيلم فاز بدعم أكثر من جهة دولية، وهي الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، و"فيلم لاب: فلسطين" الجهة المنظمة لمهرجان أيام سينمائية، وصندوق السينما العالمية، وصندوق هوبرت بالس، وصندوق دعم السينما الهولندي، وبرنامج الإنتاج الأوروبي المشترك وغيرها، وهو من بطولة ميساء عبد الهادي، وأديب الصفدي، وكامل الباشا، ومن تأليف رامي عليان.
ولم يفضل الممثل الأول في الفيلم أديب الصفدي تقديم أي تصريحات لـ"الأيام" بخصوص "التقارير حول سارة وسليم"، في حين لم تتمكن "الأيام" من الحصول على أي رد من ممثلة العمل الأولى ميساء عبد الهادي، أو مخرج العمل مؤيد عليان بخصوص هذه الاتهامات.
وناشدت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل "كافة المنظمين والمسارح ودور السينما في العالم العربي، وبالذات في المدن الفلسطينية (في أراضي 67 و 48)، بعدم عرض هذا الفيلم التطبيعي للمخرج مؤيد عليان في المهرجانات ودور السينما"، كما طالبت "المخرج وكل طاقم الفيلم بالاعتذار عن هذا المشروع التطبيعي والالتزام بعدم الانخراط في التطبيع مستقبلا".
amm