بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحركة "فتح" - شعبة صيدا في الذكرى الثالثة والخمسين لانطلاقة الحركة
نشر بتاريخ: 2017-12-31 الساعة: 10:30بسم الله الرحـمن الرحـيم
(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا)
صدق الله العظيم
العام القادم هو عام نيل العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وتصعيد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال على طريق الاستقلال والعودة
يا جماهير شعبنا الفلسطيني
ثلاثة وخمسون عامًا مضت على انطلاقة المارد الفتحاوي، على انطلاقة الثورة الفلسطينية، حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، تلك الحركة التي انطلقت من وسط الآلام ومن خيام اللجوء ومن بين ثنايا الجراح، لتقول للعالم إنَّ فلسطين لن تتحرر إلا بأيدي أبنائها، فجعلت من اللاجئين مقاتلين، وجعلت قرارنا الوطني مستقلاً وفلسطينيًّا خالصًا، فكانت وما زالت "فتح" حركة فلسطينية بامتياز، انطلقت لتقول للجميع إنّ الآن وقت البندقية، فكانت "فتح" ثورة أكبر من الأيديولوجيات والأفكار، وشكلت فكرة للثورة والتحرر.
انطلاقة "فتح" وقواتها الضاربة "العاصفة" وضعت الحصان أمام العربة، وهو الوضع الطبيعي لشعب محتل عليه واجب المقاومة والثورة على الواقع القائم. فقامت الطلائع الثورية الفتحاوية بإنشاء المؤسسات الجماهيرية وتعزيز ما كان قائمًا بروح ثورية خلّاقة، وكانت مؤسسات الطلاب والنساء والأطباء والمهندسين والعمّال والفلاحين إلى جانب العيادات الطبية والمدارس ومعسكرات التدريب للأشبال والزهرات كلها تعمل من لتعزيز صمود شعبنا وتطوير نضاله من أجل التحرير الكامل. وخاضت "فتح" معارك عنيفة ضد الاحتلال الصهيوني بعد حرب حزيران 1967، وكان سيّد الشهداء الرئيس القائد أبو عمار يتجوّل في مدن وقرى الضفة الغربية يعبئ ويبني الخلايا التنظيمية لمقاومة الاحتلال وبكافة الوسائل المتوفرة.
وجاءت هزيمة العام 1967 كنقطة تحول ثانية في تاريخ النضال الفلسطيني، وتحمَّلت قيادة "فتح" وأبناؤها على عاتقهم مواجهة حالة الاستسلام التي أرادها العدو، فكثَّفت من عملياتها العسكرية وحقَّقت انتصارًا تاريخيًّا في معركة الكرامة أعاد الكرامة للأمة العربية وأعطى مدًا جماهيريًا وسياسيًا لحركة "فتح" وبعدًا أمميًا لنضالها التحرري.
ومضت "فتح" ديمومة الثورة وشعلة الكفاح المسلَّح في مسيرتها بين انتصار وانكسار محافظة وحامية لمشروعنا التحرري فخاضت معركة القرار الوطني المستقل سياسيًا وعسكريًا، وخاضت أطول حرب عدوانية شنَّها جيش الاحتلال على لبنان، وصمدت مخيماتنا وجماهير شعبنا بتلاحمهم مع الحركة الوطنية اللبنانية في معركة الدفاع عن وجودنا في لبنان وحقنا بمقارعة الاحتلال.
لقد شكّل خروج قواتنا من لبنان ضربة قوية لمسيرة النضال الفلسطيني ولكن ذلك لم يدم طويلاً، فانتفضت جماهير شعبنا في انتفاضة الحجارة التي أعادت فلسطين لموقعها الطبيعي المركزي سواء على المستوى العربي أو الدولي وبدأت مرحلة جديدة من النضال السياسي الدبلوماسي المدعوم بانتفاضة شعبنا الصامد المرابط على تراب الوطن، والمطالب بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وضمان حق عودة اللاجئين حسب القرار الأممي 194.
إنَّ شعبنا الفلسطيني الذي قدم آلاف الشهداء على طريق التحرير وآلاف الأسرى الذين مازالوا صامدين ومقاومين لسياسات الاحتلال ونجحوا في معركة الأمعاء الخاوية ضد سياسة الحكومة العنصرية الإسرائيلية، وها هم شُبّان وشابات فلسطين وأطفالها يثبتون بهبّتهم الشعبية الرافضة لقرار ترامب الأحمق بحق القدس أنه لا مكان للاحتلال ولا للاستيطان على أرضنا، ويقدمون أرواحهم فداءً لحريتهم ومستقبلهم ودفاعًا عن القدس والمقدسات.
إنَّ هذا الشعب الذي يناضل بكافة الوسائل المشروعة ويمارس حقه بتقرير المصير متمسّكًا بثوابته الوطنية وبحقه التاريخي في وطنه، سيرغم المجتمع الدولي للاعتراف بحقوقه وما تعرّض له من ظلم جائر، وسينتصر حتمًا وسيلحق الهزيمة بهذا الاحتلال البغيض.
إننا نشعل اليوم الشعلة الثالثة والخمسين لانطلاقة حركتنا، انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، لنجدّد العهد والقسم، قسم الإخلاص لفلسطين، نوجه التحية لقيادتنا الباسلة الحكيمة ممثلة بسيادة رئيس دولة فلسطين الرمز محمود عباس ولشعبنا الصامد المقاوم ولأسرانا البواسل، ونؤكد أنّنا مستمرون في معركتنا مع العدو الصهيوني وعلى كافة الجبهات الداخلية والدولية إلى أن نحقق أهدافنا الكاملة بإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس.
عاشت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"
عاشت منظمة التحرير الفلسطينية ممثّلاً شرعيًا وحيدًا لشعبنا
المجد لشهداء شعبنا وأمتنا العربية والحرية لأسرى الحرية البواسل والشفاء لجرحانا
وإنها لثورة حتى النصر