الرئيسة/  مقالات وتحليلات

المقاطعة والانسحاب والحرد !

نشر بتاريخ: 2025-04-26 الساعة: 01:36


عدنان ضميري 
دور الوساطة في الوحدة الوطنية لاعضاء المنظمة دور  مشارك في صناعة البديل لها .عن قصد او غير قصد .
لو كانوا يملكون بدائل وحلول سياسية او برامج قابلة للتطبيق والتنفيذ .. لذهبت معهم الى اخر الشوط .. 
ولانني اعرفهم وعشت معهم رفاقا واصدقاء تحاورنا وتناقشنا في السجن وخارج السجن ولا زلنا  .. في الانتفاضات الشعبية قبلها وبعدها .. في المنعطفات السياسية الخطرة ..وفي الظروف الصعبة .. في الندوات والمؤتمرات في البلاد وفي الغربة وفي السفر .
فانهم لم يتغيروا ولم يطوروا من اساليبهم في اقناع الشعب والتاثير في الراي العام .. ولكنهم ثبتوا على تنظيراتهم واساليبهم بالمقاطعة لجلسات او الانسحاب منها .. بما يسمى (بالحرد )  يخرجون من المنظمة ويعودون يقتربون في الجلسات الخاصة الضيقة كثيرا . يمجدون فيها فتح ويعترفون بالحقائق السياسية والواقع .. ودور فتح في قيادة المنظمة المستمد من حجمها الشعبي والوطني وامكانتها وقوة تاثيرها الفلسطينية والعربية والدولية ..
يؤكدون انهم غير قادرين على ادارة الشان العام او التاثير وحدهم بلا فتح ..خصوصا عند تغول الاسلام السياسي بمشروعه  وارتباطاته الدولية كبديل وليس شريك لمنظمة التحرير  يقرون بكل ذلك وخطورته على القضية الفلسطينية في الجلسات المغلقة .ويتحالفون مع الاسلامالسياسي  في شعاره الديموغوجي الشعبوي بلا رصيد .. فيجاملونه في المشروع على قاعدة شعار الوحدة الوطنية التي يحاربها هو فعلا بانقلاب وبانقسام ويساوون بينه وبين منظمتهم التي لا تغلق بابها امامهم بل يملكون مفتاحها السحري للعودة اليها بعد كل حردة او مقاطعة  لاجتماعاتها مؤسساستها ..او الانسحاب من اجتماعاتها ولجانها .. هذه الدويخة السياسية للرفاق ليست جديدة في اجتماع المجلس المركزي الاخير بل عمرها اكثر من نصف قرن لم تتغير في  الاسلوب او في طرح افكار عامة دون اليات تنفيذ او برامج ممكن تحقيقها ... يضاف اليها عدم قدرتهم على  تقديم نموذج ديمقراطي ..او النجاح في انتخابات عامة او نقابية بما يضمن انجاز برامجهم .. انهم جزء اصيل من النضال الوطني الفلسطيني .. تراجع دورهم وتاثيرهم  بشكل خاص بعد ان ضاع تميزهم السياسي والايدواوجي بين فكر الاسلام السياسي الظلامي  والفكر اليساري التحرري .وواقع موازين القوى الدولي .. وشعار المقاومة المسلحة والحروب التدميرية وفوضى السلاح .تراجعوا شعبيا وتاثيرا  كغيرهم وقد تراجعت فتح عن قوة تاثرها ايضا .. لكن المثير ان الثابت لدى الرفاق هو مقاطعة انسحاب عودة ..دون ان يكون لهذا الاسلوب اي تاثير في القرار ..تسجيل موقف لا اكثر ..
الرفاق لم يتغيروا مع تغير الواقع السياسي ولم يقدموا المأمول منهم في ظل الازمة الفلسطينية الداخلية والسياسية ..سوى خطاب اعلامي عائم مجامل للشعبوية الشعاراتية ..وناقدا حادا لفتح والمنظمة التي هم اعضاء فيها .. ومخاصمين لها .
 الذي بقي لديهم هو التمسك ان منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني  .. بدا بالتصدع لدى بعضهم باعتبار هذا البعض حليف الاسلام السياسي يقدم اشتراطاته البديلة للمنظمة ..
وقد عجزت وفشلت كل المحاولات العلنية والسرية المدعومة من دول في الاقليم واسرائيل في ايجاد البديل لمنظمة التحرير الفلسطينية ..  والتمثيل الفلسطيني . .

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2025