الرئيسة/  ثقافة

جهاد أحمد.. يحوّل الخردة إلى تحف فنية

نشر بتاريخ: 2019-09-02 الساعة: 12:54

سلفيت-وفا-من بقايا قطع الحديد الصدئة "الخردة" المزعجة، برع الحداد جهاد أحمد من قرية مسحة غرب سلفيت، في تصنيع قطع فنية بلمسات مبدعة، توفر للناظر مساحة للتأمل والاستمتاع بأشكالها المختلفة.

لم يعلمه أحدٌ هذا الفن، فهو منذ بداياته الأولى عام 1999 عمل حدادا في ورشة صغيرة، ومن مخلفات محددتهوفي أوقات فراغه يحول المحددة إلى ورشة فنية لإعادة تدوير الخامات المستخدمة إلى قطع فنية فريدة بهدف حماية البيئة وخلق جمال من أشياء زائدة لا تهم أحدا.

كانت بدايته انتاج تحف على شكل قارب صنعها لأحد الأصدقاء فشجعه على الاستمرار وصنع المزيد من التحف، ثم تعرض لإصابة عمل داخل أراضي عام 1948، فقدَ على إثرها أحد أصابع يده، وتعرض لعملية زراعة عظم في اليد الأخرى، فأصبح يجد بعض الصعوبة في العمل.

 

 

يقول جهاد لـ"وفا"، أصمم الشكل الذي أريده في عقلي، ثم أبدأ بتجميع المواد الأولية الموجودة في ورشتي، من مخلفات الحديد، وعلب المشروبات الغازية، وهياكل السيارات والبطاريات، والمعلبات، واطارات السيارات المستعملة، ومسامير، ومكابح للسيارات، وأسلاك حديد، ونحاس، وغيرها.

وبيّن: لا يمكن استيراد شيء بهذه الجودة والمتانة، أتمنى أن يصل عملي الى كل العالم، فيمكن إعادة الروح من جديد في هذه المواد بدلا من اهمالها وتلويث البيئة بها.

ويتابع: "المجسمات الصغيرة تحتاج إلى ما يقارب خمس ساعات عمل، وأحيانا تستغرق يوما كاملا، ويعتمد ذلك على الدقة في التفاصيل، وبحسب المزاج، والحالة الصحية، والمواد المتوفرة".

وحوّل جهاد جزءاً من منزله إلى متحف يضم أدوات الزينة التي يصنعها، ويقول: إن الهدف من عمله  تحويل الخردة إلى أدوات زينة هو المحافظة على البيئة بالدرجة الأولى وتزيين المنزل، ويمكن استخدامها كهدايا مميزة لشخص عزيز، وللذكرى.

حيث صنع ما يقارب 500 عمل فني على شكل شجرة وعروقها وزهور، ومجسمات لسفينة، وسيارة، وعازف  قيثارة، ورجل يتزلج، وأدوات زينة للمنازل والمكاتب، وحاملة مفاتيح.

تجربة جهاد لم تلقَ الرواج المطلوب، ولا يجد سوقا جيدا لعرض وتسويق منتجاته، ويطلبون مقابلا ماديا ضئيلا من أجل شرائها، ما أدى إلى تكديس المنتوجات.

وتحدث لـ"وفا"، حتى لو كان التسويق خفيفا، يكفي أن انظر إلى التحف فأكون سعيدا بما صنعت، أعرض المنتوجات على صفحة "تفاصيل" على الفيس بوك.

 

وفي دراسة "إعادة التدوير في فلسطين ودورها في تحقيق التنمية الاقتصادية"، يرى الباحث محمد فوزي أبو طه، أن أهمية إعادة التدوير بشكل عام تكمن في التخلص من البقايا بشكل سليم وحضاري، وخلق فرص عمل جديدة، والحد من التلوث، والحفاظ على الموارد البيئية، وتقليل تكلفة الإنتاج باستخدام مواد معاد تدويرها.

وقال أبو طه، "يعتبر نشاط اعادة التدوير واستثماره من الأنشطة المهمة التي اهتمت بها الكثير من الدول واستثمرت امكانياتها الاقتصادية والعلمية في تطوير تقنياته والحلول المبتكرة في مجالات التدوير الذي أصبح امراً واقعياً، وأصدرت التشريعات والقوانين التي تنظم هذا النشاط".

وبين، أن اعادة استخدام المخرجات لإنتاج منتجات أخرى تدعم اقتصادها وتساهم في المحافظة على البيئة وصحة الفرد والحد من استنزاف مواردها الطبيعية، وان جميع أنواع النفايات يمكن التخلص منها دون أضرار بيئية عن طريق معالجتها أو اعادة البعض منها الى دورتها الطبيعية والاستفادة منها.


وبحسب الدراسة التي أعدت في العام 2018، فإن القطاع المنزلي في الضفة الغربية ينتج يوميا (1.722) طناً من النفايات، أي ما معدله (4.4) كيلو غرام/أسرة يومياً، كما ينتج قطاع المنشآت الاقتصادية (2.527.5) طن نفايات يومياً، وفي المقابل يرد يومياً (2.506) أطنان من النفايات الصلبة إلى (161) مكباً في جميع محافظات الضفة الغربية.    

 

khl
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024