الرئيسة/  ثقافة

لشاعر إيهاب بسيسو .. غريب يسير على الماء صارخاً "كن ضدك مرتين"!

نشر بتاريخ: 2019-07-30 الساعة: 09:12

رام الله -الايام-  في قاعة دار طباق للنشر والتوزيع بمدينة البيرة، كانت أمسية شعرية موسيقية متناغمة، جمعت الشاعر إيهاب بسيسو، والفنان إياد ستيتي وعددا من فناني مؤسسة الكمنجاتي، في وقت غصت فيه القاعة بالحضور، كما كانت متابعات البث المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة "فيسبوك" مرتفعة جداً، ومن دول عربية عدة.
واستهل بسيسو قراءاته الشعرية من مجموعته الأخيرة "كن ضدك مرتين"، والصادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع في عمّان ورام الله العام 2015، فقدم مجموعة من القصائد بينها: "اكتب لك"، و"كحزمة ضوء في غرفة معتمة"، و"لك وطن"، و"خريف"، وغيرها.
ومن ثم قدم قصائد أخرى من مجموعته "حين سار الغريب على الماء"، والصادرة عن دار الشروق أيضا في العام 2014، كان أولها قصيدة بعنوان "صباح جديد"، و"في المطر"، و"من يوميات وقت حائر" وفيها توزعت القصيدة على أيام الأسبوع وفق التقويم الغربي، بدءاً من الأحد، وانتهاء بمساء السبت، بانتظار أحد جديد، وهو طبيعي لمجموعة أنجزت جلها حين كان بسيسو في بريطانيا ودول أخرى مغترباً، أو كتب بعضها الآخر في حالة استرجاع لذلك الشعور بالغربة والغياب، تبعها بقصيدة "أشتاق لاسمي"، وفيها تجديد على مستوى الشكل والمضمون، وسط جدليات حول الوطن والمنفى والهوية، ودلالات الاسم في بلاد الغربة ما بين "أياب وأهاب وإيهاب"، مستثمراً شخصية النادلة التي ظهرت كشخصية روائية أو ممثلة في فيلم سينمائي، كحال العديد من شخصيات قصائده، ففي قصائد بسيسو ثمة شعر، وموسيقى، ويزيد على ذلك سرديات متعددة الأشكال، وسينما، ومسرح، وشخوص تعبر المدى الواصل بين ذلك كله.
ومن المجموعة الشعرية "كأنك تراك" الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت العام 2012، قدم بسيسو قصائد عدة جلها موجعة، كان أولها "هي الحرب"، في محاكاة لما عاشته غزة، وهو ابنها، وليس فقط ابن أمه التي لا تزال تسكنها، من انتهاكات يومية بفعل عدوان الاحتلال في ذات العام الذي صدرت فيه المجموعة، وهو ما يتكرر في قصائد أخرى مثل "عبور عفوي في المرآة"، ومما جاء فيها "لا تبحث عن اسمك في نشرات الأخبار بين الناجين من صخب الحياة وتكرار القذيفة"، والأمر ذاته ينطبق على القصائد المتعددة التي تحمل في عنوانها اسم "غزة"، أو تحكيها دون مواربة، من بينها "هنا غزة"، هو الذي قيّد "نباح العزلة بساق شجرة ما زالت تحتفظ باخضرار مؤقت قرب سور البيت"، وكأنه "يحارب الصدأ".
وكان ستيتي قدم مجموعة من التقاسيم على العود رافقه عازفان على الإيقاع والناي، كما قدم مقطوعة موسيقية من تأليفه، وأخرى من تأليف الفنان رمزي أبو رضوان بعنوان "أندلس"، وغيرها، فكانت أمسية مزجت الشعر بالموسيقى في خلاط الإبداع على مدار ساعة ونصف الساعة تقريباً.

amm
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024