معرض الفنانة سوزان حجاب في "المعمل" .. تأملات في تجربة عنوانها الرحيل
نشر بتاريخ: 2019-06-30 الساعة: 02:02القدس المحتلة- الايام- تتمحور حياة الفنانة سوزان حجاب وأعمالها حول تجربة الرحيل، سواء بمعناه المادي أي الانتقال من مكان إلى آخر أو بمعنى التحولات الداخلية في المشاعر، حيث تنقّلت حياتها من يافا إلى مصر، إثر النكبة، فإلى ألمانيا فبيروت ومن ثم ألمانيا.. . وبذا يشكل أول معرض استعادي للفنانة في مؤسسة المعمل للفن المعاصر في القدس المحتلة، تأملاً في تجربتها الشخصية في عدم الاستقرار العاطفي و"حالة المغادرة المستمرة" التي خاضتها وعانت منها طوال حياتها.
يجمع المعرض الذي افتتح الخميس ويستمر حتى ٢٦ تموز المقبل، أكثر من ٥٠ عملاً من بداية الثمانينات وحتى يومنا هذا، موفرا فرصة نادرة أمام الجمهور الفلسطيني للتعرف على أعمال فنانة فلسطينية من الرواد، نَدَرَ عرض أعمالها في وطنها فلسطين.
ولدت حجاب في يافا العام ١٩٤٢، وانتقلت مع عائلتها إلى الاسكندرية أثناء النكبة. غادرت حجاب مصر في سن التاسعة عشرة، من أجل الدراسة في الأكاديمية العليا للفنون في اوفينباخ في ألمانيا، وتعيش في فرانكفورت منذ ذلك الحين، باستثناء قضائها بضعة أعوام في بيروت في السبعينيات.
تتأمل سوزان حجاب في أعمالها في عملية الرحيل المفروضة عليها والتي تتمثل في الرحيل المكاني وأيضاً في الرحيل نحو شيء أفضل، نحو التقدم. وتمثل معاناتها العاطفية والجسدية عن طريق مشاهد تنزلق داخل بعضها البعض في اللوحة الواحدة لتخلق حركة مستمرة وسلسة دون بداية او نهاية. توحي لوحات سوزان حجاب ببعد فطري بدائي، حيث ترسم شخصياتها مشوهة ومشرحة، تطل علينا محبوسة في إطارات لا نهائية في صراع ومحاولة دائمة للتحرر. وتصبح الصدوع والندوب في هذه الشخصيات دليلا ماديا على الألم الداخلي الذي يسببه شرخ الرحيل.
وفي مقابلة اجراها جاك برسكيان من المعمل مع الفنانة في فرانكفورت في الاول من حزيران ٢٠١٩، تحدثت الفنانة عن تجربتها الفنية، وعن حياتها وعن الحافز الذي يدفعها للرسم، والذي يتمثل في الصراع الداخلي الذي لازمها خلال حياتها الشخصية والفنية.
كفاحها كامرأة، كفلسطينية، وكمهاجرة في بلد غربي، وكذات معقدة ومتعددة تعبّر عن نفسها من خلال صور تتجزأ وتتفتت من خلال الظلال، والألوان، والضوء، وتباينات الظلام.
حاولت سوزان حجاب في مسيرتها الفنية أن تفهم الآخر أيضاً، واستطاعت من خلال انتقالها إلى ألمانيا وعملها ان تصل إلى مساحة شخصية وحميمة يلتقي فيها الشرق والغرب، وسمح لها تعدد الرؤى هذا، بإدراك أبعاد متزامنة في آن معاً، والتي أثرت على أسلوبها الفني بعمق.
هذا المعرض بدعم من الاتحاد الأوروبي، كجزء من ليالي القدس، ومؤسسة عبد المحسن قطان عبر منحة مشروع "الفنون البصرية: نماء واستدامة".
amm