مسيرة الثلاثي جبران الطويلة في ثاني أيام مهرجان فلسطين الدولي

رام الله- الايام- كعادتهم عندما يحيون أمسية في فلسطين على وجه الخصوص، فإنهم يتألقون .. هذا ما كان بالفعل عندما اعتلى الثلاثي جبران خشبة مسرح قصر رام الله الثقافي، ليقدموا مزيجاً موسيقياً بأعوادهم الثلاثة مجتمعة، أو ثنائية، أو فرادى، في ثاني أمسيات مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى 2019، مساء أول من أمس.

وإضافة إلى مقطوعات اسطوانتهم الجديدة "المسيرة الطويلة"، قدم الثلاثي الفلسطيني العالمي مقطوعات أخرى من اسطوانات سابقة لهم حققت شهرة كبيرة، ولاقت تفاعلاً من الجمهور.

وقدم الثلاثي من اسطوانتهم الأخيرة عدة مقطوعات بينها المقطوعة التي حملت الاسطوانة اسمها "المسيرة الطويلة"، فيما حضر الشاعر الكبير محمود درويش، وكان رافقه الثلاثي في أمسياته قرابة ثلاثة عشر عاماً، عبر مقطوعة " يجب أن يمر الوقت"، وكذلك مقطوعة "احمل الأرض" وهي أغنية ترثي أربعة من أبناء العمومة، قررت قذائف الاحتلال الإسرائيلي قتل شغفهم بالحياة، وتعلقهم بدقائق أو سويعات يعيشونها كبقية "العاديين" في العالم، وذلك عندما كانوا يلعبون كرة القدم على شاطئ بحر غزة، بحيث أخذت المقطوعة اسمها من مقطع في قصيدة لدرويش يقول "تمجد الميت الذي يموت ليحمل الأرض، بعد ضياع الآثار"، فحضر صوت البحر، مختلطاً مع الموسيقى الحيّة والإلكترونية، وهي موسيقى تخترق أي حواجز إلى دواخلنا دون تصاريح من أحد.

وفي المهرجان الذي رفع شعار "فلسطين التي نحب"، قدم الأشقاء سمير ووسام وعدنان، بعض المقطوعات المغنّاة، وكان أبرزها "موطني"، ذلك النشيد الشهير الذي ألفه الشاعر الفلسطيني الراحل إبراهيم طوقان، واعتبره الفلسطينيون ولا يزالون نشيداً يكاد يلامس النشيد الوطني في دلالاته وحضوره، وإن بات، منذ سنوات، النشيد الوطني للجمهورية العراقية، وكذلك أغنية "كل ده كان ليه" لمطرب الأجيال الموسيقار محمد عبد الوهاب، وسبق وغناها في حضور الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، فيما تألق في غنائها الكثير من نجوم الغناء العربي على رأسهم نجاة الصغيرة، وأنغام، وماجد المهندس، وأصالة، ونجم فلسطين.

وقدم سمير الذي شدد على أهمية دور الثقافة عامةً، والفنون خاصة، كفعل وطني بامتياز، رفقة شقيقيه وسام وعدنان، مقطوعة موسيقية جديدة.

وأشار سمير، أكبر الأشقاء الثلاثة الذين يحملون الوطن في موسيقاهم إلى العالم كله، إلى أن هذه المقطوعة، تبدو كلحن بحاجة إلى كلمات تتلمس معانيه ويحتضنها، وأنهم مستعدون لاستقبال كلمات من كتّاب يرونها تناسب لحنهم هذا.

واعتبر النقاد اسطوانة "المسيرة الطويلة" نقطة تحول بالنسبة للثلاثي جبران على مستويات عدة، من بينها الاتجاه نحو شعراء وفنانين من عدة دول في العالم ليرافقوهم بأصواتهم مقطوعاتهم كما درويش، وكذلك الحضور البارز للموسيقى الإلكترونية، دون غياب تلك الموسيقى التي تنطلق من الأوتار الخمسة متغلغلة في النفوس.