"لِمَ لا ؟".. مشروع فني يسعى لتغيير الواقع المرير في غزة افتراضياً
نشر بتاريخ: 2019-05-12 الساعة: 01:41غزة - الأيام- "صورة لطفلة صغيرة بملابس رثة" انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت بداية الإلهام للشابة إسراء صافي (26 عاماً) بإعادة رسمها بصورة مبهجة وجميلة.
وتحت عنوان "لِمَ لا ؟"، بدأت الشابة صافي، من مخيم البريج وسط قطاع غزة، مشوارها الفني بمحاولة تجميل الواقع في غزة وتحويل الواقع البائس إلى حلم جميل ربما يتحقق في يوم من الأيام، كما تقول.
وأضافت: "رغم دراستي لتخصص الصحافة والإعلام في جامعة الأقصى، فإن حبي للفن التشكيلي كان قوياً وفضلته على تخصصي الأساسي، وكرست كثيراً من الجهد لتطوير ذاتي، خاصة أن هذا الفن غير منتشر بين الناس.
وتعتمد فكرة صافي التي سمّتها "لِمَ لا؟" على الرسم الرقمي باستخدام الحاسب والأجهزة الرقمية لصنع لوحة فنية مشابهة للصورة الأصلية مع تجميلها باستخدام الفوتوشوب.
وأوضحت صافي: "جاءت الفكرة عندما شاهدت صورة لطفلة بثياب رثة فأوجعت قلبي، لأتساءل: لمَ لا تنعم هذه الطفلة بطفولة وحياة كريمة بعيداً عن الحزن والألم، لأعيد رسم الصورة بشكل جديد مع الحفاظ على المعالم الرئيسة للصورة الأصلية.
وتسرد كيف حولت صورة لسيدة تعرضت للضرب والعنف إلى صورة باسمة، راعت أن تضع في اليد التي ضربتها وردة حمراء لتجريم العنف ضد النساء، منوهة إلى كل الصور التي تعيد رسمها تحمل هدفاً سامياً لتجميل الواقع الأليم.
واجتهدت صافي كثيراً في البحث على مواقع التواصل الاجتماعي عن أي صورة ترتبط بالقضية الفلسطينية، الحصار، العنف، والحرجي من مسيرات العودة، لتعيد رسمها من جديد بكل الأمل والبهجة بعيداً عن معالم الألم في الصور الأصيلة، مستخدمة في عملها برامج الرسم الرقمي بتقنياتها الحديثة في الألوان المائية والصبغية التي تضفي على الصورة جمالاً وتميزاً.
وتابعت: "استغرق عملي في العديد من الصور ما يزيد على عام، لأعلن بعدها عن مشروعي "لِمَ لا ؟" عبر منصات التواصل الاجتماعي والذي لاقى قبولاً من المتابعين الذين أشادوا بالفكرة.
وأوضحت: "تأتيني باستمرار صور، عبر حسابي الخاص على فيسبوك، تجسد معاناة الواقع الغزي لأبدلها لواقع أجمل، خاصة أن الناس يحتاجون للكثير من الأمل والتفاؤل حتى لو من خلال صور لا تمت للواقع بصلة.
تنوي صافي مواصلة مشروعها متسلحة بإرادة قوية، رغم المعيقات التي تواجهها بعدم توفر جهاز خاص للرسم لها تستطيع به إكمال ما بدأته، بالإضافة إلى غياب جهة حاضنة تدعم مشروعها، الذي تحلم من خلاله تجميل الكثير من العادات والسلوكيات إلى كل ما هو إيجابي وجميل.
وتأمل الفنانة الشابة صافي من الفنانين التشكيلين في قطاع غزة من ذوي الخبرة مساندتها في تطوير مهاراتها في الرسم لإظهار فنها وإقامة معرضها الخاص، إلى جانب المشاركة في معارض إقليمية ودولية.
amm