أبو سيف يؤكد على أهمية توثيق سير المبدعين لحفظ إرثنا وتاريخنا من الاندثار
نشر بتاريخ: 2019-04-24 الساعة: 01:06رام الله- اعلام فتح- أكد وزير الثقافة د. عاطف أبو سيف على أهمية العمل التوثيقي الجاد لسير المبدعين الفلسطينيين في كافة المجالات، مشيراً إلى أن "التأريخ للشخصيات الوطنية الفلسطينية، والفاعلين ممن ساهموا بشكل كبير في تعزيز حضور الهوية الوطنية الفلسطينية، ولهذه البدايات الناضجة"، أمر في غاية الأهمية في حفظ إرثنا وتاريخنا من الاندثار، لافتاً إلى أن هذه الجهود العظيمة التي يبذلها الباحثون تراكم على الجهود الرسمية وغير الرسمية التي تصب في إعلاء شأن الثقافة الوطنية.
جاءت تصريحات أبو سيف هذه، خلال إطلاق كتاب للباحث سليم المبيض بعنوان "حمدي عبد الرحمن الحسيني: سيرة المناضل والأديب الصحافي"، في متحف محمود درويش بمدينة رام الله.
وقال: نحتفى اليوم بإصدار كتاب عن واحد من أعلام الصحافة الفلسطينية، وهو رجل، كما وصفه المؤلف عندما قدم ندوة عنه في غزة، كنت من بين حضورها، قبل أشهر، بأنه "مجموعة رجال في رجل"، وكان له دور سياسي بارز، ويعتد بوطنيّته، وكان من أوائل الناس الذين تنبهوا لمخاطر "الظلام"، ومخاطر الفكر الرجعي و"الأسود" على المجتمع الفلسطيني.
ووصف أبو سيف المشروع التوثيقي الذي يقوم عليه المبيض بالحيوي والضخم، حيث سلط الضوء، عبر الحفر والتنقيب والبحث، على العديد من الشخصيات الفلسطينية ذات الحضور الوازن تاريخياً، كما فعل في هذا الكتاب، وبذل مجهوداً كبيراً يقدّر في هذا الاتجاه، لصالح توثيق سيرة حمدي الحسيني، الذي عاصر فترات مهمة في تاريخ الشعب الفلسطيني، ما بين القرنين التاسع عشر والعشرين، والذي ساهم بنضالاته الميدانية والسياسية والإعلامية في مقارعة الاحتلال والظلم بتنويعاته.. صحيح لم يكن الحسيني أديباً، لكن ما كتبه في الصحافة كان يرتقي لمستوى الأدب، حيث رشاقة اللغة وجزالة المعرفة، وعلينا العمل على تعميم شيء مما كتبه وربما تدريسه كنماذج على جزالة المقال السياسي والاجتماعي.
وختم أبو سيف: ما يقوم به سليم المبيض مشروع وطني بامتياز، عبر تسليطه الضوء على هذه الشخصية الوطنية الهامة، كواحد من أبرز أساطين الصحافة الفلسطينية .. المبيض هو واحد من أبرز المؤرخين "العمليّين"، حيث لا ينحاز لكتابة التاريخ في إطار تحليلي بل عبر البحث الميداني، والوثائق الأصيلة، متحدثاً عن عدد من أعماله المهمة لجهة التأريخ، وكان من آخرها، قبل هذا الكتاب، سيرة عبد الرحمن الفرّا، رئيس بلدية خانيونس، في الفترة ما بين نهاية عشرينيات وحتى ما بعد منتصف خمسينيات القرن الماضي، عبر تجميع يومياته في خمسة أجزاء، وغيرها من الكتب.
amm