الرئيسة/  ثقافة

"المَرفق" .. مساحة مضيئة لمشاريع فنية جديدة!

نشر بتاريخ: 2019-03-25 الساعة: 10:04

رام الله- الايام - منذ ثلاث سنوات، قدمت دعاء أبو شغيبة من قطاع غزة إلى رام الله، هي التي اعتادت على كتابة الشعر وسيلة للتعبير عما يجول في داخلها أو حولها، لذا كان محور عملها في المعرض الجماعي "المَرفق"، ونظمته مؤسسة عبد المحسن القطان بمقرها الجديد بمدينة رام الله، حول ما وصفته بـ"متلازمة المكان"، عبرّت عنها عبر فيلم ومجموعتين شعريتين، فدمجت الكتابة بالصور بالمادة الفيلمية، هناك في الركن الخشبي الخاص بها، والذي هو مساحة لاطلاع الجمهور على تجارب إبداعية جديدة، وعلى مشاريع فنية في طور التكوين.

مهند العزة، ولكونه أسيرا سابقا، قرر البدء في وضع ملامح بدت واضحة لعمله القادم، وسيكون حول الأسرى، انطلاقاً من تجربته الشخصية، وبحيث يعكس حيواتهم بطريقة فنية تبتعد عن المباشرة، وتركز على الجانبين الاجتماعي والإنساني للأسير، وهذا ما بدأ يتشكل في اللوحات التي رسم بعضاً منها.

وفي الوقت الذي حاول فيه الشاب نبراس البرغوثي عكس مشاعر الاغتراب التي عاشها خلال فترة إقامته في الدنمارك عبر لوحات فيها شيء من التجريب بل والتجريد، وكأن ما رسمه يعكس صراعاً نفسياً ما بينه وبينه، اتجهت الشابة مجد مصري إلى تقديم مشروع حول "العلّة والمعلول"، أو "السبب والنتيجة"، وعلى مستويات ومحاور مختلفة ومتباينة، لافتة إلى أن هذا المشروع يقوم على ملاحظات بدأت تدوينها منذ ست سنوات.

وكان لافتاً المشروع الفني "اشتباه" لنمير قاسم، والذي يحاكي الواقع الفلسطيني الصعب، والذي تحولت معه حقائب الفلسطينيين، وخاصة حقائب المدارس إلى أجسام مشتبه بها حتى يثبت العكس، عبر لوحات، واسكتشات، وفيديو على قماش مدخل "صومعتها"، مؤكدة، الحقيبة بالعادة صنعت لمنح نوع من الراحة لحامليها، لكنها في الحالة الفلسطينية تتحول إلى عبء عند وصولنا إلى الحاجز العسكري أو إلى المعبر، بل إن حالة العبء هذه قد تطال الأطفال وحقائبهم المدرسية في الشوارع، ولذا ركزتُ على الحقائب المدرسية التي وصل الأمر بأن هناك من استشهد برصاص الاحتلال وهم يرتدونها على أكتافهم كما الشهيد نديم نوّارة، على سبيل المثال، مضمنة ركنها كتابات أولية حول المشروع، وفيديو على قماش يظهر جنود الاحتلال في منطقة باب العامود بالقدس، وهم يقومون بتمزيق حقيبة طالب مدرسي، بعد إعلان حالة الاستنفار في المنطقة وإغلاقها بالكامل، ليتبين أن ما فيها ليس سوى دفاتر وكتب وأقلام لطالب مدرسة نسيها لسبب ما في ذلك المكان.

واتجهت روان أبو غوش إلى مشروع تستخدم فيه الجلود بشكل أساسي علاوة على مواد أخرى، بناء على بحث أعدته حول السلطة والنفوذ والتحكم بالأفراد، عبر فكرة تتمحور حول إنتاج أقنعة جلدية، ضمن تقنيات معينة تعتمد على الصناعة اليدوية، وهو مشروعها للفترة المقبلة، فكان ركنها الخشبي في "المَرفق" بمثابة نقطة البداية نحو إتمام مشروعها الفني المقبل، أسوة بالكثير ممن يشاركونها المعرض بأكشاكهم، في حين كان انحياز صفاء شقير نحو الطبيعة وفصل الربيع باستخدام تقنية الرسم على خامات عدة.

أما علاء البابا فاختار أن يكون مشروعه حول الفنان الفلسطيني الراحل مصطفى الحلاج، معتبراً إياه من بين الفنانين المهمّشين، بحيث يستخرج شخصيات أعماله الفنية، وخاصة تلك الكنعانية الفينيقية والإفريقية وغيرها، ويضعها في سياق المخيم، هو الذي يعيش في مخيم الأمعري للاجئين، لافتاً إلى أن الحلاج كسيرة ذاتية وإنتاج يحاكي كثيراً فكرة المخيم، عبر فكرة المؤقت والأزمنة كما هو حال شخصيات أعماله الأسطورية.

مشاريع أعمال لسبعة عشر فناناً وفنانة شاركوا في "المَرفق" شكلت تفاصيله، فكان الركن الخشبي لكل منهم مساحته في الانطلاق نحو مشروع فني جديد، أو التواصل مع الجمهور المحلي، والانطلاق بعيداً عن مساحته الخاصة داخل منزله أو مرسمه، وكذلك فرصة للجمهور للاطلاع عن كثب على هذه التجارب.

وقال يزيد عناني، قيم المعرض، لـ"المَرفق" منحيان، الأول يخرج الخريجين الجدد من مأزق عدم توفر مكان مناسب للعمل على مشاريع فنية جديدة، فكانت هذه المساحات الخشبية بمثابة استوديوهات لهم، وبحيث يتعرف الجمهور من ممثلي مؤسسات وفنانين مكرسين ومهتمين على مشاريعهم المقبلة، والثاني هو إتاحة الفرصة أمام هؤلاء الفنانين من غير المكرسين لعرض ما لديهم من إبداعات، لذا جاء المعرض في سياق "الإنتاج الفني"، حيث "العملية الإنتاجية هي الأساس، وليس المنتج نفسه". 

amm
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024