"الثقافة" تحتفل باطلاق كتاب "ميلاد الكلمات" لامتياز دياب
نشر بتاريخ: 2019-03-24 الساعة: 09:39احتفلت وزارة الثقافة بإصدار كتاب "ميلاد الكلمات" للكاتبة والإعلامية امتياز دياب بمشاركة وزير الثقافة د.إيهاب بسيسو، وحضور حشد من النخبة والإعلاميين والمثقفين، وذلك في المسرح البلدي بدار بلدية رام الله.
وقال وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو في كلمته بحفل إطلاق الكتاب: "يسعدنا أن نلتقي اليوم بالاحتفاء بيوم ثقافي مميز، في اليوم العالمي للشعر الذي أردناه أن يكون بنكهة فلسطينية مميزة هذا العام ونحن نحتفي بشاعرنا الكبير الراحل الحاضر محمود درويش.
وأضاف: نحرص في الحادي والعشرين من آذار على أن يكون لفلسطين حضورها الشعري الخاص من خلال الاحتفاء بالشعر والشعراء، انتبهنا هذا العام إلى مشروع ثقافي مميز كانت الإعلامية والباحثة امتياز دياب تلتقط أفكاره من صندوق رسائل احتفظ به الأستاذ محمد ميعاري في بيته في حيفا، الذي احتفظ لمدة 50 عاماً بما يقرب من 400 وثيقة بين رسائل وصور من وإلى محمود درويش مع عدد من المبدعين الفلسطينيين، لنكتشف المفاجأة في رسائل هذا الصندوق، كانت المفتاح لعمل ثقافي مقبل حيث كانت البداية بداية الشاعر والمشروع الثقافي، والفكرة التي انطلقت من خلالها دياب لتجسد رؤية ثقافية لمشروع ينطلق ككتاب ومعرض صور وفيلم تسجيلي عن حياة محمود درويش.
وأكد بسيسو على أن ما يميز هذا الكتاب هو المزج المقصود ما بين أدب الرسائل واليوميات والشهادات، هذه المرحلة مهمة جداً على صعيد تكوين الهوية الوطنية الفلسطينية واكتشاف الذات الفلسطينية بعد النكبة متحررة من الكثير من الشوائب التي سبقت العمل السياسي الفلسطيني قبل النكبة، كثير من الأسئلة يقدمها الكتاب بشكل غير مباشر وكأنّ امتياز دياب وهي تكتب فصول هذا الكتاب ما زالت متقمصة روح محمود درويش بعدم الكشف المباشر عن المفردات حتى وإن بدت واضحة المعالم.
وألمح :"نحن أمام تجربة جديدة تضاف إلى سجل التجارب السابقة في توثيق أدب الكتاب والمبدعين والمبدعات ولعل هذه التجربة تضاف أيضاً إلى ما تم الكتابة فيه عن فلسطين والأدب ومحمود درويش ولعل يكون فيه مادة إضافية تحفز على المزيد من العمل واكتشاف الذات الفلسطينية من خلال رموز الثقافة الفلسطينية".
وختم : "هذه الشراكة التي حرصنا أن تكون عنوان بين وزارة الثقافة ونون للنشر هي حالة من التكامل والتشارك في العمل، لم نتوانى أن نسجل معاً هذا المسار كي نطل على جمهورنا العربي والفلسطيني في اليوم العالمي للشعر، كما تم إعلان الراحل الكبير محمود درويش شخصية العام الثقافية العربية 2018 ها هو يطل مرة أخرى على جمهوره الفلسطيني في ذات الأناقة وذات التجدد في المعنى والقدرة على أن يكون فاعلاً ومؤثراً وحاضراً ".
ووجهت دياب شكرها لوزارة الثقافة على دعمها لها في إصدار هذا الكتاب، ولمن ساهم في خروج الكتاب إلى النور منهم الشاعر زكريا محمد، والشاعرة والمترجمة سلافة حجاوي، ومحمد ميعاري وأحمد درويش شقيق محمود درويش، وحبيب خوري، قائلة: أتمنى أن يكون الكتاب لائقاً بدرويش،
ويقع الكتاب في 222 صفحة من القطع الكبير، ويتضمن 17 فصلاً احتوت على الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وعائلته وأصدقائه مع ملحق لهذه الرسائل بخط اليد، إضافة إلى موضوعات أخرى.
أما الكتاب فهو مقسّم إلى مقدمة عن حكاية الأوراق، تليها فصول تنقل نصوص رسائل متعددة المصادر إلى محمود درويش، ورسائل قليلة منه إلى آخرين، تليها جولة في مطبخ درويش الشعري تشمل تصفح دفاتره، خصوصا دفتر "معسياهو"، الذي يضم القصائد التي كتبها في سجنه الأول، سجن "معسياهو" في الرملة العام 1965، وفي إحدى صفحات هذا الدفتر تحديداً يكتب درويش تحت عنوان (السجن الأول) عبارة تختزل الكثير: "سجني الأول قاسٍ مثل حبي الأول".
ينقل الكتاب بحيوية بدايات الشاعر، جنباً إلى جنب مع عدد كبير من الفاعلين في الحياة الثقافية الفلسطينية؛ وهم يتحركون كخلية نحل، ويواجهون السجون والإقامات الجبرية والمطاردات فيما يصوغون مشروعاً ثقافياً كبيراً سيترك بصمته على ملامح هوية وطنية بأكملها.
وفي الكتاب رسائل غسان كنفاني وهو يستحث فيها درويش على إرسال أحدث قصائده، كما نقرأ ما كتبه له أصدقاؤه سميح القاسم وراشد حسين وتوفيق فياض وغيرهم وهو في السجن، ونحس بحجم الحبّ الذي أحاطوه به، كما نرى على نحو صادم قسوة الرقيب العسكري وهو ينتف ريش القصائد.
وتذهب دياب في نهاية الكتاب إلى عدد من أصدقاء درويش ومحبيه بحثاً عن المزيد من الجوانب التي غطت تلك المرحلة لتنقل تفاصيلها وأجواءها، فتجلس - إلى جانب أخيه أحمد - مع محمد ميعاري وحنا أبو حنا وصبري جريس وحنا إبراهيم وفتحي فوراني وأحمد علي طه وحسن أمون، ثم تجمع من تبقى على قيد الحياة من زملائه في المدرسة، تجلس معهم في غرفة الصف ذاتها التي جمعتهم في دير الأسد، وتستعيد ملامحه عبر ذكرياتهم.
وقدم الحضور عدة مداخلات تضمنت حديث محمد ميعاري عن علاقته بدرويش، فيما تحدث شقيق محمود درويش أحمد عن حياة درويش الشعرية بالإضافة لمداخلات من قبل نبيل عمرو ومجدي الخالدي، عزام الشوا، وقدم المتحدثين الشاعر عبد السلام العطاري.
amm