ندوة أدبية إحياء لذكرى الشهيدين عبد الرحيم محمود وغسان كنفاني
نشر بتاريخ: 2017-07-30 الساعة: 19:56رام الله- اعلام فتح- نظمت جامعة القدس المفتوحة والاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، اليوم الأحد، ندوة أدبية إحياءً لذكرى رحيل الأديبين الشهيدين: الشاعر عبر الرحيم محمود والروائي غسان كنفاني، وذلك في مقر الجامعة في مدينة رام الله.
وقال أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، ابن الشاعر الراحل عبد الرحيم محمود، في كلمته بالندوة، عندما أتكلم عن الوالد وعن أدباء الشعب الفلسطيني لا بد من أن يتعب الإنسان نفسه بأن يختط بعض الكلمات التي لم تفيهم حقهم أيضاً.
وأضاف أن مبادرة القدس المفتوحة في عقد هذه الندوة لهي تكريم لكل شهداء فلسطين وشعرائها وكتابها ولحماة القدس والأقصى، وقال إننا موجودون هنا لنحيي ذكرى عبد الرحيم محمود الذي كان شاعراً ومقاتلاً من أجل الحرية، وستظل أجيالنا الفلسطينية من بعدنا تحمل الراية وتدافع عن إرثنا الحضاري والثقافي وهويتنا ومقدساتنا وتراثنا الوطني لنجعل أحلام الشعراء وكل من كتب لفلسطين بالدم حقائق ناجزة على الأرض بقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح أن عبد الرحيم محمود كان ثالث اثنين في المسيرة الشعرية الفلسطينية في النصف الأول من القرن العشرين إلى جانب الشاعرين عبد الكريم الكرمي وإبراهيم طوقان، فقد اجترح هذه الجدلية الخلاقة الملتزمة حينما اتبع القول فعلاً، دفاعاً عن هويته ووطنه لتظل فلسطين شامخة أنفة وكبرياء بتلالها وكبريائها ويانعة خضراء، بزيتونها وبرتقالها.
وقال عبد الرحيم إن شهادة ولادة على أرض قرية الشجرة جاءت لتقول إن الشعر كله نضال، فقد جمع بين روحين خالدين هما أبو الطيب المتنبي وأبو فراس الحمداني، فكان ذاك الفتى الكنعاني الذي توسمت به عائلته فتعهدته بالتعليم والتدريب، فنشأ الفتى مفعماً بحب وطنه ودينه ولغته العربية، ليتفتق فيما بعد ينبوعاً شعرياً فلسطينياً يرفد نهر الشعب الفلسطيني، وحمل روحه على كفيه وقاتل حتى ارتقى في الجليل في العام 1948م شهيداً على تراب الشجرة، لتحضنه الناصرة ابنا باراً كما احتضنت توفيق زياد.
وأشار إلى أن والده أصبح ملهماً للأجيال القادمة الذين لا يزالون يحفظون الأمل ويحفظون للشعراء، لتظل فلسطين عرساً ونشيداً لا ينضب في عشق الحرية والانعتاق.
وقدم شكره لجامعة القدس المفتوحة على هذه المبادرة الخلاقة التي تعمق جذورنا وتربطنا برموزنا لنظل على عهد الوفاء والنضال لنيل حريتنا.
وقال: شكراً للقدس المفتوحة على احتفالها بذكرى رحيل الشاعر عبد الرحيم محمود والكاتب غسان كنفاني، معاهدين كل الشعراء وكل أبناء شعبنا بأننا سنظل الأوفياء لدمائهم وسندافع عن أحلامهم لتبقى فلسطين والقدس هي البوصلة والقبلة السياسية للأبد، ولينعم أبناؤنا وأحفادنا بالحياة الحرة الكريمة وبالصلاة في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، في القدس قبلتنا السياسية.
إلى ذلك، توجه رئيس الجامعة الدكتور يونس عمرو، في كلمته بافتتاح الندوة، بتحية إكبار لشعبنا وللقيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، على ما بذلوه من جهد والتحموا جميعاً للدفاع عن القدس، حيث نجح شعبنا في إجبار الاحتلال على التخلي مساعيه لفرض إرادته على مقدساتنا المسيحية والإسلامية.
ودعا عمرو حركة حماس للانخراط في السلك الوطني، وأن تترك المصالح الفئوية الضيقة من أجل حماية القدس والمقدسات من الاحتلال الإسرائيلي.
وبين أن الندوة تأتي ضمن رسالة الجامعة الثقافية والوطنية والعلمية، وضمن نهج الجامعة لتعريف الأجيال الجديدة بفارس الكلمة الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود، والقاص الكاتب والروائي غسان كنفاني، وكلاهما فارس في مجاله.
وأوضح عمرو أن الشاعر محمود كان يستشرف المستقبل ويظهر ذلك في شعره، وما زال شعبنا جيلاً بعد جيل، يتغذى على روح شعره الملهب الملهم، فهو من قال "سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا".
وأضاف أن الشاعر محمود ناضل حتى استشهد في معركة الشجرة عندما كان يناضل ضد الانتداب البريطاني والعصابات الصهيونية، وعمره لا يزيد عن 35 عاماً، وترجمت غالبية مؤلفاته للغات عالمية واطلع عليها كتاب كثر.
وفي استذكار غسان كنفاني، قال عمرو، إن دولة الاحتلال استشعرت خطورة هذا الكاتب وخطورة قوله، ولذلك خططت لقتله، وكان ضحية هو وكثير من الكتاب الفلسطينيين.
من جانبه، قال رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين، أمين عام اللجنة الوطنية للثقافة والتربية والعلوم الشاعر مراد السوداني، إن الندوة تأكيد على أن شعبنا على قدر الفعل وعلى قدر التضحية والحضور، فنحن في ندوة بين شهيدين عليين بهيين نقيين: الشاعر الفارس عبد الرحيم محمود الذي طوبى له مرتين؛ مرة لأنه قال وأخرى لأنه فعل، أما الشهيد الآخر فقد أرسى فعلاً باقياً بقاء الليل والنهار.
وقال إن عبد الرحيم محمود كان رأس جيل يجلي عن الأرض العدا، ولم يكن رأس جيل منكسر، بل اتخذ من جده المتنبي كل هذا الإرث الوهاج وهذا الميراث العاتي في الوعي الإنساني، واتكأ على هذه المقولة التي عارضها في كثير من قصائده الغزلية الثورية.
وأضاف السوداني أن الفتى لم يحمل راحه على راحته بل حمل روحه على راحته، وكان ثالث اثنين، بل كان رأس المثلث لأنه صدق وثبت القول بالفعل الناجح، فارتقى الشهيد الشجري، واستطاع أن يؤصل مبكراً للثقافة الفلسطينية وثقافة السلاح.
وقال: "عندما نستذكر هذا المؤسس الأول، فإننا نقول إن شعرنا ما زال على طريق الأدب المقاوم رغم التجريب، وما زالت الكتابة الفلسطينية تؤكد الحضور المقاوم ومقولة الحرية المشتهاة لواحدة من منبئي الشعرية الفلسطينية".
إلى ذلك، سلطت نهى عفونة أستاذة الأدب العربي في جامعة القدس المفتوحة بفرع رام الله والبيرة، الضوء على جانب غسان كنفاني الكاتب العاشق، الذي ولد في عكا في العام 1936م حتى استشهاده في العام 1972م، فهو يمثل حتى اليوم نموذجاً للكاتب النقاد.
وأضافت عفونة إنه استشعر قرب أجله فلم يبدد وقته فأثرى الأدب الفلسطيني بروائع مهمة لا تزال ترسم التاريخ الفلسطيني وتخطه حتى اليوم، ذاكرة عدداً من أعماله الروائية التي تنبئ عن وعي لا مثيل له، كذلك لا بد من التعريج على مجموعته القصصية الأخرى وكذلك فن المسرح، فقد كتب الرسائل أيضاً إضافة إلى الشعر والمسرح.
وتولى عرافة الحفل الدكتور رسلان محمد، وحضر الاحتفال ممثلون عن الفصائل، ونواب رئيس الجامعة ومساعدوه، ومديرو الفروع والعمداء، ومديرو الدوائر والمراكز.
amm