"البوكر" العربية للعام 2019 .. حضور نسوي بارز وروائيون ينافسون للمرة الأولى
نشر بتاريخ: 2019-01-08 الساعة: 10:59رام الله- الايام- أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) قائمتها الطويلة للعام 2019، أمس، والتي تنافست عليها 134 رواية، وتميّزت بحضور غير مسبوق للكاتبات، تمثل بأسماء سبع كاتبات، فيما تصدرت لبنان التنافس بثلاث روايات، فيما غابت فلسطين عن القائمة.
وخلت القائمة الطويلة للجائزة هذا العام من أي رواية فلسطينية، فمن أصل 134 رواية ترشحت للجائزة هذا العام، وصلت إلى القائمة القصيرة ست عشرة رواية، روايات لسبع كاتبات، وهو رقم قياسي في تاريخ الجائزة.
وتصدرت لبنان قائمة الدول التي تنافست على الجائزة بثلاث روايات هي: رواية "نساء بلا أثر" لمحمد أبي سمرا عن دار رياض الريس، ورواية "بريد الليل" لهدى بركات عن دار الآداب، ورواية "قتلت أمي لأحيا" لمي منسي عن دار رياض الريس، تلتها العراق، ومصر، والجزائر، والمغرب، والأردن، وكل منها تمثلت بروايتين، فمن العراق: رواية "النبيذة" لإنعام كجه جي، ورواية "إخوة محمد" لميسلون هادي، ومن مصر: رواية "الوصايا" لعادل عصمت، ورواية "الزوجة المكسيكية" لإيمان يحيى، ومن الجزائز: رواية "مي: ليالي إيزيس كوبيا" لواسيني الأعرج، ورواية "أنا وحاييم" لحبيب السائح، ومن المغرب: رواية "غرب المتوسط" لمبارك ربيع، ورواية "بأي ذنب رحلت؟" لمحمد المعزوز، ومن الأردن: رواية "سيدات الحواس الخمس لجلال برجس"، ورواية "شمس بيضاء باردة" لكفى الزعبي، بينما تمثلت إريتريا برواية "رغوة سوداء" لحجي جابر، وسورية برواية "صيف مع العدو" لشهلا العجيلي، والسعودية برواية "مسرى الغرانيق في مدن العقيق" لأميمة الخميس، وفازت عنها مؤخراً بجائزة نجيب محفوظ الأدبية.
جدير بالإشارة إلى أن عشرة من الروائيين يصلون للمرة الأولى للمنافسة على الجائزة، وهم: محمد أبي سمرا، وإيمان يحيى، وجلال برجس، وحجي جابر، ومبارك ربيع، وكفى الزغبي، والحبيب السائح، وعادل عصمت، ومحمد المعزوز، وميسلون هادي.
يذكر أن فلسطين فازت بالجائزة العام الماضي عن رواية "حرب الكلب الثانية" للروائي إبراهيم نصر الله، وقد ترشح إلى القائمة الطويلة للجائزة أربع روايات فلسطينية هي إضافة إلى الرواية الفائزة: رواية "وراث الشواهد للروائي وليد الشرفا، ووصلت إلى القائمة القصيرة فيما بعد، ورواية "علي: حكاية رجل مستقيم" للروائي حسين ياسين، ورواية "الحاجة كريستينا" للروائي عاطف أبو سيف.
نساء بلا أثر
"نساء بلا أثر"، هي الرواية الرابعة لمحمد أبي سمرا بعد "الرجل السابق"، و"سكان الصور"، و"بولين وأطيافها"، إضافة إلى كتاباته في علم الاجتماع السياسي، وهي الرواية التي يقول صاحبها: إنه قد يكون كتبها "تحت إلحاح الرغبة المحمومة في هجاء الجذور والمنابت الاجتماعية، العائلية والأهلية، وكذلك الهويات الجماعية والأوطان، بل كل انتماء وإرث ثقافي وغير ثقافي.. وذلك كي أضع الشخص الفرد المنعزل والمستوحد إرادياً وعن سابق تصور وتصميم في مواجهة العالم ونفسه ومصيره، لكن بلا تحسر ولا خوف ولا جزع، لا من العزلة والوحدة، ولا من الوجود والعدم".
مي: ليالي إيزيس كوبيا
الرواية هذه لواسيني الأعرج تتحدث عن الفصل الأخير في حياة مي زيادة، أي الثلاثمائة ليلة وليلة التي قضتها في "العصفورية"، وهناك الكثير من الحكايات التي يرصدها واسيني بأسلوب روائي شيق بعيداً عن السيرة الذاتية بأطروحاتها الكلاسيكية، فكانت دائماً ما تحاول إقناع الجميع من أطباء وممرضين بأنها "ليست مجنونة، بل مصابة باكتئاب جراء وفاة والدتها"، لكن الإجابة الجاهزة كانت: إنه لا مجنون يعترف بجنونه. فقررت الإضراب عن الطعام حتى وصلت إلى حافة الموت، فلجأ الأطباء إلى "التغذية القسرية"، المعاناة الأكبر بالنسبة لها في الفترة التي قضتها هناك، حيث تعرضت لجروح وتقرحات في فمها بسبب ذلك.
ولا تكتفي الرواية بالحديث عن حكايات مي في "العصفورية"، بل عادت إلى محطات سبقت ذلك، وجدها واسيني ربما مفصلية في حياتها السابقة، كـ"دراستها وحياتها في الناصرة"، و"حقبة العنطورة"، حيث أثقلها "التعليم الديني المسيحي" الذي فرضته العائلة عليها، هي التي قالت ذات مرة: "وجهوا حبّي للرب أكثر من حبّي لوالديّ"، ومن ثم توجهها إلى مصر برفقة أسرتها، حيث كان والدها الصحافي رئيساً لتحرير "المحروسة"، وهي التي احتضنت مقالات لها بالعربية، هي التي بدأت كتاباتها بالفرنسية.
سيدات الحواس الخمس
في روايته الثالثة "سيدات الحواس الخمس"، يسائل الروائي الأردني جلال برجس سردياً حواس الإنسان عن الوعي الاستشرافي الذي يفترض أن يتحلى به كل إنسان حتى يتسنى له تخطي الكثير مما قد يوجد في طريق الحياة.
بريد الليل
في روايتها الأخيرة "بريد الليل"، ترصد هدى بركات حكايات أصحاب الرسائل، التي كتبوها وضاعت مثلهم في البحر. لكنّها تستدعي رسائلَ أخرى، تتقاطع مثل مصائر هؤلاء الغرباء. هم المهاجرون، أو المهجّرون، أو المنفيُّون المشرَّدون، يتامى بلدانهم التي كسرتها الأيَّامُ فأحالت حيواتِهم إلى لعبة "بازل". ليس في هذه الرواية من يقين. ليس مَن قَتَلَ مجرماً، ولا المومسُ عاهرةً. إنّها، كما زمننا، منطقة الشكّ الكبير، والالتباس، وامِّحاء الحدود... وضياع الأمكنة والبيوت الأولى.
رغوة سوداء
يقدّم الروائي الأريتري حجي جابر، في روايته الأخيرة "رغوة سوداء"، حكاية ذلك الصغير الذي ولد بالميدان لأبوين مجهولي الهوية تحت اسم "أدال" ككثيرين من الأطفال الذين يحملون هذا الاسم، يكون عمره في السابعة عشرة عند إعلان استقلال البلاد في العام 1994، وهو أيضاً الباحث الدائم كغيره من الأريتريين عن طوق نجاة من محطات الموت المتكررة، في رحلة هرب مستمرة من الفقر المدقع والتجنيد الإجباري الكارثي والتعذيب، في حياة أشبه بحياة العبودية.
وقال جابر عنها، في وقت سابق لـ"أيام الثقافة": هذه الرواية تقع ضمن المشروع الذي اخترته لنفسي منذ البدء عبر الإضاءة على إريتريا الإنسان والشجر والحجر، والمرور على العذابات التي يعانيها أهلها.. الرواية هذه المرة تنطلق من فكرة الاضطهاد الذي يمارسه الضعفاء والذين عادة ما نستبعد أن يقوموا بذلك كونهم أول من ذاق طعم ذلك الاضطهاد.. تدور أحداث الرواية في فلسطين وإثيوبيا دون أن يجعل منها ذلك خارجة عن مشروعي، أو هكذا أظن، كما أنني أردت من عنوان الرواية أن يعكس حالة البطل فهو تماماً كالرغوة كلما أراد أن يغوص في عمق المكان وناسه يُلفظ إلى السطح، وللون الأسود هنا دلالة تتضح من الصفحات الأولى للعمل.. أردت الكثير من خلال الرواية لكني لا أستطيع الحديث عن ذلك.. تركت رسائلي مخبأة بين السطور على أمل بأن يلتقطها القارئ، ومن غير المحبذ أن أصادر حقه في ذلك بأن أخبره منذ البدء أن رسائلي هي كذا وكذا.
مسرى الغرانيق في مدن العقيق
من بغداد إلى القدس فالقاهرة ثم قيروان فالأندلس، يسافر مزيد الحنفي من وسط جزيرة العرب ليجد نفسه بين ليلة وضحاها مكلّفاً بمهمة خطيرة. سبع وصايا كان على مزيد أن ينساها بعد قراءتها ويترك لرحلاته أن تكون تجلّياً لها. لكن شغفه بالكتب ومخالفته بعض الوصايا ختمتا رحلته بنهاية لم يكن يتوقعها.. هذا غيض من فيض رواية "مسرى الغرانيق في مدن العقيق" للروائية السعودية أميمية الخميس، والفائزة عنها، مؤخراً، بجائزة نجيب محفوظ للأدب.
غرب المتوسط
"غرب المتوسط" هي الرواية الجديدة للمغربي مبارك ربيع، ففي الرواية تطلع أوروبي شمالاً، وامتداد إفريقي جنوباً، وفضاءات وأبعاد جغرافية بشرية، موغلة مدغلة، تتحرك فيها بدوافع وغايات مختلفة، متعايشة حيناً متصارعة ومصارعة حيناً آخر، تقبلاً لمصير أو صنعاً له.. وتأتي "غرب المتوسط" ممهورة بإهداء إلى روح الروائي عبد الرحمن منيف، مصدَّرة بمفتتح: أي نظرة هي؟ ماذا تقول؟ أي بوح صارخ مكتوم؟
شمس بيضاء باردة
في صباه، كان بطل رواية "شمس بيضاء باردة" للأردنية كفى الزعبي، يجلس على عتبة باب غرفته الخارجيّ، ينظر إلى الفضاء والتلال البعيدة، يقتات على الكتب، ويتخيَّل أنه لا شيء يُعيقه عن القفز خلف تلك التلال للبحث عن مغزى كلٍّ من الحياة والخلود، لكنَّه لا يصادف مع صديقيه أحمد ومازن، سوى الفقر والجوع والكوابيس... وحافَّة الجنون.
أنا وحاييم
أنا وحاييم.. رواية للكاتب الجزائري الحبيب السائح، نتابع فيها حكايات وعوالم سعيدة ومعسكر وهران والجزائر العاصمة، إنها رحلة مليئة بأحداث متشابكة .. في رواية "أنا وحاييم" الصادر عن دار مسكيلياني، في تونس، يبدو الراوي الجزائري الحبيب السابع، مشغولاً كأشد ما يكون الانشغال، بهاجس الهوية وقضايا وطنية عميقة صاغها في عالم روائي طافح برائحة الجزائر في زمن الاستعمار الفرنسي وغداة الاستقلال، ماسحاً بيد روائي بارع، خيوط حكاية تنقبض لها نفسك، حيناً، وهى تحدثك بتفصيل مذهل عن أجواء الحرب وجرائم المستعمر والتمييز العنصري. رواية "أنا وحاييم".. تحدثك عن الفقد، وتنشرح لها، أحياناً أخرى، وهى تحملك في أجواء عواطف الحب والصداقة والحنين والتسامح الديني. وعشق الوطن، وقد يلتقى الضدان معاً فتولد حرارة الحب من رحم الحب وبرد الثلج.
صيف مع العدو
من الرقّة المدينة السورية المكلومة وإليها، وعبر لميس ووالدتها نجوى والجدة كرمة، حكايات وحيوات وسرد من الذاكرة، تبحر بنا عبرها الروائية شهلا العجيلي، في قطار عابر للزمن، يقطع قرابة القرن في 333 صفحة شكلت روايتها الجديدة "صيف مع العدو".
الحرب تطل برأسها على خجل تارة، وبشكل أكثر وضوحاً تارة أخرى، من بين فصول الرواية، وإن كانت آثارها هي البارزة إلى حد ما، فما بين حروب صغيرة وكبيرة، وقنابل وقصف ومشاكل اجتماعية ونسائية، تعيدينا العجيلي إلى حيث ذكرياتها في الرقّة، مدينتها المدمّرة، ليس كذاكرتها، لتجعل منها مسرحاً لجغرافيات وتواريخ مفصلة أحياناً تتجاوز مساحة الرقّة بكثير، في رحلة حنين إلى ماض كانت في المدينة أكثر ألقاً، وهو ما أكدت عليه في الإهداء: "إلى الرقّة، كما ستبقى في ذاكرتي!".
الوصايا
بلغته الخاصة به المعتمدة على السرد المكثف وجمل الحوار القصيرة المقتضبة، وعالمه المفضل المنتمي إلى الريف المصري المحتجز خلف التناول السطحي للكثير من الأعمال الأدبية، يقدّم لنا عادل عصمت روايته الجديدة "الوصايا".
عبر وصايا عشر، تبدأ بالخلاص عن طريق تحمل المشقة، ولا تتوقف عند فضيلة التخلي، يسرد الجد سليم حكايته لحفيده "الساقط" كما يسميه، الذي اعوجت حياته واختلّت كما اعوج الزمن، الذي شهد صعود دار سليم من رماد الانهيار ثم ازدهارها ثم هدمها وتشتت سكانها في أرجاء العالم الفسيح، لتتلاشى إلى الأبد.
يواصل عادل عصمت تأمله في ما يكمن خلف الزمن، ذلك الذي يمكن اعتباره خطاً أساسياً لكتابته بوجه عام، أطوار البشر وفصولهم الأربعة، إشراقهم وكفاحهم وضعفهم وذبولهم، الأماكن التي نبنيها لتكون ذاكرةً فتنسانا أو ننساها بعد حين، المشاعر التي تولد بداخلنا ثم تحملنا إلى وجهة أخرى غير التي كنا نتجه إليها أو تتبدد وتتركنا في العراء أشخاصاً يرون أنفسهم للمرة الأولى.
النبيذة
عبر شخصية البادي، تسلط الروائية العراقية إنعام كجه جي، في روايتها الجديدة "النبيذة"، الضوء، على حكايات فلسطينية منذ النكبة، وما قبلها، عبر الحديث عن بادي الفلسطيني المقدسي الذي عاش سنواتٍ طويلة على إيقاع الرصاص، قبل أن يلجأ ووالدته في العام 1948 إلى حيث جذورها، إلى لبنان، ومن ثم يقرر السفر إلى بغداد ومنها، بعد وقت ليس بطويل، إلى باكستان.
والرواية ليست فلسطين فحسب، بل تتناول تاريخ عراق، تنكر في زي امرأة، ما بين ملكية وجمهوريات متعاقبة، من بينها حقبة حكم صدام حسين، عبر شخصية صديقتها وديان التي تصغرها بضعف العمر، فعبر ثلاث شخصيات: امرأتين ورجل، لكل منهم صوته وقصته الخاصة، تجتمع في "النبيذة" تناقضات عدة حيث الشعر والجاسوسية والحب والسياسة، وغيرها.. أبرز الثلاث هي تاج الملوك (تاجي) التي تبدو "بذاكرة فيل لا تنسى اسماً ولا تاريخاً ولا بيت شعر"، هي العاشقة التي لم تمت ولا منصور البادي، وكأن الروائية تتمنى ألا تموت عراق الانفتاح والأصالة، ولا فلسطين الثورة والمقاومة.
ﺑﺄﻱ ﺫﻧﺐ ﺭﺣﻠﺖ
ﺭﻭﺍﻳﺔ "ﺑﺄﻱ ﺫﻧﺐ ﺭﺣﻠﺖ؟" ﻟلمغربي ﻤﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﻌﺰﻭﺯ، وصفها النقاد بأنها ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻣﻦ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺣﺮﻭﻑ ﺗﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ، ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ، ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ، ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺎﺕ..ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺎﺕ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﺒﻂ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻬﺎ، ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﺑﻴﻦ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﺐ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ، ﻭﻫﻮ ﻳﺨﻮﺽ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﺎ ﻗﺪﺭﻩ، ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺨﺘﺮﻫﺎ، ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻤﻠﻚ ﺻﻨﻴﻌﺎً ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ، ﻟﻜﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺒﺮ ﺃﻣﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ.. ﺇﻥ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻟﻠﻔﻦ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﻫﻮ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﻧﺢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ. ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻔﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻧﺸﻄﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﺃﻭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﺪ.
قتلت أمي لأحيا
"منذ الصباح شعرت بيد القدر تقتلعني من عزلتي المزمنة وتحثني على الانتصار على علتي. فما خطر في بالي ليلاً قمت ودونته على ورقة حتى لا تخذلني ذاكرتي أمام اللجنة.. متدثرة بفستان أمي الأسود بدوت كما في ذكريات والدي، على مثالها، ثريا الهاربة دوماً من واقعها من أجل أن تكون كائناً آخر. سمعتهم ينادونني. كان لي اسم. نويت في تلك اللحظة أن أفجر الغلالة المقيدة جناحي.. اسمعوني، أنا قتلت أمي لأجل أن أحيا.. الخيوط المسيجة حريتي هي عقابي.. سوف أعود إلى رحم أمي وأطلق سراحي منه. فبولادتي الثانية ستكون لي الحياة التي أستحقها"، لعلها بذلك تقدم الروائية اللبنانية مي منسي لمحة عامة عن روايتها "قتلت أمي لأحيا".
إخوة محمد
وأشارت الروائية العراقية ميسون هادي إلى أن عنوان روايتها "إخوة محمد" لا يحمل ترميزاً دينياً، فموضوعها عن زقاق جميع سكانه يحملون اسم محمد كونه منتشراً بشكل كبير وليس بالعالم الإسلامي فقط.. فما إن تصل الروائية إلى الزقاق حتى تستقبل بحفاوة من إحدى جاراتها ما أثار استغرابها وشعورها بالحرج، وهي تتساءل لماذا كل هذه الحفاوة الشديدة، فما من أحد يعرفني لا في هذا الزقاق ولا في أماكن أخرى.
الزوجة المكسيكية
لا تحكي رواية "الزوجة المكسيكية" للمصرية إيمان يحيى، قصة ارتباط وزواج غير معروفة بين أديب مصري بارز وفتاة مكسيكية؛ هي ابنة شهيرة لدييجو ريفيرا أهم فناني الجداريات في القرن العشرين فحسب، لكنها أيضاً تروي لنا سنوات الخمسينيات المبكرة في مصر والعالم، بكل صراعاتها وأحداثها وتأثيراتها، حيث تتنقل أحداث الرواية ما بين القاهرة وفيينا والمكسيك؛ لنرى زمناً وأمكنة ونسق حياة مغايراً لم يعد له وجود في حياتنا المعاصرة.
amm