فنانة غزّية تروي تفاصيل الحياة عبر النقش على الخشب
نشر بتاريخ: 2018-12-16 الساعة: 09:19غزة- الاناضول- تستعمل الفنانة الفلسطينية ولاء أبو العيش من قطاع غزة قطعة خشبية، وتقصها عبر منشار كهربائي، وهي الخطوة الأولى نحو تحويلها إلى لوحة فنية.
وتمرر أبو العيش جهازا كهربائيا حراريا يشبه القلم، على القطعة الخشبية مستطيلة الشكل، بعد أن ترسم عليها بقلم رصاص خفي الملامح التي تريد نقشها، وبعدها تتضح معالم اللوحات بين مظاهر الاحتلال والقضية الفلسطينية والمظاهر الطبيعية المختلفة.
تعمل أبو العيش ذات الـ24 عاما داخل ورشة للنجارة في جمعية الأمل لتأهيل المعاقين، على مدار 6 ساعات يوميا، كمدربةً لفن الرسم على الخشب في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وتحتوي ورشة النجارة على أدوات وإمكانات، أتاحت لها كما تقول إظهار موهبتها الكامنة منذ سنوات.
وتعلّق أن أبو العيش والتي تخرجت في كلية الفنون الجميلة من جامعة الأقصى، بشكل مرتب ما أنجزته من أعمال خشبية رسمت عليها لوحات تعبر عن واقع المرأة، والقضية الفلسطينية، والحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، بالإضافة إلى مظاهر من الطبيعة والحياة.
وعملت أبو العيش على مدار سنوات لتطوّر موهبتها في الرسم بالألوان على الورق، إلى الرسم على الخشب وتحويله للوحات فنية جميلة.
وفي حديث للـ"أناضول" مع أبو العيش، قالت إن "الرسم على الخشب ليس بالأمر السهل، بل يحتاج إلى إبداع ودقة عالية وخبرة واسعة".
وأضافت "قضيت ساعات طويلة خلال السنوات الماضية لأتمكن من إتقان هذا الفن الجميل، والذي كنت أحلم به منذ كنت طفلة".
واتخذت الفنانة الفلسطينية من فنها مصدر معيشة لها، خصوصًا بعد أن تخرجت في الجامعة قبل عدة أعوام ولم تجد عملا آخر.
ويذكر أن نسبة البطالة بين الفلسطينيين في قطاع غزة تبلغ 70 في المئة، ويصل معدل الفقر نسبة 80 في المئة، ومتوسط دخل الفرد اليومي لا يتجاوز 7 شواقل فقط، وفق معطيات اللجنة الشعبية لرفع الحصار عن غزة، وهي مؤسسة غير حكومية.
وتستخدم أبو العيش منصات التواصل الاجتماعي لتسويق لوحاتها، التي تلاقي إعجاب ودعم العديدين في قطاع غزة.
وفي حديثها عن المعيقات التي واجهتها، قالت إن "أهمها نظرة المجتمع لفتاة تعمل داخل منجرة، كما أن هناك كثيرا من الآلات الكهربائية يصعب التعامل معها في قص الخشب، كونها تحتاج إلى قوة جسدية".
وقالت أبو العيش إنها تطمح أن تملك ورشة كاملة لها، ومعرضًا لتعرض فيه جميع لوحاتها الخشبية، وان تصل إلى المحافل الدولية لتمثل معاناة شعبها، وجمال تراثها.
وأضافت أبو عيش أن "الرسم فن راقٍ يعبر عن رسالة سامية في قضايا كثيرة".
amm