ساحة المركز الثقافي تستضيف فعالية "أكلي بلدي وبذاري فلسطيني"
نشر بتاريخ: 2018-11-19 الساعة: 02:23رام الله - الابام – تحولت ساحة مركز البيرة الثقافي،، إلى محفل لعرض منتجات غذائية تقليدية وتراثية، وبذور بلدية، إلى غير ذلك، في إطار فعالية بعنوان "أكلي بلدي وبذاري فلسطيني"، نظمتها مجموعة "شراكة" الطوعية، بالتعاون مع بلدية المدينة.
ودأبت المجموعة على تنظيم الفعالية مرتين سنويا، وفق منسقها فريد طعم الله، الذي أكد أهميتها لجهة تعريف شريحة واسعة من المواطنين خاصة الأطفال والنشء على الأكلات التقليدية، إضافة إلى إتاحة المجال للمزارعين وممثلي الجمعيات التعاونية لتبادل البذور البلدية.
وقال طعم الله: إننا ننظم الفعالية مرتين كل عام، بالتزامن مع موسمي الزراعة والبذار الصيفي والشتوي، بالتالي فإن هذه فرصة للتعريف بالأكلات الموسمية.
وأشار إلى أن جانبا كبيرا من المشاركين هم من المزارعين الذين يركزون على ويطبقون الزراعة العضوية، أي دون استخدام المواد الكيماوية من مبيدات وغيرها، مضيفا: "هناك عدة إشكاليات ترتبط بالبذور المعدلة جينيا التي تستعمل هذه الأيام على نطاق واسع، فهي ضاره بحكم طبيعة تكوينها وحاجتها إلى الكيماويات وكميات كبيرة من المياه".
كما لفت إلى أن البذور المعدلة جينياً ليس بالإمكان تخزينها لفترة طويلة، ما يعني في أحد جوانبه تعريض الأمن الغذائي للخطر.
وشارك في الفعالية، ممثلون عن نحو 15 مؤسسة ولجنة وجمعية زراعية وتعاونية وخلافها، كما هو الحال بالنسبة للمواطنة رهيفة بزار، عضوة جمعية سيدات سردا الخيرية.
ومن وجهة نظر بزار، فإن الفعالية في غاية الأهمية، لجهة تعريف الناس على منتجات مثل هذه الجمعيات، من المأكولات والحلويات وغيرها.
وانطلق نشاط الجمعية قبل عام تقريبا، علما أنها تضم سيدات ينشطن في إعداد منتجات غذائية متنوعة، مثل المخللات، والخبز البلدي.
كما كان من اللافت في الفعالية، مشاركة مجموعة من الشبان، الذين يمثلون شركة "أمورو الزراعية"، المتخصصة بزراعة الفطر.
وقد تأسست هذه الشركة في أريحا العام 2013، من قبل شبان، قرروا تنفيذ مشروع لزراعة الفطر وتسويقه في الضفة.
وحسب أحد أصحاب الشركة محمود كحيل، فإن تجربة "أمورو" تعتبر التجربة الأولى على صعيد زراعة الفطر تجاريا، مشيرا إلى نجاح التجربة عبر إيجاد 14 وظيفة دائمة، 10 منها من الإناث.
وأوضح أن تجربة المشروع الذي اشتق اسمه "أمورو" من أحد أسماء فلسطين التاريخية، واجه بعض الصعوبات، من ضمنها العراقيل الإسرائيلية، باعتبار أن التربة اللازمة للزراعة تستورد من هولندا، مضيفا: "لحسن الحظ تمكنّا من حل هذه المعضلة، أي العقبات الإسرائيلية المرتبطة بالاستيراد، والآن فإننا ننتج الفطر على مدار العام".
كذلك شهدت الفعالية، وتقام على مدار عدة ساعات عادة، مشاركة ممثلين عن مزرعة "أم سليمان" في بلعين شمال رام الله، الذين حرصوا على عرض بذور بلدية بهدف تبادلها مع مشاركين آخرين.
ورأى ممثلا المزرعة يارا دواني ومهاب العلمي وهما من المدينة المقدسة، أن أحد جوانب تميز المزرعة، وأقيمت على مساحة 16 دونما من الأراضي التي قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرتها، قبل أن يتم النجاح باسترجاعها بقرار قضائي، هو تركيزها على الزراعة البيئية، وهي تقوم على تنويع المنتجات المزروعة، وعدم استخدام الكيماويات.
كما تمتاز هذه المزرعة، باعتماد مبدأ الزراعة المدعومة مجتمعيا، وتستند إلى الاتفاق مع عدد من العائلات على شراء منتجات المزرعة ودفع ثمنها سلفا أي قبل الموسم، لتقوم المزرعة بتوفير صندوق أسبوعيا من المنتجات الزراعية لكل عائلة مستفيدة على مدار فترة الموسم.
وذكر العلمي، أن هذه التجربة المجتمعية وبدأت العام 2016 بثماني عائلات، أثبتت نجاحها، حتى وصل عدد العائلات المستفيدة منها حاليا إلى 34 عائلة، مع مراعاة أن مساحة الأراضي المزروعة وتغطي حاجة هذه العائلات من الخضار وغيرها، تبلغ دونمين فقط من ضمن مساحة المزرعة الكلية.
وقال دواني: في كل أسبوع تحصل كل عائلة على سلة غذائية متنوعة، بحكم تخصصنا في الزراعة البيئية، التي تعتمد على تنويع المزروعات، ومنهجية مقاومة للأمراض، ما يقلل من المخاطر المرتبطة بالزراعة القائمة على زراعة صنف واحد فقط.
وشارك رئيس لجنة ترمسعيا الزراعية نضال ربيع، من سبقه الرأي، منوها إلى حيوية الفعالية لتبادل البذور البلدية.
وأوضح أن اللجنة وتأسست قبل عام، تنتج المخللات، والأجبان، إلى غير ذلك.
ورأى مدير المبيعات في محل "بس بلدي" نعيم القاضي، أن الفعالية مهمة للتعريف بالمنتجات الغذائية المحلية، لا سيما تلك المنتجة من قبل الجمعيات.
وأضاف: مثل هذه الفعاليات تجتذب الكثير من الناس، خاصة أن هناك تخفيضات تقدم من قبل بعض المشاركين كما هي الحال بالنسبة إلى "بس بلدي"، ويتبع لاتحاد لجان العمل الزراعي.
من جهته، أشاد عضوا مجلس بلدي البيرة موسى جويد، وجهاد الزهور، بالفعالية، ودورها في تشجيع المنتجات المحلية.
وقالت الزهور: موقع المعرض الحيوي والحافل بالحركة، يجعله قبلة لعدد كبير من الزوار، وهذا أمر لا يمكن التقليل من أهميته في نجاح مثل فعاليات كهذه.
وقال جويد: نحن في البلدية سعداء باستضافة هذا الحدث مجدداً، لأننا نتطلع إلى تعزيز دور الجمعيات واللجان الزراعية المختلفة، كجزء من مساهمة البلدية المجتمعية والوطنية.