في حفل توقيع ديوان الشاعر الفلسطيني فخري الرطروط
نشر بتاريخ: 2018-04-04 الساعة: 09:14الشعر فى الأرض المحتلة.. هل على القصيدة الفلسطينية أن تغير من نبرتها الحادة؟
القاهرة- الحياة الجديدة-هل على القصيدة الفلسطينية بعد الشاعر الفلسطينى محمود درويش أن تغير من نبرتها الحادة؟، هذا السؤال الذي ربما جاء متأخرا قليلاً طرحة الشاعر الفلسطيني فخري الرطروط الذي تحول حفل توقيع ديوان"البطريق فى صيف حار" الذي صدر مؤخرا عن دار بتانة في القاهرة الى ندوة شعرية نقدية ،"حول كيفية استغلال إسرائيل للشعر فى صالحها، ودور الشاعر الفلسطينى الآن".
بل أشار خلال حديثه إلى أن شعراء إسرائيل يستغلون القصيدة التى يشاركون بها فى المهرجانات العالمية للشعر من أجل تصدير صورة معينة للعالم، وإظهار أنفسهم فى الموقف الأضعف والمفترى والمعتدى عليه، فى حين أن قصيدة المقاومة الفلسطينية شعار هو أطفال الحجارة.
شعراء إسرائيل واستغلال القصائد لصالحهم
ومن هنا فرض السؤال نفسه، فى ظل ما شهدته فلسطين بالأمس، فى ذكرى إحياء يوم الأرض، أو حق العودة، من الاعتداء الإسرائيلى الغاشم، وسقوط العديد من الشهداء.
الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" فى البداية لا أستطيع أن أتحدث عن الشعر الإسرائيلى، لأننى لم أقرأ منه إلا ما تمت ترجمته لنا، ولكننى أرى أن هناك الغالب والمغلوب، والغالب يمكن أن يتحلى بالإنسانية وأن يكون أكثر إنسانية؛ لأنه فى موقف الغالب، فالغالب يستطيع أن يزهو بأنه إنسانى، أما المغلوب، فلا يملك رفاهية التحكم فى نبرته الحادة.
وأضاف عبد المنعم رمضان: يوميا هناك شهداء فلسطينيين شباب وفتيات كبار وصغار، يوميا هناك اغتصاب لأراضى فلسطينية، ويوميا هناك مخيمات جديدة تنشأ، حتى أننا كنا غير قادرين على قبول تخلص شعر محمود درويش من نبرته الحادة فى أيامه الأخيرة،
وتابع "رمضان": إن ما يحدث للفلسطينيين الآن أبشع مما كان يحدث أمس، وبالتالى فإن نبرة القصيدة لا تستطيع أن تتخلص من حدتها بسبب ما يحدث لفلسطينى الداخل كل يوم، أما فلسطينيو الخارج فيمكنهم أن يتحدثوا عن الشعر الخالى من النبرة الحادة، والشعر الإنسانى، إنها رفاهية لا يملكها الشاعر الفلسطينى الذى يذبح يوميا، من إسرائيل وحلفائها.
وفى نفس السياق، كان للشاعر والمترجم الكبير رفعت سلام، رأى آخر، وهو أن "محمود درويش نفسه فى أعماله الأخيرة، غير من نبرة قصائده، إلا أن الجمهور لم ينتبه إلى ذلك، بما فيهم بعض الشعراء أيضًا، فالأعمال الأخيرة لمحمود درويش اهتمت بالبناء أكثر، وتأسيس قصيدة جديدة تليق بشاعر كبير، وتخلى درويش عن المباشرة والخطابية والشعارات فى قصائده".
قصائد محمود درويش والقضية الفلسطينية
ورأى رفعت سلام أن محمود درويش انتبه إلى أن فكرة ربطه بالقضية الفلسطينية كسبب أساسى لحضوره الشعرى ليس فى صالحه كشاعر، وأن عليه الاهتمام بالقصيدة ذاتها، بأكثر مما كان يحدث معه من قبل، فالعمل السياسى له مجاله، والعمل الشعرى له طبيعته الخاصة.
الشاعر اليونانى يانيس ريتسوس
كما رأى رفعت سلام أنه لا بد وأن محمود درويش انتبه إلى أن المباشرة لا تفيد القضية كثيرًا، وتضر كثيرًا بالشعر، وخاصة أنه وثيق الصلة، بأشعار يانيس ريتسوس اليونانى الذى كان عضوًا حتى وفاته فى الحزب الشيوعى اليونانى، لكنك لن تجد قصيدة مباشرة واحدة فى كل أعماله الشعرية، فهو يقدم قصائده بلا خطابة أو دعائية مهتما بالقصيدة ذاتها بأكثر من الاهتمام بالدعوة السياسية.