الرئيسة/  مقالات وتحليلات

دروب الجائعين الصعبة..

نشر بتاريخ: 2025-05-31 الساعة: 00:32

 

كلمة الحياة الجديدة


ليس للجوع قائمة طعام بخياراتها العديدة، والمنوعة. الأمر عند الجوع، أمر الرغيف فحسب، والصحابي الجليل، أبو ذر الغفاري قال: "عجبت ممن لا يجد قوت يومه، كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه"، على أن هذا السيف اليوم ليس بيد الأغلبيات المقهورة، في قطاع غزة المكلوم، التي اشتد عيلها الجوع، هذا الذي استعاذ منه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في حديثه الشريف: "اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع".

وفي شروحات الإمام شرف الدين الطيبي أن الرسول الكريم، استعاذ من الجوع، لأن الجوع "يمنع استراحة البدن، ويحلل المواد المحمودة بلا بدل، ويشوش الدماغ، ويثير الأفكار الفاسدة، والخيالات الباطلة، ويضعف البدن عن القيام بوظائف الطاعات".

لطالما كانت وستبقى دروب الجائعين للقوت، دروبا صعبة، وها هي اليوم في القطاع المكلوم، دروب محكومة بشروط الحرب الظالمة، ولأنه مكره أخوك لا بطل، لا يجد الجائعون هناك من خيار سوى خوض هذه الدروب، ولا نرى من الناحية الأخلاقية أساسا، نقد مسير الجائعين في هذه الدروب، بل على الذين ينامون ببطون شبعانة أن يتلزموا الصمت على الأقل، لا أن ينتقدوا هذا المسير بأحابيل خطابهم الشعبوي وغاياتهم السلطوية، الذين لا يريدون قوتا للناس، إلا عن طريق هيمنتهم على شاحنات المساعدات الإنسانية، ولطالما كانوا يسرقونها، لبيعها في السوق السوداء، ولأجل أن يؤكدوا حضورهم السلطوي في القطاع المكلوم...!!!

طبعا هؤلاء هم ميليشيا "حماس" وهذا هو خطاب قياداتهم المتخمة بطعام الفنادق ذات الخمسة نجوم، وذابح الديوانيات الاخونجية!!

لا نروج لمسارات بعينها في كل ما يتعلق بهذا الشأن، لكن ما باليد حيلة، حتى اللحظة، ولا ينبغي لأحد أن يعترض على جائع لا يريد سوى الحصول على رغيف خال من حصى المساعدات المسروقة.

لقمة العيش الممكنة لأهلنا في قطاع غزة هي اليوم، لقمة البقاء على الحياة، المانعة للأفكار الفاسدة، والخيالات الباطلة، والمقيمة لوظائف الطاعات، وبالتالي هي لقمة الصمود والمقاومة حتى لو لم يشأ مانحوها ذلك..!!

رئيس التحرير
 

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2025