بين عقارب الساعة.. ولدغات عقارب قادة حماس
نشر بتاريخ: 2025-05-14 الساعة: 02:51
- موفق مطر
تضخيم الأمور، ومنحها فتاوى مخترعة يسمونها (شرعية) وتفسيرات سياسية انقلابية، عملا بتطبيقات ما يعرف (التقية) تعتبر أهم سمات جماعة الاخوان المسلمين مع القضايا الوطنية، ولا مانع عندهم من اختراق الأعراف والبروتوكولات الرسمية بعبارات خارقة، مثالها:"عزيزي وصديقي العظيم " الشهيرة الموجهة من رئيس إخواني (محمد مرسي) حكم مصر لمدة سنة وثلاثة ايام فقط، الى رئيس إسرائيل (شيمون بيريز)، وهذا تعميم لا يشذ عنه أبداً، فرع الجماعة المسلح في فلسطين المسمى ( حماس )، حيث طغت عبارة :" محادثات حماس المباشرة مع الادارة الأميركية " على أخبار حماس تسليم جندي اسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية (عيدان الكسندر) كهدية بلا مقابل أو شروط، فهؤلاء لا يردعهم ضمير، ولا تمنعهم قيم اخلاقية، عن اختلاق واصطناع صور انجازات ميدانية، معظمها فوتوشوب (المثلثات الحمراء) وأخرى دعائية اعلامية، يضللون العامة بها ويمررونها تحت عنوان (انجازات سياسية) لتبرير عجز وقصور عقولهم، وكأن المحادثات المباشرة تستحق تقديم الذرائع لحكومة الصهيونية الدينية في اسرائيل لإبادة وجرح وإعاقة 200000 مواطن فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال،وتدمير 80% من بنيان قطاع غزة، منهم 2701 شهيدا و7432 جريحا منذ 18 آذار الماضي، وتحويل قطاع غزة الى منطقة مجاعة !
تبدو النظرة الأولية لسياسات قادة جماعة حماس أنها ناتجة عن سوء تقديرات، وانغماس ارادي حتى انوفهم في مستنقع الانفعالية العبثية الرغبوية، لكن إذا نظرنا بدقة واتساع وعمق واضح، سنرى فيهم خطرا موازيا، يهدد روح وجوهر الهوية الوطنية، زرعوا كقنبلة موقوته لتفجير قواعد ركائز المشروع الوطني الفلسطيني ( الدولة الفلسطينية ) فالجماعة تحمل في طياتها عقيدة الانقضاض على قوانين الاستقرار والأمن، ومهيأة لاغتيال مبدأ السلام، والتعامل مع متقلبات الطقس السياسي الدولي، لحماية ذاتها أولا وفقط ... وهنا يبرز السؤال الأهم : هل من هدف ومصلحة مشتركة غير معلنة بين نتنياهو وقادة حماس ؟ الجواب نعم، فنتنياهو الذي لا يحتاج لتأكيد افعاله بتدمير امكانيات قيام دولة فلسطينية مستقلة، قد قال خلال خطاب للجمهور الاسرائيلي:"لن تسمعوا عن دولة فلسطينية " قاطعا الطريق أمام تسريبات حول احتمال اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب موقفا أو قرارا، بخصوص الدولة الفلسطينية، أما بيان قادة حماس الأحدث فقد أبدى "استعدادهم للبدء فورا في مفاوضات مكثفة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب وتبادل الأسرى، وإدارة قطاع غزة من قبل جهة مهنية مستقلة ستعمل على ضمان استمرار الهدوء والاستقرار لسنوات طويلة !! ". وبذلك يخدم قادة حماس نتنياهو بتركيزهم على " هدوء لسنوات طويلة " وهذا التقاء آخر بين حماس ونتنياهو عند نقطة منع قيام ( دولة فلسطينية مستقلة ) وبالتالي توجيه ضربة وقائية لمسار المؤتمر الدولي بقيادة المملكة العربية السعودية وفرنسا " المؤتمر الدولي لتنفيذ حل الدولتين " مع الاشارة الهامة لتصريح الرئيس الفرنسي ماكرون حول الاعتراف بدولة فلسطينية قريبا، وبذلك يمكن قادة حماس نتنياهو، وهو الخبير في المناورات السياسية والميدانية من فرصة التملص من الضغط الدولي، والأميركي،سنراقب تقدم عقارب الساعة باهتمام وحذر، ذلك أن عقارب (قادة حماس ) مازالت قادرة على اللدغ، وأن هناك من يبدع باستخدامها، وتحفيز سمومها .
mat