الرئيسة/  مقالات وتحليلات

جملة الحرب بصواريخها…!!

نشر بتاريخ: 2025-04-06 الساعة: 17:10

 

كلمة الحياة الجديدة


لم يعد خافيا على أحد أن الصواريخ التي تطلق من مواقع مختلفة من قطاع غزة، تعقبها دائما إنذارات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لسكان تلك المواقع بالإخلاء، ليقوم بعدها بقصف هذه المواقع، واجتياحها كما حدث لشرق مخيم البريج، وقبل ذلك لرفح، وشرق خان يونس…!!

أعمى البصر والبصيرة من لا يرى العلاقة التكاملية في هذا السياق، سواء كانت هذه العلاقة عبر التخابر الإرشادي، فردا كان أو مجموعة محددة، أو من خلال تقاطع المصالح، برؤية حماس ومشروعها الإخونجي، غير أنه في كل الأحوال يبدو أن لا "حماس" ولا "نتنياهو" يريدان إنهاء هذه الحرب، لأن في انتهائها دون أن يحقق أي منهما أهدافه، سقوطا لهما معا.

 "حماس" ما زالت تعتقد أن بإمكانها أن تحقق ما بات هدفا واحدا وحيدا لها، وهو بقاؤها في المشهد السياسي والسلطوي في قطاع غزة، وأن ذلك لن يتحقق دون تفاوض تحت النار، النار التي تذكيها الصواريخ بجلبها الرد الحربي الإسرائيلي، ومن جهته لا يريد نتنياهو نهاية للحرب قبل أن يضمن بقاءه على كرسي الحكم في إسرائيل، ولكي يواصل تاليا مشروعه الرامي لتدمير القضية الفلسطينية، تدميرا شاملا …!!!

كانت الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة قبل هذا اليوم صواريخ عبثية، حيث إنها عمليا لم تكن تغير شيئا في موازين القوى، ولا في معادلة الصراع، ولا في مفاهيم هذه المعادلة، ولا في واقعها، لكن هذه الصواريخ لم تعد اليوم صواريخ عبثية بل باتت صواريخ تخادم، محكومة بتقاطع المصالح الآنية، على أقل تقدير، حماس أن تبقى في المشهد، ونتنياهو أن يبقى على كرسي الحكم، ومحكومة بالمصالح الاستراتيجية في المحصلة، وهذه وفق حسابات الأوهام الإسرائيلية، والحمساوية معا، إذ لا شيء سيقف بوجه حركة التاريخ، ولا أي تخادم سيمنع تجسيد دولة فلسطين الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.

اللافت للانتباه في هذا الإطار، أن حماس لم تعد تصدر بيانات تتبنى فيها هذه الصواريخ، التي تطلق من القطاع، لكنها في ذات الوقت لا تنكرها تماما، فطاقم التحليل السياسي والعسكري، في فضائية "الجزيرة" يحيل هذه الصواريخ إلى عمل من أعمال المقاومة (….!!) ليعود الناطق العسكري الحمساوي مهددا حكومة الحرب الإسرائيلية لتعود إلى المفاوضات، وإلا فإن حياة المحتجزين لدى حركته، لم تعد مضمونة، وقد أعذر من أنذر حسبما قال هذا الناطق بالنص الحرفي…!!!

لا هذا الطاقم الذي ظهر في صورة له قبل أيام مبتسما، في الوقت الذي كانت الطائرات الحربية الإسرائيلية تقطف فيه المزيد من أرواح الأطفال في غزة، لا هذا الطاقم المبتسم ولا الناطق العسكري الحمساوي الملثم، أشاروا مجرد إشارة، إلى سبل الخلاص من هذه المقتلة، بأي من الطروحات الواقعية، بل إن جملة "أعذر من أنذر" التي قالها الناطق الملثم، إنما هي جملة حرب، لا طائل من ورائها سوى الدمار، والمزيد من الضحايا، شهداء وجرحى، وجياع عطاشى، من أهل القطاع المكلوم، فمتى يمكن الخلاص من هذه الجملة، متى….؟؟؟.

رئيس التحرير

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2025