يجب الحذر !
نشر بتاريخ: 2025-02-06 الساعة: 19:07![](file/attachs/74561.webp)
كتب/ د. فضل عاشور *
يجب الحذر من المبالغات اللفظية التى تنقلها التلفزيونات عن رفض فكرة التهجير للناس فى غزة و لقائهم التلفزيونى مع أفراد منفعلين أو الفيديوهات لاطفال و بالغين يضعها الناس على مواقع التواصل و هنا و هناك .
الناس عندما تتحدث الآن للصحافة فانها تتحدث بروح المجموع و ليس عن نفسها شخصيا .. و هناك فرق كبير فى الميكانيزمات النفسية الجماعية و الفردية فما ترفضه كجزء من جماعة يمكن أن تقبله كفرد
التهجير أو عدم التهجير يعتمد على وجود أو عدم وجود عوامل تؤدى للهجرة و تؤدى لغياب الأمل و أهم عاملين لفقدان الأمل و بالتالى التهجير و هما الاول وجود الاخونجين حماس و الثانى عدم إغاثة الناس و اعادة البناء . طبعا هذا بدون اخذ العوامل الخارجية فى الحسبان .
فى العام ١٩٤٨ حدثت النكبة و من ضمن أسبابها كان ترك القضية الفلسطينية للاطراف الخارجية و العربية من دول و جماعات حزبية و غياب قيادة تمثيلية للشعب الفلسطينى و غياب النظام و المؤسسات لدى الشعب الفلسطينى ..كان الجميع حاضرا سوى الفلسطينيين و حدث عنف مسلح غير متكافئ و بغياب الفلسطينيين
كان واحد من أعظم إنجازات ما بعد النكبة هو ظهور قيادة تمثيلية للشعب الفلسطينى و تنظيم هذا الشعب بشكل مؤسساتى لأول مرة.. هاجم الاخونجيين و لعقود طويله كل ذلك و من خارج هذا الجسم المؤسساتى و التمثيلى إلى أن وصلنا لما نحن عليه الآن
الآن كخطوة اولى يجب أن تكون فلسطين حاضرة و ليس أن يتم تقرير مصيرها من قبل الأخرين حتى لو كانوا العرب..العرب عليهم أن يساعدونا بأن نكون طرفا حاضرا و ليس ان يحلوا مكاننا .
لا أحد عليه التشكيك بالقيادة الشرعية المعترف بها للشعب الفلسطينى .. هناك قيادة واحدة فقط و هى التى عليها أن تقود و تتحدث باسم الشعب الفلسطينى و ان تتخذ القرارات للحفاظ على الشعب الفلسطينى حتى لو كانت هذه القرارات غير شعبوية لا تعجب البعض و مقاومي وسائل الاعلام و التواصل الاجتماعى
الآن لا يجب ترك الناس فى غزة غير منظمين بدون مؤسسات و كل يسعى لخلاصه من خارج المجموع الوطنى يجب فورا على هذه القيادة أن تفعل المؤسسات الفلسطينية التابعة لها و تنظيم الناس حتى لو أدى ذلك للاصطدام مع فلول الاخونجيين و فيديوهات استعراضاتهم السمجة بالبنادق
الآن يجب التوقف عن صدامات عسكرية غير متكافئة
الآن يجب أن يختفى مسببى الكوارث منذ ١٨ سنة ممن شقوا الشعب و دمروا البناء المؤسساتى و التمثيلى و تصرفوا على أن فلسطين مجرد مسواك و ليست هى القضية و انها محض منصة لإنتاج مشاهد تلفزيونية دعائية للاخونجيين و ان يخرس معهم النباحين من مثقفين مشتبكين و بقية الحثالى من هذه الشاكلة
سنبقى و سننتصر
* منقول حرفيا من صفحة الدكتور فضل عاشور على الفيسبوك
mat