صفقة أم تسوية أوضاع حماس؟!
نشر بتاريخ: 2025-01-07 الساعة: 02:39صفقة أم تسوية أوضاع حماس؟!
- موفق مطر
يعمل بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الصهيونية الدينية لدى منظومة الاحتلال الصهيونية العنصرية على المراوغة، في ملف صفقة الأسرى، حتى بلوغ يوم تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي توعد حماس بجحيم اذا لم تطلق الرهائن قبل العشرين من كانون الثاني الحالي، أما جماعة حماس فمن المؤكد أن الذي يعنيهم أولاً، ضمان أمن وسلامة قياداتهم، وحجم وقيمة الثمن المزدوج الذي سيقبضونه مقابل اتمام الصفقة: الأول: الحصول على ضمانات باستمرار تدفق المال على الجماعة، وفك الحظر على حسابات قياداتها، أما الآخر: ضمان استمرار حماس بالسيطرة على قطاع غزة، بشكل أو بآخر وتحت مسميات مبتدعة، في اليوم التالي لانتهاء الحرب، ولا نستبعد تفاوض جماعة حماس على ادخالهم الحديقة الدولية – من بوابات خلفية – لأنه لا يعقل حسب وجهة نظرهم، خروج حماس من اللعبة التي دخلتها، بناء على قرار جماعة الاخوان المسلمين، وبموافقة صناع "الفوضى الخلاقة" الأميركية، بلا مكاسب سلطوية، ذلك أن السياسية يستحيل تحصيلها، لأن سياسة قيادة حماس، كانت كارثة على الشعب الفلسطيني، وحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ومتعارضة مع المصالح العليا للشعب الفلسطيني، والبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وضاربة لوحدانية وشرعية تمثيل المنظمة حصرا للشعب الفلسطيني.
وقد يكون صحيحا أن قادة حماس مصممون على قائمة معينة من الأسرى الفلسطينيين، ويشترطون أرقاما، وأسماء محددة، يرون فيها،إمكانية لتحقيق اختراق – ولو بسيط - في جبهة مشاعر الشارع الفلسطيني،فأمام فظاعة الإبادة والمحرقة والكارثة والنكبة، منذ السابع من اكتوبر 2023، التي حلت بالشعب الفلسطيني، وإحراقهم منهج الواقعية السياسية، وبصيرتهم الكفيفة عن رؤية المصالح العليا الفلسطينية، لم يعد بإمكانهم التراجع، خاصة وأنهم في كل محطات التفاوض (غير المباشر) مع الأطراف التي تمثل جانب دولة الاحتلال (اسرائيل) لم يظهروا ادنى حرص على أرواح ودماء ومصير الشعب الفلسطيني، ففسرها المجرمون ساسة وجنرالات الموساد والشاباك وقادة جيش الاحتلال، كفرصة وذريعة مناسبة للاستمرار، بحملة الابادة، وتدمير غزة، وإعادة تشكيل الاستعمار الاستيطاني، ليس في قطاع غزة وحسب، بل في فلسطين التاريخية، بما فيها الضفة الغربية، ودول عربية مجاورة، والواقع في جنوب لبنان، وسوريا اليوم أوضح دليل .
لم يدرك قادة حماس موقع (بروتوكول هانيبال) في الفلسفة العسكرية لجيش منظومة الاحتلال (اسرائيل) وظنوا أن الأمر هذه المرة سيختلف، نظرا لوجود نساء وأطفال رهائن، الى جانب جنود وضباط من رتب وتخصصات متنوعة، فهذا البروتوكول يقضي بقتل المأسورين من الجيش الإسرائيلي مع آسريهم اذا اقتضى الأمر، حتى لا يشكلوا نقطة ضعف (كملف وقضية) للجيش وحكومته فيما بعد! كما ان قادة حماس لم يدركوا أن (اسرائيل) قد تجاوزت موضوع الحروب القصيرة الأمد، وأنها باتت قادرة على شن حروب طويلة الأمد وعلى جبهات تفوق التقليدية الثلاث السابقة، لتصبح حسب منطوق نتنياهو سبع جبهات، بفضل الدعم العسكري والسياسي اللامحدود، من واشنطن، وبالذات المساندة في محافل القانون الدولي، وبسلاح الفيتو في مجلس الأمن الدولي. كما لم يدركوا،أبعاد فكرة إنشاء ماسمي "محور المقاومة" و"وحدة الساحات" وأهداف صانعيها التي لا علاقة لها بالحق الفلسطيني، ولا بوحدة ومصالح الشعب الفلسطيني العليا، ونعتقد، انهم حتى اللحظة، رغم انهيار هذا المحور، لم يتعلموا الدرس ولم يستخلصوا العبر، ولم يعد في منظورهم سوى تحقيق صفقة، تضخمها شبكة الجزيرة، كما نفخت في قوة حماس وسلاحها، لتحقيق صورة انتصار وهمية، ثمنها حتى اللحظة مئات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين والأسرى، ومليونا نازح، ودمار مظاهر الحياة في قطاع غزة كافة، لكن صورة الواقع على الأرض، تحمل مضامين ابادة بكل مافيها من جرائم حرب وضد الإنسانية.