الوحدة الوطنية أهم من وحدة الساحات
نشر بتاريخ: 2024-11-28 الساعة: 16:45كتب / د. ابراهيم ابراش
الشعب الفلسطيني يحترم ويُقدر كل من يقاتل العدو الصهيوني ويُلحق به الأضرار ويكشف جرائمه سواء كانوا فلسطينيين أو عرب أو محور وحدة الساحات، وهو يحفظ الجميل لكل من وقف لجانب الشعب حتى بالكلمة الطيبة، ولكن بعد تجربته مع جبهات الصمود والتحدي والتصدي العربية خلال السبعينيات والثمانينيات ، وتجربتهم مع محور المقاومة ووحدة الساحات حاليا وما آلت اليه الأمور خلال حرب غزة ثم ما آل إليه الأمر من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية وفك الارتباط بين محور المقاومة وفلسطين وتفكيك وحدة الساحات، دعونا نتساءل عن جدوى أن يربط حزب فلسطيني القضية الفلسطينية بمحاور عربية وإسلامية دون وجود استراتيجية عربية أو إسلامية لتحرير فلسطين أو حتى وجود توافق عربي وإسلامي على كيفية التعامل مع القضية الفلسطينية؟ للأسف وظفت أطراف عربية واسلامية القضية الفلسطينية لخدمة مصالحها الخاصة؟
هذا لا يعنى قطع الصلة بمحيطنا العربي والإسلامي أو التنكر لهم بل وقف المراهنة عليهم كلياً على حساب الوحدة الوطنية، والتعامل مع الأطراف الأخرى كمساندة للقرار الوطني الفلسطيني المستقل وليس بديلاً عنه، وعلينا الاعتراف بأن الخلل لم يكن دائماً في الأطراف العربية والإسلامية بل في قوى فلسطينية قبلت أن تُلحق نفسها بهذه المحاور طلباً لتعزيز حضورها وقوتها مالياً وعسكرياً في الساحة الداخلية في منافسة خصومها الوطنيين وليس في مواجهة إسرائيل، وهذا كان حال حركة حماس في إلحاق نفسها وكل القضية بإيران ومحور المقاومة وفضلت وحدة الساحات على الوحدة الوطنية،فخسرت وحدة الساحات والتي تأسست أصلا للدفاع عن ايران وليس فلسطين، وعطلت الوحده الوطنية.
حماس وأخذ عبرة مما جرى مع حزب الله
بعد تفكُك جبهة الإسناد ومحور المقاومة ووقف إطلاق النار على جبهة لبنان حيث انحاز حزب الله، كُرهاَ أو طواعية، تكتيكاً أو استراتيجياَ، للمصلحة الوطنية اللبنانية وسلموا مقاليد أمر التفاوض وإدارة الحكم للدولة، من المفترض أن تُعيد حركة حماس حساباتها ويكفي ما سببته من خراب ودمار بغزة وكل القضية الوطنية وما سببته من نفور في العلاقة بين الفلسطينيين والعرب بسبب تحالفها مع إيران التي كانت سبباً في تدمير أربعة دول عربية ومصدر قلق لأخرى.
نعم، ندرك وجود فرق بين الحالة في جنوب لبنان والوضع في قطاع غزة، ولكن حتى لا تسوء الأمور الى ما هو أسوء على حماس التوقف عن المكابرة والمعاندة وتقبل مبدئيا تسليم الأمور للقيادة الفلسطينية الرسمية.
نعلم أن الأمر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض، وذلك لعدة أسباب:
١-استمرار وجود ارتباطات مالية لحماس مع إيران وايديولوجيته مع جماعة الإخوان.
٢- وجوذ مصلحة إسرائيلية في الحفاظ على بقايا حماس مؤقتاً حتى تحافظ على الفصل بين الضفة وغزة وإعاقة عودة السلطة الفلسطينية للقطاع واستمرار الانقسام السياسي.
٣-خوف حماس من حرب أهلية وانتقام أهالي غزة.
٤- بالرغم من فشل تجربة حماس في قطاع غزة سواء على مستوى الحكم أو المقاومة فإن فكرها ونمط تفكيرها العقيم منتشر في الضفة والأردن والشتات أكثر من غزة.
٥- الطرف الفلسطيني المقابل أو البديل وهو المنظمة والسلطة في حالتهم الراهنة لا يستطيعون لوحدهم استلام مقاليد الأمور في قطاع غزة أو التفاوض على وقف إطلاق النار.
ولكن على المصلحة الوطنية أن تسمو على كل هذه العقبات، الأمر يتطلب جهداً جماعياَ وطنياً وعربياَ ودولياَ للخروج من المأزق، وقد يحتاج الأمر للجنة عربية دولية للإشراف على مجريات التفاوض وحتى ادارة غزة مؤقتا بمشاركة السلطة الفلسطينية ،المهم ان تأخذ حماس العبرة مما جرى مع حزب الله وتقبل بتسليم سلاحها في قطاع غزة وتسليم المخطوفين الإسرائيليين الذين أصبحوا عبئا على المقاومة وعلى غزة وليس ورقة قوة.