الرئيسة/  عربية ودولية

غوتيرتش اجتماع وزاري بمجلس الأمن الدولي حول فلسطين : المواطنون في غزة يعيشون في خضم كارثة إنسانية ملحمية أمام أعين العالم

نشر بتاريخ: 2023-11-29 الساعة: 23:41

 

اعلام فتح / من وفا- يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا وزاريا حول الوضع في الشرق الأوسط، بما فيه القضية الفلسطينية، وبالتزامن مع إحياء اليوم الدولي للتضامن مع شعبنا.

وقدم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول تطبيق قرار المجلس رقم 2712 الذي دعا إلى إقامة هُدن وممرات إنسانية عاجلة ممتدة في جميع أنحاء قطاع غزة.

وقال الأمين العام إنه شكل مجموعة عمل لإعداد مقترحات بشكل عاجل بموجب قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2712 الذي طلب منه تحديد خيارات رصد تنفيذ القرار بفعالية.

وأضاف غوتيريش أن المجموعة تتكون من إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام، وإدارة عمليات السلام، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ومكتب الشؤون القانونية.

ويطالب القرار بالامتثال للالتزامات بموجب القانون الدولي، خاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين ولا سيما الأطفال.

وفي هذا السياق، قال غوتيريش انه "من الواضح أننا شهدنا انتهاكات جسيمة قبل الهدنة. بالإضافة إلى الكثيرين من المدنيين الذين قتلوا وأصيبوا، فإن 80% من سكان غزة قد أجبروا على مغادرة ديارهم. هذا العدد المتزايد من السكان يُدفع إلى منطقة متقلصة جنوب غزة، وبالطبع لا يوجد مكان آمن في غزة".

وأضاف أن "عدد الأطفال الذين قتلوا في غضون أسابيع، في العمليات العسكرية الإسرائيلية يفوق بكثير العدد الإجمالي للأطفال الذين قُتلوا في أي عام من قبل أي طرف في الصراعات منذ توليتُ منصب الأمين العام للأمم المتحدة، كما يبدو واضحا في التقارير السنوية حول الأطفال والصراعات المسلحة التي أقدمها لمجلس الأمن".

وحذّر غوتيريش من أن المواطنين في غزة يعيشون في "خضم كارثة إنسانية ملحمية أمام أعين العالم، ويجب علينا ألا ننظر بعيدا"، مشددا على ضرورة وقف حقيقي لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

ودعا الى تنفيذ حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب في سلام وأمن، مضيفا أن الفشل في ذلك سيحكم على الفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة والعالم، بالعيش في دائرة لا تنتهي من الموت والدمار.

وينسلاند: الوضع في الضفة يغلي ويزداد سوءا بسرعة

قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إن النشاط الاقتصادي في الضفة الغربية توقف، وانهار اقتصاد غزة.

وأضاف وينسلاند أمام مجلس الأمن الدولي إنه "وسط تصاعد العنف والقيود الإسرائيلية الواسعة على الحركة، تفاقمت الأزمة المالية التي طال أمدها في السلطة الفلسطينية بشكل كبير"، مضيفا أن "انخفاض إيرادات السلطة الفلسطينية يؤثر على العديد من الخدمات الحيوية ودفع رواتب القطاع العام، بما في ذلك لقوات الأمن".

وحذّر من أن "الوضع يغلي ويزداد سوءا بسرعة".

وقال وينسلاند إنه "وفي الأشهر التي سبقت الحرب، حذرت هذا المجلس بانتظام من أنه يجب القيام بالمزيد للمساعدة في استقرار الوضع في الضفة الغربية، وهذا هو الحال الآن أكثر من أي وقت مضى".

وشدد المنسق الأممي على أن "الطريق الوحيد القابل للتطبيق هو الطريق الذي يؤدي إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والاتفاقات السابقة والقانون الدولي".

وقال وينسلاند "من المؤكد أن جهودنا السابقة لم تكن كافية، وهي رسالة يتردد صداها اليوم ونحن نحتفل باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، مشددا على أنه "يتعين أن يكون هناك نهج جديد ومختلف، وإلا فإننا محكوم علينا بالعودة إلى مسار إدارة صراع من الواضح أنه لا يمكن إدارته".

المالكي: إسرائيل تمحو الشعب الفلسطيني من الخريطة

أكد وزير الخارجية رياض المالكي أن الهدنة الحالية في غزة يجب أن تتحول إلى وقف كامل وشامل لإطلاق النار، مشددا على أن ما شهده القطاع "ليست حربا، بل مذبحة لا يمكن لأحد أو شيء أن يبررها".

وأمام مجلس الأمن، تساءل عن عدد المرات التي يمكن للعالم فيها "أن يتحمل الفشل في اختبار الإنسانية في غزة وفي فلسطين؟".

كما أكد المالكي أن الشعب الفلسطيني يواجه تهديدا وجوديا، "فمع كل الحديث عن تدمير إسرائيل، فإن فلسطين هي التي تواجه خطة لتدميرها، تنفذ في وضح النهار، وتسن في قوانين وسياسات، وينفذها الجنود والمستوطنون بوحشية. يتم محونا عن الخريطة بكل ما للكلمة من المعنى".

وشدد المالكي على أن إسرائيل تحاول حاليا "إنجاز المهمة" التي بدأتها في النكبة منذ 75 عاما، بدلا من الاقتناع بأنه "لا يمكن لأي قوة على وجه الأرض أن تقتلع الفلسطينيين من فلسطين، ولا فلسطين من قلوب الفلسطينيين أينما كانوا".

الصين: السبيل الوحيد للخروج من الصراع  الإسرائيلي الفلسطيني هو حل الدولتين

قال وزير خارجية الصين وانغ يي، الذي تتولى بلاده رئاسة المجلس لشهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بصفته الوطنية، إن السبيل للخروج من الأزمة والصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين يمر عبر الحل القائم على وجود دولتين.

وقال الوزير إن "الحوار والتفاوض هما أفضل وسيلة لإنقاذ الأرواح"، مضيفا أنه في مفترق طرق الحرب والسلام، يجب على المجتمع الدولي أن يعمل على إيجاد حل.

وأضاف الوزير الصيني أن "استئناف القتال سيتحول على الأرجح إلى كارثة تشمل المنطقة بأكملها"، معربا عن أمله في أن يكون التوقف بداية لوقف إطلاق النار عن طريق التفاوض.

وقال انه لابد من حماية المدنيين من خلال اتخاذ إجراءات أكثر قوة، ويتعين على الأمم المتحدة أن تلعب دوراً أعظم في الجهود الإنسانية في غزة، معلنا أن الصين سوف تقدم حزمة أخرى من المساعدات.

وأكد وزير الخارجية الصيني على أن حل الدولتين يظل هو الطريق إلى السلام وأن تنفيذ حل الدولتين هو وحده القادر على استعادة السلام، داعيا إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية في هذا الصدد، بما في ذلك استئناف المفاوضات المباشرة.

وقال إنه يتعين على مجلس الأمن أن يتحمل مسؤوليته ويستجيب للدعوات لاتخاذ مزيد من الإجراءات على وجه السرعة، مضيفا أن الصين قدمت ورقة حول حل الصراع.

قطر: لقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات حقيقية نحو السلام

وقال رئيس الوزراء، وزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن الفلسطينيين "مروا بالجحيم" في الأسابيع الماضية.

وأضاف أن بلاده بدأت اتصالات وثيقة لوقف إراقة الدماء، مشيرا الى المفاوضات رفيعة المستوى الأخيرة التي لعبت فيها قطر دورا مركزيا، موضحا أن الاتفاق أدى إلى تمديد الهدنة ومهد الطريق لإيصال المزيد من المساعدات إلى القطاع.

وقال إنه يتطلع إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات من قبل مجلس الأمن، بما في ذلك إنشاء آلية مراقبة للإشراف على توزيع المساعدات.

وشدد على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني قبل كل شيء، دون ازدواجية المعايير، مضيفا "لقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات حقيقية نحو السلام".

وقال "إن أي محاولة لتجنب اتخاذ إجراءات مباشرة لن تؤدي إلا إلى تصعيد العنف"، مشددا على أننا "ندعو للسلام، ولن تنعم المنطقة بالسلام والأمن دون قيام الدولة الفلسطينية".

الإمارات: لا يمكن تحقيق السلام دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي

وقال وزير الدولة الإماراتي، ممثل المجموعة العربية في مجلس الأمن، خليفة بن شاهين المر إن تحقيق السلام المستدام في الشرق الأوسط لن يكون ممكنا دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي الفلسطينية والعربية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في الأمن والسلام والاعتراف المتبادل.

وأضاف شاهين أن الهدنة الحالية في غزة هي "بارقة أمل"، مؤكدا أهمية الإحاطة التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة بشأن التقدم المحرز فيما يتعلق بالمساعدات، لكنه قال إنه من الضروري تحسين آليات المساعدة "بطريقة مستدامة وعلى نطاق كاف".

وقال شاهين إن الأحداث الأخيرة أظهرت ضرورة توقف المجتمع الدولي عن مجرد إدارة هذا الصراع، مضيفا أنه بدلا من ذلك يجب أن نعمل على إحياء الأمل في إمكانية التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية.

الولايات المتحدة: "حل الدولتين" الطريق الوحيد لإنهاء "دائرة العنف"

وقالت السفيرة الأميركية ليندا توماس جرينفيلد، إن التوقف المؤقت قدم "بصيص أمل" مضيفة انه وعلى الرغم من أهمية العمل الذي نقوم به في هذه القاعة، إلا أنه في كثير من الأحيان يحدث التقدم خارج هذه الجدران".

وأعربت السفيرة جرينفيلد عن قلقها من أن الصراع قد يمتد، بما في ذلك في لبنان، إلى جانب تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية".

وقالت "نحن بحاجة إلى حل الدولتين"، مشددة على انها "الطريق الوحيد لإنهاء دائرة العنف هذه، مرة واحدة وإلى الأبد. داعية الجميع للعمل سوية مع وجوب الالتزام بالدبلوماسية، وبذل قصارى الجهد للوفاء بوعد السلام والأمل في مستقبل أكثر إشراقًا."

المملكة المتحدة: كل خسارة في أرواح المدنيين الأبرياء تشكّل مأساة

وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية البريطانية، اللورد طارق أحمد، إنه بينما يتطلع العالم إلى الشرق الأوسط، فإن "مأساة تتكشف أمام أعيننا".

وأكد أحمد أمام مجلس الأمن الدولي، أن كل خسارة في أرواح المدنيين الأبرياء تشكّل مأساة و "كل حياة مهمة – إسرائيلية أو فلسطينية".

وأضاف "نحزن بشكل جماعي أيضًا على فقدان جميع الأرواح البريئة، بما في ذلك أرواح موظفي الأمم المتحدة الذين يقدمون المساعدات الحيوية المنقذة للحياة في غزة".

أبو الغيط: كل يوم يمُر مع استمرار العدوان الإسرائيلي يبعدنا عن سلامٍ مستدام في المستقبل

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن كل يوم يمُر مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يبعدنا عن سلامٍ مستدام في المستقبل، مضيفا أن هذا القتل والتدمير بالجملة من ناحية والعقاب الجماعي الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي من ناحية أخرى يزرع الكراهية والغضب في فلسطين والمنطقة لسنوات قادمة ويترك جراحا مفتوحة لن تندمل بسهولة.

وأشار أبو الغيط في كلمته أمام مجلس الأمن إلى أن الساعين من أجل السلام عليهم إدراك الخطورة الكبيرة التي ينطوي عليها استمرار حرب مفتوحة تُدار بهذا الشكل، لافتا إلى أن ثمن هذه المذبحة المستمرة لا يدفعه فقط المدنيون الفلسطينيون والأطفال والنساء الذين يفقدون حياتهم أو حياة أحبائهم، وإنما سندفعه جميعا في مستقبل الأيام.

وأضاف أنه من الضروري العمل على وقف الحرب، بشكل فوري وتحويل الهدنة الإنسانية إلى هدنة مطولة ووقف كامل لإطلاق النار، وضمان استعادة الهدوء، ومساعدة الناس في غزة على استعادة الحد الأدنى من حياتهم الطبيعية، فهذه مسؤولية مجلسكم في المقام الأول ليس فقط تجاه ملايين المدنيين في غزة، ولكن  نحو مستقبل السلام والاستقرار في المنطقة .

وأكد أن معالجة الكارثة الإنسانية التي تخلفها آلة الحرب الإسرائيلية، والتي تتكشف مدى فظاعتها كل يوم، هي أيضا مسؤولية عالمية عاجلة وُملحة فلقد رأينا الناس في غزة وهم يحاولون العودة إلى أطلال بيوتهم التي تهدمت في شمال القطاع ورأينا كافة نظم الحياة وهي تتداعى بعد خمسين يوما من القصف الشامل، فلقد تحولت الغالبية الكاسحة من سكان غزة إلى نازحين داخل بلدهم بلا مأوى وبدون الحد الأدنى من مقومات الحياة.

وأوضح أن إدخال المساعدات الإنسانية، في إطار آلية مستدامة وناجزة، يُمثل الفارق بين الحياة والموت لملايين السكان المكدسين في خيم الإيواء ومدارس الأونروا في الجنوب.

وقال أبو الغيط، إن الكثيرين يغفلون حقيقة أن ما يدخل غزة من مساعدات يمثل أقل من الحد الأدنى المطلوب من احتياجات سكانها، ولا يعني ذلك سوى حكم بالإعدام على مئات الآلاف من الناس، ولا يعني سوى المجاعة وانتشار الأوبئة، مشددا أنها مسؤوليتكم في هذا المجلس.

 كما أعرب عن تطلعه إلى قرار سريع يمهد الطريق أمام دخول المساعدات والمواد الأساسية اللازمة لإعاشة البشر من غذاء ودواء وكساء ووقود عبر آلية سريعة وناجزة تواكب خطورة الكارثة الإنسانية المروعة وتمنع وقوع السيناريو المرفوض والمتمثل في الموت جوعا أو مرضا بدلاً من الموت قصفا.

وأوضح أنه برغم أن وقف العدوان الإسرائيلي هو أولوية مُطلقة كما حددتها القمة العربية الإسلامية إلا إننا لسنا بغافلين عن ضرورة النظر إلى المستقبل، كما أدعو مجلسكم أيضا إلى أن يمد نظره إلى الأفق السياسي لهذا الوضع المؤلم فمهما كان الحاضر الذي نشهده مؤلما بل مُخزيا فإن المستقبل لا يعني سوى شيء واحد وهو الضرورة الحتمية لبزوغ الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال، إن إنفاذ هذا الحل وتحقيقه على الأرض يتطلب في الأساس مواجهة شجاعة وحاسمة مع الاحتلال ومع أوهامه المتجذرة في الاحتفاظ بالأرض وتحقيق الأمن معا، وهذا طريق  دولة فصل عنصري، بلا حقوق للشعب الفلسطيني من أي نوع وبلا أفق سياسي يتطلع إليه الفلسطينيون، وهي مرفوضة قطعا من العالم كله.

وأضاف أن الطريق إلى حل الدولتين لا يمر عبر مفاوضات لا تنتهي، ولكن من خلال إرادة دولية حاسمة لإنفاذ هذا الحل وتحويله إلى واقع في أسرع وقت عبر إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، معتقدا أن الحرب الحالية ضد الشعب الفلسطيني في غزة تفتح أمامنا نافذة يتعين إغتنامها قبل أن تُغلق، فإننا ننشد تسوية تضمن ألا تتكرر هذه المآسي .

وقال، إن التسوية ستكون فقط ممكنة إذا اجتمعت الإرادة الدولية على تحويلها إلى واقع عبر مؤتمر دولي  يرسم مسارا محددا وبأفق زمني واضح وفي أجل قريب لإنهاء آخر احتلال عسكري إستيطاني ممتد على وجه الأرض، وإقامة الدولة الفلسطينية، وتحقيق إنفصال سلمي بين الشعبين، وبضمانات أمنية من المجتمع الدولي بهدف استدامة هذه التسوية.

إندونيسا: الهدنة الإنسانية في غزة ضيقة للغاية وهشة

قالت وزيرة خارجية إندونيسيا، ريتنو مارسودي، إن الهدنة الإنسانية في غزة ضيقة للغاية وهشة.

وأضافت مارسودي إن الهدنة "لن تكون قادرة على خلق وضع أفضل في غزة".

ودعت مارسودي مجلس الأمن إلى التحرك للحفاظ على الثقة في النظام المتعدد الأطراف، مضيفة أنه يجب عليه ضمان عدم عودة العداء للانتقام فيما "يتعين تجاوز الهدنة الإنسانية إلى وقف دائم لإطلاق النار".

وشددت أيضا على أهمية حل الدولتين، مشيرة إلى أن هذا هو الوقت المناسب لاستئناف عملية السلام.

وقالت: "بينما نحتفل باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام، دعونا ألا نغض الطرف أو نبقى صامتين أمام نضال الأبرياء في غزة الذين خطيئتهم الوحيدة أنهم ولدوا فلسطينيين".

فرنسا تدعو إلى وقف عنف المستعمرين في الأرض الفلسطينية المحتلة

ودعا المندوب الفرنسي في مجلس الامن، نيكولا دي ريفيير، إسرائيل إلى وقف عنف المستعمرين في الأرض الفلسطينية المحتلة، معربا عن قلقه من أنه ما لم يتم اتخاذ إجراء، فإن الصراع قد يمتد إلى جميع أنحاء المنطقة.

وأضاف دي ريفيير "من أجل وضع حد لدوامات العنف، يجب أن يكون هناك إعادة إطلاق لعملية سلام ذات مصداقية"، مضيفا أن "المزيد من المماطلة سيؤدي بلا شك إلى تصعيد العنف:,

وأكد المندوب الفرنسي أن إقامة دولة فلسطينية هي السبيل الوحيد للمضي قدما.

مالطا تجدد التزامها بحل الدولتين

وقالت مندوبة مالطا لدى الأمم المتحدة، فانيسا فرايزر، إن "تجنب اندلاع حريق إقليمي في الشرق الأوسط أمر في غاية الأهمية".

وأعربت فرايزر حيث بلادها عضو غير دائم في مجلس الأمن عن قلقها إزاء العنف في الضفة الغربية المحتلة.

وقالت إنه لا يمكننا العودة إلى المزيد من إراقة الدماء وانعدام الأمن، مكررة دعوة الأمين العام إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

وأكدت مالطا من جديد التزامها بحل الدولتين على طول حدود ما قبل 1967، بما يلبي التطلعات المشروعة لكلا الجانبين، مع اعتبار القدس عاصمة مستقبلية للدولتين، بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمعايير المتفق عليها دوليا.

روسيا تنتقد "المعايير المزودجة الصارخة" للغرب تجاه الشعب الفلسطيني

وقال السفير والممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إنه و منذ أكثر من شهرين، يجتاح الشرق الأوسط صراع بأبعاد توراتية.

وأضاف نيبينزيا "ليس من قبيل المبالغة القول إنها أصبحت واحدة من أكثر الصراعات الإقليمية فتكاً في العقود الأخيرة"، مشيرا إلى تأثيرها المدمر على المدنيين، وخاصة الأطفال.

وشكك نيبينزيا في "المعايير المزدوجة الصارخة" التي تتبعها الوفود الغربية تجاه الشعب الفلسطيني، متسائلا: "كم مرة طلبت الوفود الغربية عقد اجتماعات لمجلس الأمن بشأن أوكرانيا؟، الجواب هو على الأقل مرتين في الشهر"، و"كم مرة طلبت هذه الوفود عقد اجتماعات لمجلس الأمن بشأن الشرق الأوسط؟ صفر."

كما تساءل: "لماذا أنتم خجولون إلى هذا الحد، أم أن مصير السكان الفلسطينيين أقل إثارة للاهتمام بالنسبة لكم من منظور سياسي داخلي في عواصمكم؟".

الأردن: الاحتلال والسلام نقيضان لا يجتمعان

وقال نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي: "ثلاثة وثلاثون يوما مضت منذ جئت وزملاء آخرون نطلبكم قرارا يفرض وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المُحتل. لم يصدر القرار. ولم يتوقف العدوان. استشرس أكثر. وزاد همجية، ودموية، ووحشية".

وأضاف: "اعتبرت إسرائيل صمت المجلس على عدوانها تغطية لجرائمها، فسرقت حياة 3750 طفلاً فلسطينيا آخر منذ اجتماعنا في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، ليصل عدد الأطفال الذين ارتقوا نتيجة عدوانها إلى 6159 من دون إحصاء من يزال منهم مدفونا تحت الأنقاض، ومن دون عد، 61 طفلاً ارتقوا منذ بدء العدوان في الضفة الغربية، وآخرهم آدم سامر الغول (8 أعوام)، وباسل سليمان أبو الوفا (15 عاما) قتلهما الاحتلال" اليوم في جنين.

وتابع: "بعض هؤلاء الأطفال قتله فسفور الاحتلال الأبيض. بعضهم قتله مرض منعت إسرائيل وصول دوائه.

وآخرون ارتقوا في ركام بيوت دمرتها قنابل إسرائيل الدقيقة. دمهم نور. دمهم حـــق".

وقال الصفدي: "هذه هي العدوانية الإسرائيلية الانتقامية الفجّة، التي ما يزال البعض يبررها دفاعا عن النفس، في تجاوز آخر للقانون الدولي، الذي ينص حاسما، أن لا حق لمحتل في الدفاع عن النفس".

وأضاف: "هذه هي الانتقامية التي قتلت 15 ألف فلسطيني من أهل غزة، والتي لم تسمح منذ الحادي والعشرين من الشهر الماضي بدخول إلا حوالي 4775 شاحنة مساعدات، أي ما لا يكاد يغطي حاجة ثلاثة أيام ونصف خلال 38 يوما حسب تقديرات الأونروا، التي قالت إن قطاع غزة المحاصر يحتاج 800 شاحنة من المساعدات يوميا".

وتابع وزير الخارجية الأردني: "تغذي هذه المجزرة غرائز عنصريين إسرائيليين اعتادوا نكران إنسانية الفلسطينيين، وجعلوا منابرهم الوزارية والبرلمانية منصات كراهية، تنطلق منها سياسات قتل الفلسطينيين، وتشريدهم، وتهجيرهم، وتجويعهم، وانتهاك حرمة مقدساتهم، واستباحة حقهم في الحياة، وحقهم في الكرامة، وحقهم في الحرية، مشيرا إلى أن "من يريد حماية شعبه، لا يسرق حياة شعب آخر، ويسلح المستوطنين، ويحمي إرهابهم. من يريد أمن شعبه، لا يستعمر أرض شعب آخر، ويسجن أطفاله، من دون محاكمة، وبلا رحمة".

وأكد أن "الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية هو سبب الصراع، وهو أساس الشر. زواله هو سبيل الأمن، وطريق السلام، للفلسطينيين، وللإسرائيليين ولكل شعوب المنطقة".

وقال الصفدي: "يكذب من يقول لكم إن الصراع ديني. يحاول عبثا أن يزور التاريخ، وأن يزور الراهن الذي تتحدى بشاعته التي يفاقمها الاحتلال بدم الأبرياء، ومعاناتهم إنسانيتنا المشتركة. هناك صراع لأن هناك احتلال غاشم، وظلم سافر، سرق ماضي شعب كامل، ويدمر حاضره، ويحاصر مستقبله في ضيق قمعه وكراهيته".

وشدد على أن "التنمر أداة منعدم الحجة، وفاقد المنطق، وهشيش الطرح. لا تذعنوا لتنمر من اعتمد البطش منهجا، فيهاجم أمين عام الأمم المتحدة، مرة، واليونسيف وهيئة الأمم المتحدة للمرأة مرة أخرى، وكل من يقول لا للقتل، ولا للتجويع، ولا للحصار، ولا لخرق القانون الدولي".

وأضاف: "نحن، العرب، قدمنا طرحاً كاملاً لسلام كامل ينعم في ظله الفلسطينيون والإسرائيليون بالأمن. مبادرتنا العربية تعود للعام 2002. ماذا قدمت إسرائيل التي رفضت مبادرتنا لتحقيق السلام لتجلب السلام لشعبها وللفلسطينيين؟ ماذا فعلت غير تكريس الاحتلال؟".

وطالب مجلس الأمن بفرض وقف النار لينته العدوان، وأن يفرض المجتمع الدولي زوال الاحتلال لينته الصراع، قائلا: "كلكم تدعمون حل الدولتين، الذي يعني، تعريفا، انتهاء الاحتلال. عملية سلمية جديدة تمتلك إسرائيل قدرة جعلها مفاوضات عبثية لن تنتج هذا الحل".

وأضاف: "ثمة سبيلٌ واحدٌ للسلام الذي ننشده جميعاً، وهو أن يعتمد مجلس الأمن قراراً ملزماً يعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة بحدود الرابع من حزيران 1967، ويفرض أيضاً إطلاق خطوات محددة الزمن لتنفيذه، ويمنع الخطوات الإسرائيلية الأحادية اللاشرعية، التي تكرس الاحتلال، وتقتل فرص السلام، والإيمان به".

وأكد أن "استجابة إسرائيل لهذا القرار تحقق السلام والأمن للإسرائيليين وللفلسطينيين، وتضع المنطقة على طريق مستقبل لا خوف فيه، ولا قهر، ولا كره. رفضها يعني إصرارها على أن يظل الصراع مصير منطقتنا، ويجب أن يضعها في مواجهة فعل دولي لاجم، يحاصر غطرستها، ويعاقب تعنتها، ويجعل كلفة احتلالها عالية حد استحالة استمراره".

وتابع: "بغير ذلك، سيبقى الصراع، وستتفجر بعد الحرب على غزة حروب، فللحرية باب، في كل زمان، وفي كل مكان".

وقال الصفدي إن "إسرائيل أحبطت جهد تحقيق السلام على مدى الثلاثين عاما الماضية، فحالت دون المنطقة وحقها بالأمن والاستقرار. لا تسمحوا لها أن تُغرق المنطقة في دوامات دم وصراع لثلاثين سنة أخرى. إرادة الحياة أقوى من غرائزية القتل. فطرة الحرية أصلب من نزعة البطش".

وأضاف: "ما إن أتاحت الهدنة للفلسطينيين مساحة تنفس حتى سار غزيون شمالاً نحو حواريهم المدفونة بركام بيوتهم. ما إن توقفت قنابل إسرائيل عن تدمير غزة حتى خرج أطفالها إلى شوارعها يلعبون، ويحلمون. ما إن دفن وائل الدحدوح زوجته وابنته وابنه وحفيدته الرضيعة حتى امتشق مايكرفونه، يحكي صمود شعبه، الشعب الفلسطيني، الذي يريد العدالة، ينشد الحرية، يطلب الحق، ويستحق الحياة".

وتابع: "اليوم، هو اليوم الدولي للتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني. ليكن التضامن حقيقيا، ينهي سفك دم أبنائه في غزة وفي الضفة الغربية، ويؤكد له أن العالم يقف مع حقه في الحرية، وتقرير المصير، وضد الاحتلال، وظلم الاحتلال. الاحتلال والسلام نقيضان لا يجتمعان. الاحتلال والأمن ضدان لا يلتقيان".

وقال وزير الخارجية الأردني: "نحن نريد السلام عادلاً وشاملاً ودائماً، سلاماً سبيله الوحيد هو إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، والقدس المحتلة عاصمة أبدية لها، على خطوط الرابع من حزيران 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".

وأضاف: "هذا السلام، حق لكل شعوب المنطقة، حق للفلسطينيين وحق للإسرائيليين. طريقه واضحة، وتحقيقه مسؤولية دولية. قفوا بوجه من يحول دونه. افرضوا هذا السلام".

 

السعودية: الوقت قد حان لصدور اعتراف دولي بدولة فلسطين المستقلة

وقال وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله إن "هذا اللقاء في المجلس تكرّر للمرة الثانية تحت ظل ذات الظروف العصيبة والمؤلمة في قطاع غزة، وأنه ومنذ الجلسة السابقة، وصل مجموع الضحايا المدنيين في غزة إلى أكثر من 14 ألف قتيل، 67% منهم من النساء والأطفال، كما تعدى مجموع النازحين المليون ونصف المليون شخص، هُجّروا من منازلهم نتيجة التصعيد العسكري المريع لقوات الاحتلال الإسرائيلي، في انتهاك متواصل لمواثيق وقرارات الشرعية الدولية، ومبادئنا الإنسانية المشتركة".

وشدد على أن "الغياب التام لآليات المحاسبة الدولية هو السائد في ظل عجز هذا المجلس عن اتخاذ أيَّ إجراءات رادعة أمام هذه الانتهاكات".

 وأشار إلى أن استضافة المملكة للقمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض، بتاريـخ 11 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، يأتي انطلاقا من رفض المملكة القاطع لهذا الواقع المرير، وضرورة التحرّك لإنهائه، وأن القرارات الصادرة عن هذه القمة الاستثنائية تمثل إرادة الشعوب العربية والإسلامية، والتي تسعى لحقن الدماء، وإيصال المساعدات دون قيود، وإيقاف الانتهاكات، وتجاوز الأزمة والمعاناة غير المبررة في فلسطين، والوقوف بجانب الشعب الفلسطيني لتحقيق مطالبه المشروعة باستعادة أراضيه المحتلة وإقامة دولته المستقلة.

 وأوضح أن رسالة القمة العربية والإسلامية المشتركة واضحة وموحّدة، وهي: وقف فوري ودائم لإطلاق النار يؤسس لعملية سلام جادة وذات مصداقية، مضيفًا أن "على الدول التي تنشُد السلام والعدالة، وتسعى للحفاظ على شرعية ومتانة النظام الدولي، الذي اهتزت مصداقيته إثر تعاطيه البطيء مع هذه الأزمة الإنسانية، أن تضم أصواتها إلى أصواتنا".

 وأعرب عن ترحيب المملكة بالهدنة الإنسانية، موضحا أن هذه الخطوة غير كافية، بالذات في ظل القيود المستمرة على عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة.

 وطالب وزير الخارجية السعودي، بضرورة إيصال المساعدات بشكل مستمرٍ ومستدامٍ وكافٍ، دون قيود غير مبررة وتعقيدات إضافية، لأنّ وضع المدنيين لم يعد يستحمل أي تأخير في وصول المساعدات الماسّة إليهم، مع ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2712 بشكلٍ كامل، والبناء عليه بوقف شامل وفوري لإطلاق النار، وأن الهدنة لا تعفي الجانب الإسرائيلي من مسؤولياته في إطار القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، كما أن الذرائع الواهية للدفاع عن النفس غير مقبولة وغير معقولة في ظل مشاهد المآسي الإنسانية المتكررة بشكل يومي في غزة.

 وشدّد على أن السماح باستمرار التصعيد العسكري فور انقضاء الهدنة، والرجوع خطوتين إلى الوراء، سيشكّل وصمة عار على منظمة الأمم المتحدة، وعلى مجلس الأمن.

 وقال: "سمعنا خلال هذه الجلسة أن الماء والغذاء والدواء لن تفضي بنا إلى حل، إذاً ماذا سيفضي بنا إلى الحل؟ مزيدٌ من الموت، مزيدٌ من المعاناة للمدنيين، لا ، إن ما يقرّبنا من الحلّ هو وقف لإطلاق النار، واستجابة إسرائيل لمساعي السلام التي استمرت لعقود".

 وأضاف أن "المملكة العربية السعودية قدّمت خطة السلام العربية في قمة فاس العربية عام 1982م؛ كما قدّمت مبادرة السلام العربية في قمة بيروت العربية عام 2002م، وأيدتها منظمة التعاون الإسلامي؛ كما اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل عام 1993م. فأين خطة السلام الإسرائيلية؟ وأين الاعتراف الإسرائيلي بدولة فلسطين؟ نحن دعاة سلام، ولطالما كان السلام خيارنا الإستراتيجي، ونريده أن يكون خيار الجانب الآخر أيضاً".

وطالب في ختام كلمته على أن "الوقت قد حان لصدور اعتراف دولي، بقرار من مجلس الأمن، بدولة فلسطين المستقلة، وأن تنال العضوية الكاملة في الأمم المتحدة"، مجدداً الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام، برعاية الأمم المتحدة، تنطلق من خلاله عملية سلام جادّة وذات مصداقية تكفل تنفيذ حلّ الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية.

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024