المرشحان لانتخابات رئاسة الجمهورية اللبنلنية أزعور وفرنجية؟
نشر بتاريخ: 2023-06-14 الساعة: 23:06
وكالات / أخفق أعضاء البرلمان اللبناني للمرة الـ12 في انتخاب رئيس جديد للبلاد، مايهدد بإغراق البلاد في فراغ طويل الأمد في السلطة.
وبلغت المواجهة في الانتخابات الرئاسية ذروتها بين حزب الله وحركة أمل وحلفائهما المؤيدين لترشيح سليمان فرنجية زعيم تيار المردة من ناحية، والقوى المسيحية الرئيسية (التيار الوطني الحر، والقوات اللبنانية، وحزب الكتائب)، والحزب التقدمي الاشتراكي، مع مؤيدين مستقلين، الذين يؤيدون ترشيح جهاد أزعور، الوزير السابق والمسؤول في صندوق النقد الدولي.
وما زال لبنان بلا رئيس دولة منذ أكثر من سبعة أشهر، وكانت المحاولة السابقة لانتخاب رئيس قد جرت في 19 يناير/كانون الثاني.
ولم يحظ أي من المرشحين في تصويت اليوم الأربعاء بالدعم الكافي لتجاوز خط 64 صوتا، إذ حصل أزعور على 59 صوتًا وفرنجية على 51 في البرلمان المؤلف من 128 مقعدا.
ويُنتخب رئيس الجمهورية في لبنان في دورة التصويت الأولى بأغلبية الثلثين، أي 86 نائبا، ويُكتفى بالغالبية المطلقة (النصف +1) في الدورات التالية، بحسب المادة 49 من الدستور اللبناني.من هما مرشحا الرئاسة في لبنان؟
وحضر جميع النواب التصويت، لكن كثيرين غادروا القاعة بعد وضع أوراق اقتراعهم في الصندوق، وفقد النصاب القانوني قبل أن تبدأ جولة ثانية من التصويت.
وقال رئيس مجلس النواب، نبيه بري، في بيان إن "التوافق والحوار فقط" سيسرعان بانتخاب رئيس دون أن يحدد موعدا لاقتراع جديد.
فمن هما المرشحان الأساسيان؟
1) جهاد أزعور
ولد جهاد أزعور في عام 1966، ويحمل إجازة في القانون، وشهادة الماجستير في العلوم المالية من فرنسا. وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من الولايات المتحدة.
وكان أستاذا جامعيا، ثم خبيرا في صندوق النقد الدولي. كما عمل في البنك الدولي.
وشغل منصب وزير المالية في لبنان فيما بين عامي 2005 و2008 في حكومة فؤاد السنيورة خلال تولي إميل لحود رئاسة البلاد.
وقال أزعور عندما أعلن عن ترشيحه لمنصب الرئيس، إنه يريد "المساهمة في حل" أزمة وليس خلق أزمة، مضيفًا أنه "لا يتحدى أحدا".
وأضاف أنه يريد بناء وحدة وطنية، وتنفيذ إصلاحات في بلد غارق في أعمق أزمة منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
ماذا قالوا عنه؟
ويحظي أزعور بدعم حزب الكتائب المسيحي، وتأييد الحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة عائلة جنبلاط، الممثل للدروز، وبعض نواب السنة.
ووصف سامي الجميل، رئيس حزب الكتائب المسيحي، دعم أزعور الأربعاء بـ"انتفاضة" على "الإملاءات والتهديدات"، مشيرا بذلك إلى اتهامات بسعي حزب الله لفرض مرشحه المفضل، سليمان فرنجية.
ولوح البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأحد إلى تأييد أزعور، بعد اتفاق القوى المعارضة عليه، خاصة أكبر كتلتين مسيحيتين في البرلمان، وهما حزب "القوات اللبنانية" برئاسة سمير جعجع، و"التيار الوطني الحر"، برئاسة النائب جبران باسيل. قائلا إنه يتمتع بشخصية توحي بالثقة الخارجية والداخلية.
لكن "حزب الله" و"حركة أمل" ترفضان بشدة تأييد أزعور، الذي يرتبط اسمه بمرحلة حكومة السنيورة المعارضة بشدّة لـ"حزب الله"، وبالسياسات المالية التي انتهجتها، خاصة الضريبية التي أثرت سلبيا في الشعب اللبناني.ويقول بعض ممثلي "حزب الله" و"حركة أمل" إنه مرشح تحد، واستفزازي، والهدف من وراء ترشحه إلغاء ترشيح فرنجية، وقطع الطريق على وصوله إلى سدّة الرئاسية.
وكثف مفتي لبنان الشيعي الشيخ أحمد قبلان الهجمات على أزعور الأحد دون أن يسميه، متهما إياه بدعم إسرائيل، قائلا: "لن يُسمح برئيس بخاتم أمريكي".
2) سليمان فرنجية
أما المرشح الثاني، سليمان طوني فرنجية فينحدر من سلالة حاكمة، مثل العديد من الشخصيات السياسية البارزة في لبنان، وهو نائب ووزير سابق ويتمتع بعلاقة وثيقة مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وينتمي إلى عائلة سياسية عريقة فجده هو الرئيس اللبناني الراحل سليمان فرنجية ووالده هو النائب والوزير طوني فرنجية. ويرأس سليمان فرنجية تيار المردة المنتمي حاليا إلى المعارضة، وهو عضو حالي في البرلمان.
وولد سليمان فرنجية في عام 1965. وتلقى تعليمه في مدارس فرنسية في لبنان، وكان وجوده في مدرسة بيروتية هو الذي أنقذ حياته من موت محتم في مجزرة إهدن التي قتل فيها والده النائب والوزير الراحل، طوني فرنجية، ووالدته فيرا، وأخته ابنة الثلاث سنوات جيهان على يد الكتائب اللبنانية.
واشتغل سليمان بالسياسة في سن الشباب، وهو يؤمن بمتانة العلاقة مع سوريا، مستكملا بذلك ما ربط بين جده الرئيس السابق سليمان فرنجية والرئيس السوري حافظ الأسد من علاقات وطيدة. وكان اول من سلم سلاح "مليشيا المردة" للدولة اللبنانية.
وعين عضوا في المجلس النيابي عام 1991 بعد اتفاق الطائف، وكان حينها أصغر نائب في البرلمان، وظل يشغل مقعده في المجلس النيابي حتى انتخابات عام 2005الأخيرة، التي لم يفز فيها.
وشارك في الحكومة لأكثر من مرة، وشغل أكثر من حقيبة، من بينها وزارة الصحة العامة، ووزارة الإسكان والتعاونيات ثم وزارة الداخليه والبلديات، التي استمر وزيرا فيها حتى استقالت الحكومة في 2004بعد اغتيال رفيق الحريري.
ويعد فرنجية من أكبر المعارضين لحكومة فؤاد السنيورة و تحالف 14 آذار وخصوصا القوات اللبنانبة التي يتهم قائدها سمير جعجع بالضلوع في قتل والده.
ولكنه في المقابل يحافظ على علاقة جيدة بالرئيس السابق ميشال عون، وبزعيم حزب الله حسن نصر الله.وهو يطالب بحكومة وحدة وطنية وسن قانون انتخابي جديد.
ماذا قالوا عنه؟
يقول النائب اللبناني عاصم قانصوه، عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي: "إذا تمكن فرنجية من اعتلاء سدّة الرئاسة في لبنان فسيكون لنا عندئذ أسد في سوريا وشبل في قصر بعبدا"..
وكان إعلان زعيم تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري عن تبنيه ترشيح فرنجية للرئاسة صدمة للحلفاء والخصوم.
ويقول مراقبون إن الحريري وضع بهذا الإعلان حلفاءه في تجمع قوى 14 آذار، خاصة حزبي "الكتائب" و"القوات اللبنانية" في وضع حرج، دون أن يترك لهم فرصة إعطاء الرأي في التسوية السياسية التي يعمل على بلورتها.
ويدعم حزب الله، فرنجية باعتباره صديق الرئيس السوري بشار الأسد الذي يدعم بقوة حق حزب الله في امتلاك السلاح.
وكانت تقارير صحفية لبنانية قد أشارت سابقا إلى أن اسم فرنجية طرحته الإدارة الفرنسية، لا سيما الرئيس إيمانويل ماكرون.
وكان مسؤولون في حزب الله قد اتهموا من يقفون وراء تأخير ترشيح فرنجية بإطالة أمد الأزمة وخدمة الغرب.
وقال النائب حسن فضل الله المنتمي لحزب الله اليوم الأحد "نقول لهم لا تتعبوا أنفسكم وتهدروا الوقت، فلن يصل مرشح التحدي والمواجهة إلى بعبدا أيا يكن اسمه"، دون أن يذكر اسم أزعور.
ويرتبط حزب الله وحلفاؤه بعلاقات وثيقة مع إيران والحكومة السورية، بينما يرتبط خصومهم من المسيحيين وبعض المسلمين السنة بعلاقات قوية في العادة بالغرب ودول الخليج.
وتحذر واشنطن بأنها تدرس فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين لاستمرارهم في عرقلة انتخاب رئيس جديد وتقول إن حالة الشلل لن تؤدي إلا إلى تفاقم أزمات البلاد.
mat