القائد المفكر الشهيد / خالد الحسن (أبو السعيد)عضو اللجنة المركزية لحركة فتح
نشر بتاريخ: 2023-01-22 الساعة: 15:00
ولد المناضل والمفكر الفلسطيني خالد محمد سعيد الحسن "أبو السعيد" في قرية "إجزم" جنوبي مدينة حيفا في 13 شباط 1928في منزل العائلة على سفح جبل الكرمل بجانب وقف الخضر، وهو وقف لعائلة الحسن
وحصل على شهادة (المترك) من مدارسها. عام 1947م أرسله والده إلى لندن لدراسة الاقتصاد في (لندن سكول)، إثر نكبة عام 1948م وتشريد الشعب الفلسطيني من دياره.
هُجِرَت أسرته إبان النكبة في العام 1948 من حيفا إلى مدينة صيدا اللبنانية، لكنه تخلف عنها لأن السلطات البريطانية اعتقلته ونقلته إلى معسكر اعتقال في مصر فرّ منه، ثم التحق بأسرته في صيدا، وبعد ذلك انتقلوا جميعا إلى العاصمة السورية دمشق في العام 1950 حيث عمل مدرساً في المعهد العربي الإسلامي، ثم سكرتيرا شخصياً لمصطفى السباعي، أحد القادة الإسلاميين في سوريا حينها. وتزوج من السيدة نهلا ابنة الشيخ حسين الحبال.
توفي والده وهو في الرابعة عشرة من العمر، فاضطر كونه الشقيق الأكبر لترك الدراسة لإعالة عائلته المكونة من سبعة أفراد، وعمل في إحدى دوائر حكومة فلسطين أثناء الانتداب البريطاني، بينما كانت عائلته ترسم له مخططات للدراسة في لندن.
سافر إلى الكويت في العام 1952 وعمل في التجارة، ثم عمل موظفا في مجلس الإنشاء والإعمار الذي تولى مهمة تخطيط وبناء الكويت الحديثة، ثم عمل أمينا لسر مجلس بلدية الكويت. وحصل أثناء عمله في الكويت على شهادة في الإدارة والاقتصاد بالمراسلة من بريطانيا.
بعد وفاة والده تولى خالد الحسن رعاية الأسرة باعتباره أكبر أشقائه فعمل مدرساً للغة الإنجليزية في المعهد العربي الإسلامي لعدة سنوات، في عام 1959م أسس مجموعة تحرير فلسطين، ثم ساهم في تأسيس "حزب التحرير" الإسلامي؛ لكن الرئيس السوري آنذاك، أديب الشيشكلي أطبق على هذا الحزب؛ ما اضطر خالد الحسن إلى مغادرة سوريا إلى الكويت؛ حيث عمل موظفاً في "مجلس الإنشاء الكويتي"، ثم سكرتيراً لبلدية الكويت. التقى بكل من ياسر عرفات وخليل الوزير وغيرهم ممن أصبحوا فيما بعد قادة حركة فتح؛ حيث التحق بالحركة وأصبح عضواً فيها عام 1960م.
شارك خالد الحسن في أعمال المؤتمر الفلسطيني الأول الذي عقد في مدينة القدس عام 1964م عن تنظيم حركة فتح مع كل من ياسر عرفات، وزهير العلمي، ومحمود عباس، ورفيق النتشة، وخيري أبو الجبين، وكمال عدوان وهاني القدومي. وقد ضم المؤتمر الفلسطيني الأول ما لا يقل عن 15 شخصاً من حركة فتح.
كما شارك مع ياسر عرفات وخليل الوزير ورفاقهما في تأسيس وقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح" منذ العام 1957، وحافظ بعد ذلك على عضويته في اللجنة المركزية انتخابياً في جميع المؤتمرات اللاحقة لحركة "فتح". شارك في أعمال المجلس الوطني الأول في القدس في العام 1964.
أصبح خالد الحسن عضواً في اللجنة المركزية للحركة عام 1967م بعد أن تفرغ للعمل فيها. وفي عام 1969م أصبح عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن حركة فتح؛ إذ تولى منصب "رئيس الدائرة السياسية" فيها حتى العام 1971م.
تفرغ للعمل الوطني في العام 1967، وترك الكويت ليستقر في دمشق. وفي العام 1968 أعاد مع المحامي إبراهيم بكر صياغة "الميثاق القومي الفلسطيني" بقرار من المجلس الوطني الثالث، إثر موافقة فتح على دخولها إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وأقر في المجلس الوطني الرابع في العام 1968 وأصبح يسمى "الميثاق الوطني الفلسطيني"، وحين انتخب ياسر عرفات رئيسا للمنظمة، أصبح خالد الحسن عضوا في لجنتها التنفيذية في شباط/ فبراير من العام 1969، ورئيساً لدائرتها السياسية في الأعوام من 1969إلى 1974. وأصبح مفوضاً للتعبئة والتنظيم في حركة فتح في الأعوام 1971 إلى 1974. كما عمل مفوضا عاما للإعلام الفلسطيني، وكان يشرف على عدة نشرات ودوريات موجهة للرأي العام العالمي منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي حتى وفاته.
تسلم خالد الحسن مهمة "مفوض التعبئة والتنظيم" في حركة فتح منذ عام 1971 وحتى عام 1974م؛ فأثرى التنظيم بالنشرات الفكرية والأدبيات.
وانتخب رئيسا ًللجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الفلسطيني منذ العام 1968 وبقي كذلك حتى وفاته. وكلف في العام 1976 بإجراء اتصالات دبلوماسية سرية مع دول أوروبية وأميركا لإقامة علاقات رسمية معها. ونسج أوثق العلاقات السياسية مع جميع دول الخليج، وكان مهندس العلاقة مع المملكة العربية السعودية خصوصاً، وتونس والمغرب أيضاً.
تسلم منذ مطلع الثمانينيات مسؤولية الإعلام في حركة فتح، وأصدر ما يزيد عن عشرين كتابا منها: الدولة الفلسطينية شرط للسلام العادل، والاتفاق الأردني الفلسطيني، والعلاقة الإسرائيلية الأميركية، ويوميات حمار وطني، وقبضة من السلام الشائك، والقيادة والاستبداد.
أصدر أكثر من عشرين كتاباً منها: " الدولة الفلسطينية شرط السلام العادل"، " العلاقة الإسرائيلية الأمريكية"، " الاتفاق الأردني الفلسطيني"، " يوميات حمار وطني"، " لكي لا تكون القيادة استبدادا"، و" قبضة من السلام الشائك" الذي صدر باللغة الإنجليزية.
منحته دولة الكويت قد منحته جنسيتها سابقا تقديرا لإسهامه في بناء الكويت الحديثة. وانتقل وأسرته إلى مدينة الرباط عاصمة المملكة المغربية التي كانت قد منحته وعائلته جنسيتها قبل ذلك بعدة سنوات...لكن بعد حرب الخليج ، سحبت حكومة الكويت منه الجنسية الكويتية بعد أُحراق منزله الذي كان يحتوي مكتبته وأرشيفه الخاص، رغم موقفه الواضح حينها ضد الاجتياح العراقي للكويت.
توفي في الرباط في اليوم السابع من تشرين الأول عام 1994م، ووارى جسده الثرى في اليوم التاسع منه، بعد رحلة عطاء طويلة في خدمة وطنه وشعبه.ومعاناة من المرض، ليطوي ستة وستين عاما من النضال والفكر والعمل السياسي الفلسطيني. وشيعته المملكة المغربية يوم الأحد التاسع من الشهر ذاته كبطل قومي بمشاركة الرئيس ياسر عرفات وجماهير مغربية وعربية غفيرة، ووري جثمانه الثرى في مقبرة الشهداء في الرباط.
منحه الرئيس محمود عباس بنتاريخ 27 تشرين الثاني 2013 وسام نجمة الشرف من الدرجة العليا؛ تقديرًا لدوره التاريخي والنضالي كأحد القادة المؤسسين في تاريخ الثورة الفلسطينية، وتثميناً عاليا لدوره الفكري والسياسي الرصين.