الرئيسة/  فلسطينية

عاش من أجل الوطن ولم يتعيش عليه كالآخرين .. زكي في تابين الحوراني : كان الهادي والدليل على ألا نأخذ الأعداء وامتداداتهم أصدقاء

نشر بتاريخ: 2022-06-29 الساعة: 14:44

كان يحمل أفكاراً متحررة الا من عقدة حُب الوطن الذي لازمته حتى الشهقة الاخيرة .. كان جريئاً .. منطقياً .. موضوعياً . يمارس النقد البنّاء للسياسات وأشخاصها 

 إعلام فتح : اشاد عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح عباس زكي بمناقب فيصل الحوراني وبعطائه وبروحه الوطنية العروبية الانسانية 

 وقال زكي في كلمته التي القاها باسم منظمة التحرير الفلسطينية في حفل تأبين الكاتب والروائي والمثقف الحوراني  اقيم مساء امس في مقر الهلال الأحمر الفلسطيني في رام الله  : " لقد عمل فيصل بما يعمق الانتماء والحب للوطن لمن قرأ أدبياته أو شاهده في مختلف محطات حياته .. فكان الهادي والدليل أن لا تتعامل مع الأعداء وامتداداتهم وكأنهم أصدقاء .. لأنه عاش من أجل الوطن ولم يتعيش عليه كالآخرين ..

 واضاف زكي فقال :" بالبفطرة تربى على الوطنية وتعلم سبل التعبير عنها لكن تأصيل الوعي بالوطنية الفلسطينية مهمة عظيمة لم يدركها الا الكبار بالفكرة الملهمة الشغل الشاغل لفيصل الحوراني الذي برع وأبدع في تبيان عروبتها وانسانيتها بالكلمة والكتاب والدراسات التي قرنها بالفعل النضالي والسلوك القيمي فبدا للقارئ انه مركز توثيق متنقل في دماغ انسان.

ونوه الى مكانة االوطن في فكر وانتاج الحوراني فقال :" لقد  رحل راضياً عن نفسه .. لأنه عمل بما يعمق الانتماء والحب للوطن لمن قرأ أدبياته أو شاهده في مختلف محطات حياته .. فكان الهادي والدليل أن لا تتعامل مع الأعداء وامتداداتهم وكأنهم أصدقاء .. لأنه عاش من أجل الوطن ولم يتعيش عليه كالآخرين" 

 وفيما يلي النص الكامل لكلمة عضو اللجنة المركزية عباس زكي :

عائلة الراحل الكبير فيصل الحوراني .. رحمه الله ...
السيدات والسادة الحضور مع حفظ الالقاب والمسميات 

في ظل قامة عالية فقدناها في أصعب الظروف والمحطات وبعد أربعين يوماً على الرحيل الابدي لصديقنا فيصل الحوراني ... يطل علينا من عليائه وكأن لسان حاله يقول " أبقيت لكم أجمل وأقوى ما لدي من اسلحة الايمان بالوطن والقناعة بالتضحية من أجله وثقافة التعايش والتلاقح بين الافكار والجهد المشترك بدل القسمة والتشرذم وهو ما ميز تجربتي في خدمة الوطن" 
مما يجب علينا ونحن نكرم من يستحق التكريم أن نُحلق في فضائه الفكري الرحب وتجربته الفريدة في البحث عن أدق الامور في فلسطين وما يتعلق بها في الخارج وتدوينها بطريقة رائعة تصل بالقارئ الى ما اراد  وبسهولة ويسر... وهذا الضمان الحقيقي للتمترس وراء الرواية الفلسطينية ورفض التعايش  مع عدو اسقط من قاموسه معنى السلام .
ميزة هذا القائد الراحل أنه طاف العالم ورأى الأشياء العظيمة التي أثارت اعجابه ولكنها تحولت الى مشاهد عابرة أمام عظمة انتمائه الاصيل وعشقه الشاعري للوطن وحبه الخالص لفلسطين فالتحية والتثمين العالي لدوره المتوج بالوعي والادراك لما يخدم القضية الفلسطينية بشكل مدروس ودائم بعيداً عن السطحية والارتجال .
نقف كثيراً على المنابر لتأبين اعزاء راحلين الى دار البقاء ولكن من أصعب المواقف واللحظات عندما نقف لتابين مفكر سياسي وكاتب روائي ... وباحث مجاز في الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع .. ولكننا نستقوي بذاكرتنا ومشاعرنا وعواطفنا في حضرة روح الراحل فيصل الحوراني (قاريء أفكار وأعمال جمال عبد الناصر) وراسم دروب المنفى بتفاصيله الدقيقة حتى باتت مرجعاً لمأساة اللجوء وشقاء الحياة بعيداً عن أرض الآباء والأجداد.
لقد عشق فيصل وطنه فلسطين حتى أبهر الناس بمعاني الحنين .. نحن نقف أمام روح وطنية عروبية انسانية .
لقد تجاوز فيصل الحوراني الحدود والاسلاك الشائكة في مسيرته المادية الدنيوية على الارض، حتى عندما ارتقت روحه الى السماء... نعم تجاوز المحاصرين في الوطن يستهدون به كنجم ساطع لاستشراف الطريق الصحيح نحو الارض الحقيقية والوطن الابدي وجوهرة المدائن القدس... فالبفطرة تربى على الوطنية وتعلم سبل التعبير عنها لكن تأصيل الوعي بالوطنية الفلسطينية مهمة عظيمة لم يدركها الا الكبار بالفكرة الملهمة الشغل الشاغل لفيصل الحوراني الذي برع وأبدع في تبيان عروبتها وانسانيتها بالكلمة والكتاب والدراسات التي قرنها بالفعل النضالي والسلوك القيمي فبدا للقارئ انه مركز توثيق متنقل في دماغ انسان.
كان يحمل أفكاراً متحررة الا من عقدة حُب الوطن الذي لازمته حتى الشهقة الاخيرة .. كان جريئاً .. منطقياً .. موضوعياً . يمارس النقد البنّاء للسياسات وأشخاصها .. وكانت مقدرته على تسجيل نقاط مضيئة في دوائر مظلمة وغامضة لدى الساسة أصحاب القرار قد جلبت له الاحترام  ذلك أنه لم يطمح بمنصب أو منحة أو انطواء تحت جناح أحد بخلاف الساعين للتبعية والتطبيع من قادة بعض العرب الصغار مع امريكا واسرائيل .. فقد كان فيصل عربياً حراً لا يساوم وتكمن حصانته بالسير دائماً الى الامام نحو وطن يرفض فكرة الانتماء لاشخاص بل لوطن يجسد حلم الجميع ضامناً كل معاني التعددية والديمقراطية والحياة الكريمة ، وحمل فكرته هذه على جناحي الابداع الادبي والكيانية السياسية السائرة في فلك الدنيا بقوة دفع الحق التاريخي والطبيعي لايمانه العميق أن هذا الحق هو القانون الفيزيائي الطبيعي الذي سيصوب مسار اللاجئ الفلسطيني فينتقل بارداة حرة مستقلة من دروب المنافي الى دروب النضال فيعود الى مكانه حيث كان وحيث يجب أن يكون .. وحيث سيكون الى الابد الى جانب أخيه الفلسطيني الصابر الصامد المناضل المتجذر في أرض الوطن.

عائلة الراحل الكبير .. الاحباء والاصدقاء ...
فيصل رحل راضياً عن نفسه .. لأنه عمل بما يعمق الانتماء والحب للوطن لمن قرأ أدبياته أو شاهده في مختلف محطات حياته .. فكان الهادي والدليل أن لا تتعامل مع الأعداء وامتداداتهم وكأنهم أصدقاء .. لأنه عاش من أجل الوطن ولم يتعيش عليه كالآخرين ..
وما يؤلمنا أن هذا الرجل يرحل في أسوأ الاوضاع وهو يرى فلسطينيون يتعمق انقسامهم لضرب وحدة الخندق والمصير المشترك وسياسة الشد العكسي لمن خانته الشجاعة ولمن استمرأ التلذذ بمصائب شعبنا العظيم لإبقاء الاوضاع كما آلت اليه... هجوم اسرائيلي من جانب واحد رأس الحربة فيه المستوطنين شُذاذ الافاق  .
يؤلمنا أن يغادر في أردئ وضع عربي محزن اذ لم يعد للعرب وزناً سياسياً رغم كل مؤيدات القوة من حضارة ولغة وثروات مادية وبشرية تجاوزت فتوحاتها الأندلس(اوروبا) والصين .
وكل هم بعض قياداتها اليوم ادارة الظهر لأقدس مكان على الكرة الارضية مسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقيامة سيدنا عيسى ابن مريم الفلسطيني المسيح عليه السلام .
لا نعرف كيف قرأ الراحل المشهد المعقد في تحول الوطن العربي الجاذب لأهمية الموقع والمعتقد والتاريخ النضالي لشعبنا العربي العظيم ..بفعل هذا المرض اللعين الذي عمى العيون وأغلق القلوب متجاهلاً ( خير أمة أخرجت للناس ) من أجل تيار سياسي جديد لا صلة له بالماضي .. يعيد انتاج نفسه وشرعيته دون مبالاة من النتائج الوخيمة والتي تشكل أكثر استدعاءً للغير بما فيهم الأعداء لحل مشاكلها حينما لا ينفع الندم ... وب.. ولكن ثقتنا عالية بشعبنا شعب الجبارين اذا ما فقد الامل صنع المعجزات في مواجهة الكيان الصهيوني الدخيل  الذي بدء قادته مسكونين بالرعب خوفا من المستقبل .  

ومن بطن حواء الى بطن الثرى يمشي ابن ادم ساعة الميلاد..

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024