حنّا أبو حنّا
نشر بتاريخ: 2022-02-03 الساعة: 11:38
ولد في قرية الرينة في 16 تشرين الأول 1928, قضاء الناصرة في فلسطين لعائلة بروتستانتية. والده: أمين. والدته: نبيهة زايد. أخواه: إبراهيم؛ نبيل. زوجته: سامية فرح. ابنه: أمين. ابنتاه: أمية؛ رباب.
كان والده مسّاح أراضٍ خلال العهد الانتدابي، وتنقلت العائلة معه من الرينة إلى عسفيا إلى القدس إلى رام الله وجفنه، ثم إلى أسدود في الجنوب، حيث بدأ التعلّم في الكُتّاب، ثم إلى حيفا حيث درس في المدرسة الابتدائية.
عادت العائلة إلى الرينه، من جديد، فالتحق بـ"مدرسة اللاتين"، ثم انتقل إلى مدرسة المعارف في مدينة الناصرة. واختير، بعد أن أنهى دراسته فيها، لمتابعة الدراسة في "الكلية العربية" في القدس، التي أقام فيها أربع سنوات (1943-1947)، حصل في نهايتها على شهادة الاجتياز الفلسطينية (Matriculation)، ثم على شهادة الـ (Intermediate) وإجازة التعليم.
وكان أبو حنا قد بدأ منذ تلك الفترة يقرض الشعر وينشر قصائده ومقطوعات نثرية في المجلات الصادرة في القدس وحيفا وبيروت.
بعد تخرجه في الكلية العربية، حصل على "بعثة" حكومية لمتابعة الدراسة في بريطانيا، ابتداء من خريف 1947. بيد أن ظروفه العائلية اضطرته إلى تأجيل البعثة سنة واحدة، فتعيّن معلماً في المدرسة الثانوية في الناصرة.
بعد الاحتلال الإسرائيلي للناصرة سنة 1948، تعطل مشروع السفر إلى بريطانيا، فواصل أبو حنا التدريس في المدرسة الثانوية في الناصرة. وشارك في السنة نفسها في إنشاء "اتحاد الشبيبة الديمقراطية" في مدينة الناصرة، لينضم، بعد فترة قصيرة، إلى "اتحاد الشبيبة الشيوعية" عقب اندماج الشيوعيين العرب في "عصبة التحرر الوطني في فلسطين"، بالحزب الشيوعي الإسرائيلي، في تشرين الأول/ أكتوبر 1948.
أنشأ أبو حنا في مدينة الناصرة، في أواخر سنة 1948، مع الموسيقار ميشيل درملكنيان، الأرمني الأصل والفلسطيني النشأة والهوى (توفي سنة 2009)، "جوقة الطليعة"، التي غدت من أهم الفرق الموسيقية العربية في إسرائيل، وصار يكتب لها الأناشيد ويرعى مسيرتها.
اشترك في سنة 1949 في "مهرجان الشباب العالمي" في بودابست/ هنغاريا، وفي مؤتمر "اتحاد الطلاب العالمي" في صوفيا/ بلغاريا.
وبسبب نشاطه السياسي والحزبي، تعرض أبو حنا للفصل السياسي التعسفي من السلك التعليمي؛ فاحترف العمل السياسي الحزبي في إطار الحزب الشيوعي، وشارك سنة 1950 في تحرير صحيفة "الاتحاد" الشيوعية، التي أصبحت له فيها زاوية أسبوعية في كل يوم جمعة، تحت عنوان "وحي الأيام" يكتب فيها شعراً وخواطر في الأحداث. كما كان سنة 1951 في الهيئة التي بادرت الى إصدار مجلة "الجديد" الثقافية الشهرية. وكان له دور بارز في إقامة وتنظيم المهرجانات الشعرية في القرى والبلدات العربية، والاهتمام بالمواهب الأدبية الناشئة وتشجيعها.
شارك أبو حنا سنة 1957 في "مهرجان الشباب العالمي" في مدينة موسكو، ثم حضر مؤتمر "اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي" في مدينة كييف.
وفي أيار/ مايو 1958، اعتُقل أبو حنا إدارياً وتنقل بين عدد من المعتقلات والسجون الإسرائيلية، ومن معتقله كان يبعث بقصائده لنشرها في صحيفة "الاتحاد" و مجلتَي "الجديد" و "الغد".
عاد في أيلول/ سبتمبر 1959 إلى سلك التعليم في القطاع الخاص، وصار يعلّم في "الكلية الأرثوذكسية العربية" في حيفا، مادة اللغة العربية وآدابها ومادة الأدب العالمي، مع استمرار عمله في هيئة تحرير مجلة "الجديد". وشارك في مطلع الستينيات في إصدار سلسلة كتب عن "دار الاتحاد"، باسم "الكتب المختارة"، بغية التعريف بنتاجات كبار الكتاب العرب في العالم العربي وفي إسرائيل.
عُين أبو حنا سنة 1974 مديراً لـ"الكلية الأرثوذكسية العربية"، فعمل على تطويرها والارتقاء بها من النواحي الثقافية والتربوية والفنية. وصار يحاضر في دائرة اللغة العربية في جامعة حيفا الإسرائيلية حتى سنة 1993.
وفي سنة 1984، شارك في تأسيس مجلة "المواكب" الثقاقية.
تقاعد أبو حنا، سنة 1987، من إدارة "الكلية الأرثوذكسية العربية"، وانتقل للتعليم في "كلية إعداد المعلمين العرب" في حيفا حتى سنة 1995، كما شغل منصب مدير "مركز الجليل للأبحاث الاجتماعية". وأنشأ مع مجموعة من الأدباء والمثقفين العرب الفلسطينيين في إسرائيل مجلة "مواقف" الأدبية الثقافية.
وكان أبو حنا قد عُيّن مستشاراً للجنة المنبثقة عن قسم المناهج في وزارة المعارف الإسرائيلية التي أقرت منهاج تعليم اللغة العربية وآدابها للمدارس العربية، وأفلح، مع زملائه، في إدخال نماذج من الأدب الفلسطيني في مادة منهاج اللغة العربية الرسمي. كما شارك في عضوية العديد من اللجان الوطنية الثقافية، ومنها "لجنة متابعة التعليم العربي" التابعة للسلطات المحلية العربية. وكان عضواً في الهيئة الإدارية لـ"المسرح الناهض"، و"مسرح الميدان" في حيفا.
يُعتبر حنا أبو حنا أستاذاً لأجيال من الأدباء والشعراء الفلسطينيين، الذين نشأوا في دولة إسرائيل الجديدة وقاوموا مساعي السلطات الإسرائيلية لتهميشهم واقتلاعهم من أرض وطنهم، وهو ما شهد به الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، الذي نشأ في إسرائيل، حين قال: "حنّا أبو حنّا علّمنا ترابيّة القصيدة".
تميّز أبو حنا بتجدده المتواصل وتطويره لقصيدته ولونه الخاص، ولغته الجميلة المتفردة. وعلى الرغم من شيخوخته، فإنه ما زال يشارك بفعالية في النشاطات السياسية المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني، وفي الندوات والأماسي الشعرية والأدبية العربية في إسرائيل.
حاز حنا أبو حنا على العديد من الجوائز والأوسمة، ومنها "وسام القدس للإبداع الشعري" (1991)، و"جائزة فلسطين للسيرة الذاتية" (1999)، و"جائزة محمود درويش للحرية والإبداع" (2013)، و"جائزة القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية" (2015). وصدر في الناصرة سنة 2005 كتاب تكريمي له بعنوان: "زيتونة الجليل" من إعداد بطرس أبو منّة وجوني منصور.
من آثاره:
شعر:
"نداء الجراح". عمّان: مكتبة عمان، 1969؛ بيروت: دار العودة، 1970.
"تجرَّعت سمَّك حتى المناعة". حيفا: رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين، 1990).
"الأعمال الشعرية الكاملة". الناصرة: منشورات مؤسسة المواكب ومجلة "مواقف"، 2008.
سيرة ذاتية:
"ظل الغيمة". الناصرة: دار الثقافة، 1997؛ بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2001.
"مهر البومة". حيفا: مكتبة كل شيء، 2004.
"خميرة الرماد". حيفا: مكتبة كل شيء، 2004.
دراسات وأبحاث:
"عالم القصة القصيرة". حيفا: مطبعة الكرمل، 1979.
"الأدب الملحمي". حيفا، 1983.
(تحقيق وتقديم). "روحي على راحتي: ديوان عبد الرحيم محمود". الطيبة: مركز إحياء التراث العربي، 1985.
"رحلة البحث عن التراث". حيفا: الوادي للطباعة والنشر، 1994.
"مذكرات نجاتي صدقي". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2001.
"أوراق خضراء". حيفا، 2004.
"فستق أدبي". حيفا، 2004.
"طلائع النهضة في فلسطين: خريجو المدارس الروسية 1862- 1914". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2005.
ترجمة:
بيترو ديمترو. "ليالي حزيران". حيفا، 1951.
"سلام وخبز: ألوان من الشعر الروماني". حيفا، 1953.
mat