جنة أبو عادل المحاصرة
نشر بتاريخ: 2021-08-17 الساعة: 12:27
نابلس - مراسل وفا- الخامسة فجرا، يحزم المواطن باسم عادل اشتية (58 عاما) من بلدة سالم شرق نابلس، أمتعته وأدواته التي يعمل بها في استصلاح أرضه، لكن قطع أمتار قليلة للوصول إلى الأرض قد يكلفه حياته.
يجازف اشتية وأولاده وأشقاؤه في قطع الطريق الاستيطانية التي تلتهم أراضي الجهة الشرقية من سالم، للوصول إلى أرضه القريبة من مستوطنة "ألون موريه" المقامة على أراضي المواطنين، مستغلا ساعات الفجر الأولى لأن حركة المستوطنين على الشارع تكون شبه معدومة، ولا يتواجد جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل دائم، وبالتالي يحمي حياته ومن معه من أولاده وأشقائه من الخطر.
المواطن اشتية "أبو عادل"، عمل في قطاع التعليم لنحو 32 عاما، تفرغ بعد تقاعده بشكل كامل للعناية بأرضه وفلاحتها، التي يجازف ثلاثة أيام في الأسبوع من أجل الوصول إليها.
يقول اشتية "عندما نصل إلى الطريق الالتفافي تبدأ عملية المراقبة وتوزيع الأدوار بيني وبين من يرافقني، وبعد قطع المسافة نحاول السير بين الأشجار كي لا يرانا جنود الاحتلال الإسرائيلي أو المستوطنون، الذين يمنعونا من الوصول إلى الأرض".
ويضيف "بعد الوصول إلى الأرض والمباشرة في العمل باستصلاحها وفلاحتها، نستغل كل لحظة ونعمل بجد وتبقى أعيننا مفتوحة حتى لا نتعرض لمضايقات المستوطنين أو جيش الاحتلال، فحياتنا عرضة للخطر".
ويتابع "أكثر من مرة طردنا الاحتلال من أرضنا ومنعنا من فلاحتها، عدا عن مضايقات المستوطنين في المنطقة، لذا نضطر للذهاب والعودة مبكرا".
ويصف اشتية العمل بأرضه والوصول إليها كأسلوب "التهريب"، مؤكدا أن سلطات الاحتلال تسمح بالوصول إليها لأيام معدودة والتي تعتبر غير كافية، حتى في موسم قطف الزيتون في الأرض التي تصل مساحتها ثمانية دونمات".
اشتية الذي بنى الجدران الاستنادية بطريقة هندسية ملفتة للنظر، اعتمد على اقتلاع الصخور الكبيرة من الأرض وتقطيعها بواسطة أدوات يدوية، كون الاحتلال يمنع وصول الآليات إليها، ويستولي عليها في حال تواجدها في المنطقة.
يشير اشتية إلى أن "بناء السلسة الحجرية استغرق نحو ثلاثة أشهر، كون الوقت ضيقا والعمل يحفه الكثير من المخاطر".
ويتابع "هذه الأرض المزروعة بخيرات الزيتون والتين واللوز أصبحت كالجنة، وروحي متعلقة فيها حتى الممات، وهو ما أوصي أولادي به دائما بضرورة المحافظة عليها والتمسك بها".
بدوره، يؤكد مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، أنه عقب اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي من حصارها على قرى سالم ودير الحطب وعزموط شرق نابلس، ومنعت المواطنين من الاقتراب من الطريق الالتفافية الممتدة فوق أراضٍ زراعية خصبة جدا.
ويقول دغلس لـ"وفا"، إن الاقتراب من الطريق الاستيطانية التي تربط مستوطنتي "ايتمار" و"ألون موريه"، المقامتان على أراضي المواطنين، يشكل خطرا كبيرا في ظل منع الأهالي من الوصول الى أراضيهم والاستيلاء على نبع المياه القريب منهما".
ويضيف "إن قوات الاحتلال لا تفارق المنطقة من خلال دوريات مسيّرة طيلة الوقت، عدا عن المراقبة عبر برج عسكري نصب على مدخل بلدة بيت فوريك، وتطلق الرصاص على كل من يقترب من المنطقة كما حدث مع الشهيد مالك حمدان (22 عاما) الذي أصيب بالرصاص في منطقة الصدر، في سهل سالم".
ويتابع دغلس:" في الفترة الأخيرة حاول الاحتلال التضييق على المزارعين في موسم الحصاد، ومنعهم من جني محاصيلهم، وهو ما شكل أزمة كبيرة لديهم باعتبار أن غالبيتهم يعتمدون عليها كمصدر رزق لعائلاتهم".
m.a