رام الله: إطلاق كتاب "بين سراييفو وعتصيون" للإعلامي عمر نزال
نشر بتاريخ: 2017-11-26 الساعة: 17:28رام الله-اعلام فتح- أطلق الكاتب والإعلامي عمر نزال، مساء اليوم الأحد، كتابه الجديد بعنوان: بين سراييفو وعتصيون، وذلك في مجمع رام الله الترويحي، بحضور حشد من الإعلاميين والمثقفين والمتهمين بأدب السجون.
والكتاب من القطاع المتوسط ويقع في 221 صفحة، ويقدم فيها 106 صورة قلمية من قلب سجون الاحتلال لمعاناة الأسرى، وتم رسم 7 لوحات كاريكاتورية للكتاب، والكتب من تقديم الوزيران عيسى قراقع وإيهاب بسيسو، وقد صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، وصدر بطبعته الأولى في تشرين ثاني من العام الجاري.
وقال نزال في حديثه عن الكتاب، إنه اعتقل على معبر الكرامة عندما كان متوجها للمشاركة في مؤتمر لتمثيل الصحفيين الفلسطينيين في سراييفو، ووجد نفسه يقبع في سجون الاحتلال، وتحديدا في مركز توقيف عتصيون.
وأضاف أن الاحتلال يوميا يرتكب ما لا يقل عن 30 حالة اعتقال، وكانت أيامي الأولى في المركز، وقد قضيت فيه ستة أيام وثم انتقلت لمعتقل عوفر، فالأسير يمر في عشرة أبواب قبل أن يصل إلى زنزانته، وتبدأ المسألة من هذا العزل.
وأوضح أن الأسرى في سجن الاحتلال يمرون بضيق متواصل وبقهر وبحرمان والقصد من كل ذلك هو قتل الأسير الفلسطيني ومحاولة تحطيمه من الداخل، وأنا أقول انني موجود في هذه البقعة ولكنني لست أسيرا، عبر أدوات بسيطة تتمثل في المحافظة على الذات ومقاومة السجان.
وأضاف أنه ما فعله بيومه الصحفي الأول تمثل في كتابة مقال ومقالين ثم تدحرجت الأمور وتحولت فكرة المقال الصحفي إلى كتاب كامل، بأسلوب الصور القلمية، الذي نلجأ له كصحفيين عندما لا يكون هناك مجال لحضور الكاميرا، والسجن هو خير مكان لمنع التصوير، فقد صورت كل الأمكنة وكل الأشياء في السجن بصور قلمية ظهرت عبر صفحات الكتاب.
ولفت إلى أن الكتابة في السجن ليست سهلة، كنت مضطر دائما لتأجيل الكتابة إلى الحادية عشر ليلا عندما تحين لحظة إطفاء الأنوار وكنت أبدأ كتابتي بعد هذا الوقت، وكان الزملاء يسهلون علي عملية الكتابة وكان لهم فضل وإسهام كبير في إنجاحها.
وقال إن صعوبة الكتابة في السجن تكمن في إخراج هذه الكتابة من داخل السجن، وبعض أجزاء الكتاب تم إخراجها عن طريق الكبسولات.
وشدد على أهمية الاهتمام بشكل أكبر في توثيق تجربة الأسرى في سجون الاحتلال، مشيرا إلى أهمية تحويل أعمال الاسرى إلى أعمال تلفزيونية وسينمائية مرئية لتصل معاناة الأسرى إلى أكبر شريحة من أبناء شعبنا وإلى العالم، ففي الكتاب الذي أعدته بصوره المختلفة يمكن أن يكون نموذج جيد لإنتاج تلفزيوني.
وأضاف أن الكتاب ارسل للمخرج مثنى صبح وهو مخرج سوري معروف ويبحث عن جهة لإنتاج هذا الكتاب وتحويله لعمل تلفزيوني هو وعشرات الكتب والإنجازات الأدبية الأخرى للأسرى عن تجربتهم في سجون الاحتلال.
وقدم الكتاب وزير الثقافة إيهاب بسيسو، وقال: إن عمل نزال يقدم حالة مكثفة لمختلف القضايا التي تمر أمامنا ولا نلتفت لها، وهذه القصص تفضح جرائم الاحتلال التي تلاحق الأطفال، فالاحتلال حتى لا يريد أن يقبل أن الفلسطيني يكرهه.
وأضاف أن الكاتب هو من الإضافات المهمة للمكتبة الفلسطينية والعربية على صعيد توثيق تجربة الأسرى والاسيرات، وتعددت أنماط الكتابة عن السجن، ونحن في فلسطين لدينا الكثير من الكتابات ما بين السيرة الذاتية والرواية، وحاولنا من خلال الابداع الفلسطيني أن نوثق للأسرى والاسيرات.
وذكر بما قدمته عائشة عودة التي وثقت الكثير والكثير من التفاصيل بين ما يعانيه الأسير وما تعانيه الأسيرة، ولدينا مشوار طويل مع الحرية ونحن نرتكز للثقافة لإيماننا بأن الثقافة أداة من أدوات المقاومة لتعزيز الوعي بحقوقنا الوطنية وضرورة أن نكثف من هذا الفعل المقاوم بمواجهة سياسات الاحتلال، فالاحتلال أيضا لا ينفك عن سرقة التراث المادي وغير المادي المتمثل في الرواية والرواية الشعبية ومصادرة وعزل الابداع الفلسطيني عن عمقه الدولي.
وأضاف أن الكتاب شيق رغم كل الآلام التي به، ونجاحك في حمل الزنزانة الصغرى إلى الزنزانة الكبرى يتيح لنا التأمل بمعاناة أبناء شعبنا في سجون الاحتلال.
إلى ذلك، أشار رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الوزير عيسى قراقع إلى أن الكاتب يكسر مفهوم السجن الذي أراده الاحتلال أن يكون مقبرة للفلسطينيين، ليصبح مكانا للكتابة والإبداع حول حياة الأسير المعذب والوشوشة مع الأصدقاء وحكايات عن الجامعات والحرات والنقابات والمواجهات، ويعيد الأسرى في هذا الكتاب ترتيب كل الدقائق ويدخلون رحلة فكر عميقة، ويرسمون حدود الزمان الذي سيأتي بعد الإفراج، ويحلمون بالصبح والعيد ويجمعهم التحفز والانتماء والجوع والارتقاء ويشتهون الحياة كما يجب أن تكون.
وأضاف قراقع أن الاسرى في السجون يسافرون إلى عائلاتهم عبر شاشة التلفاز ويتحدثون مع صور أطفالهم وفي كل صوت يجدون البيت والعائلة حتى الصور تتحرك وتتكلم داخل السجن، ويستدعون الحياة خارج السجون إلى أبراشهم وغرفهم ويتعطرون ويلبسون ويطبخون كما تطبخ أمهاتهم وزوجاتهم فهم يعيشون بين الحلم والمعرفة .
وقال، إن الصور القلمية في الكتاب أثبتت أنه يد المحتل ليست هي من تملك الحاضر، وأن عمر نزال يجمع أدبيات الصحافة والمعاناة الفلسطينية ويجمع الأزمة خارج نظام الوقت الإسرائيلي ويكتب بحرارة الاحرار كأنه في بيته طليق والجلاد هو السجين.
وبين قراقع، أن الكاتب نزال يسافر من السجن إلى سراييفو ويسمع الأغاني ويتابع المباريات ويقرأ الصحف ويوقد النار ويشعل السجائر، ويظل الكاتب مخلصا للصور التي يشتاق إليها وفلسطين لا تقاس بزمن بل الزمن يقاس بفلسطين، كونها تجسيد للحقيقة، فهي رؤيا ورمز في آن واحد، وقد نجح عمر في ترحيل السجان إلى خارج السجن.