الرئيسة/  مقالات وتحليلات

مذبحة الروضة.. رسالة إرهاب دموية لمصر والعرب

نشر بتاريخ: 2017-11-26 الساعة: 09:51

موفق مطر تفجير مسجد الروضة في العريش، نحسبها رسالة من قوى إقليمية إلى الجامعة العربية عموما والقاهرة خصوصا خطت بدماء مئات الأبرياء في يوم مبارك وساعة عبادة.
همجية، جريمة ضد الإنسانية، وعنصرية مذهبية غير مسبوقة،  وهذا أقل مايمكن أن يقال في منفذي ومخططي وداعمي الإرهاب الدولي الذي يجري تنميته في أوكار الظلاميين الدواعش والأخوان المسلمين بين ثنايا أرض مصر العربية .
الجريمة الهمجية في مسجد الروضة في العريش وإبادة عائلات بأكملها تذكرنا بجريمة إبادة عائلات فلسطينية في الحرب الأخيرة 2014 على قطاع غزة، ما يعني أن الجريمة قامت على أساس عنصري، هدفها إرهاب مصر الدولة، واخضاعها وإجبار الشعب على التسليم ورفع الراية البيضاء، واللجوء كرها إلى معسكر الإنحطاط الفكري، والسلوك الهمجي، وتسييد نزعة الصراع بين الطوائف والمذاهب والقوى السياسية، فتكون الأولوية لعملية سفك الدماء واحلالها مكان مبدأ وعقيدة السلم الأهلي والمحبة والاخاء بين أبناء الشعب الواحد.. ذلك أن الجماعات المولودة من زواج التطرف والعنصرية لاتردعها قوانين أو تعاليم دينية أو أخلاقيات انسانية عن إرتكاب الفظائع ضد الانسانية، عند إدراكها لخطر يهدد وجودها، أو قد تشعر أنها باتت في موضع الإستهداف .
إن قتل إنسان بغير حق كقتل الناس جميعا فكيف ونحن نتحدث عن إبادة عائلات بأكملها حيث ارتقت أرواح الآباء والأبناء وألحفاد في ضربة واحدة، وعن إبادة ما نسبته ربع سكان قرية الروضة الآمنة في العريش شمال سيناء،  لذا فإننا ورغم فظاعة وهول ما حدث بإعتبار الجريمة غير مسبوقة من حيث عدد الضحايا وأسلوب التنفيذ، فإن توقيتها هو مايدفعنا لقراءة أهدافها وأبعادها في سياق حملة الإرهاب الدولية المبرمجة على مصر، ولكن خارج مسار جرائم الجماعات الارهابية المعروفة في مصر، التي لانستبعد أن تكون إحداها المنفذ ولكن بايعاز وثمن مدفوع من قوى اقليمية معنية بدفع مصر العربية للخروج منكسرة من عمقها القومي، وتنحيتها عن مكانتها المحورية وفاعليتها في القضية الفلسطينية عموما، وملف المصالحة الفلسطينية الفلسطينية تحديدا، لكن الفترة الزمنية الفاصلة بين بيان الجامعة العربية الأخير الذي اغضب طهران التي فهمت أن اعتبار دول عربية وازنة لحزب الله اللبناني إرهابيا بمثابة أولى الهجمات الرسمية العربية تمهيدا لحملة اكبر واشمل قد تاخذ ابعادا تتجاوز البيانات والقرارات، إذا ما أخذنا بعين الإعتبار تصاعد الحملة الاعلامية الأميركية والأوروبية عليها، وهذا ما يجعلنا نعتقد أن الرسالة الدموية إلى مصر قد تم ايصالها بالبريد السريع عبر جماعات الإرهاب العاملة تحت يافطة مصطلحات وأسماء اسلامية لم تعد خافية مظلة الحماية التي تمتعت بها سرا رغم الصراع المذهبي الظاهر .
ربما تتعرض المملكة العربية السعودية – لاسمح الله – لهجمة دموية مماثلة، لمنعها من حشد جبهة عربية مساندة، وربما تتعرض دول عربية أخرى تقف مع الرياض في المواجهة المصيرية التي تخوضها، وقد تكون القوى في الجبهة المضادة قد ضربت في خاصرة مصر، لكن روح العمل العربي المشترك لدى الدول العربية نعتقد أنه الهدف الأكبر من مذبحة مسجد الروضة .
ما نعرفه وندركه أن قوى اقليمية في المنطقة على رأسها دولة الاحتلال اسرائيل معنية بإنكسار مصر، واجبارها على التراجع، والتقوقع، فمصر العربية القوية، الفاعلة والمؤثرة في إنهاء الصراعات الدموية في اقطار عربية، يعني بالتأكيد إزاحة ما أمكن من قوة التأثير المباشرة وغير المباشرة الإسرائيلي والإيراني على القضايا في اقطار عربية كسوريا ولبنان وفلسطين، أو كبح جماح تمددهما على الأقل، لكن الذي في حكم المؤكد والثابت لنا أن مصر العربية لايمكن إلا أن تكون في موقعي الدماغ والقلب للأمة العربية .

 

far

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024