الرئيسة/  مقالات وتحليلات

ذكرى رحيل القائد الكبير صخر حبش

نشر بتاريخ: 2020-11-04 الساعة: 10:50

بقلم: عباس زكي*

أحد عشر عاما على رحيل القائد الاستثنائي متعدد المواهب الأخ والصديق صخر حبش " أبو نزار " المفكر ... الأديب .. المهندس الجيولوجي .. الرسام .. الشاعر ... الفدائي ... الإنسان.

 

وباختصار بإرثه النضالي يبقى فينا بوجداننا رغم رحيله الأبدي ... تبقى مقولته الشهيرة " لازم تزبط " كلما تعثرت خطانا على الطريق وكلما ادلهمت الخطوب وهدول التحدي في هذه الحقبة السوداء والمخاطر التي تعصف بمسيرتنا وبشعبنا وقضيته العادلة.. بل وبالحاضنة العربية التي تبدد شملها وشلت قدراتها أمام بشاعة الإدارة الأمريكية بإخضاع المنطقة لأكثر الحكومات تطرفا في إسرائيل بقيادة نتنياهو الحاقد على العروبة والإسلام بالنشأة والتكوين... ومن قرأ كتابه " مكان تحت الشمس " أو بين الأمم يدرك حجم الخطر المحدق بالتاريخ والحاضر والمستقبل وبالقومية والعقيدة والدين .

 

وعليه نكررها " لازم تزبط " لأن الواقع الفاسد يعطي الطليعة القادرة على التغيير .. فالتحية إلى روح القائد الكبير الراحل إلى المجد... رجل الإرادة والنظام واللوائح، رجل المؤسسات والجاهزية للتحدي مهما كان الثمن.. وما أحوجنا إلى أن يكون بيننا في هذا الظرف الاستثنائي الغاية في الصعود والتعقيد...

 

أحد عشر عاما غاب عن الكثير والكثير من الأحداث وكأن الله أراد له أن لا يعيش ولا يرى المشهد الذي نحن عليه اليوم.. شارع منقسم ونهاية مؤلمة لعملية التسوية وبلوغ إسرائيل قمة التطرف الديني ومواصلة الترجمة العملية لشعارها الخالد " فلسطين أرض الميعاد " .. والقدس عاصمة أبدية موحدة .. والاستيطان يتواصل وبالفهم الإسرائيلي الضفة الغربية هي يهودا والسامرة .. ولا مكان فيها لغير اليهود وفقا للقوانين التي سنها الكنيست، " يهودية الدولة "، أي لا يحق لغير اليهود حق تقرير المصير وغيرهم مقيمين قابلين للطرد والنفي.

 

لقد تعزز هذا الفهم الإسرائيلي لحل أعقد صراع بوصول ترامب إلى سدة الحكم رئيسا للإدارة الأمريكية الحاقد على العرب والإسلام والذي اعتمد طاقما من اليهود المتطرفين لتنفيذ المخطط وفقا لما ينسجم وعقلية اليهود المتطرفين وكانت أولوياته إغلاق التمثيل الفلسطيني في واشنطن وإلغاء وكالة الغوث وحق العودة للاجئين واعتبار الاستيطان الإسرائيلي قانوني.. مع دعمه لكل القوانين التي أقرها الكنيست مسلحا بالتطبيع مع الإمارات والبحرين والسودان الذين خرجوا عن العروبة والعقيدة الإسلامية والمسيحية ليكونوا حلفاء إسرائيل مع الضغط على المانحين بتجفيف موارد السلطة ووقف مساعدات المانحين ما أمكنهم ذلك...

 

رحمك الله أخي أبا نزار ... يا من رحلت ونحن على أبواب التأكيد للدور الفتحاوي بفعل قرارات المؤتمر العام السادس الحركي والذي عقد للمرة الأولى على أرض فلسطين... فكانت نتائجه عكسية بعملية التشظي وبروز تيار الدحلان ومركزه الإمارات.

 

وحسب مقولتك الشهيرة أيها الحبيب الحاضر فينا رغم الغياب " لازم تزبط " نقف الآن جميعا على مفترق طرق وليس لدينا إلا التحدي والصمود على قاعدة التخلي عن كل الالتزامات التي ترتبت على اتفاقيات كانت حبرا على ورق وإطلاق يد إسرائيل واحتياطيي أمريكا حلفاء إسرائيل من بعض القادة العرب بالدعوة إلى شرق أوسط جديد بقيادة العدو الصهيوني الغاصب. وهذا لن يكون، فالجماهير وقواها الحية من المحيط إلى الخليج ستكون مع فلسطين ظالمة أو مظلومة.

 

لتسكن روحك بهدوء يا أبا نزار مع زملائك القادة في أعلى عليين. والله يختار من يحب ... واختارك كي لا تشهد معنا هذه الأهوال بفعل دفع عرب أمريكا إلى التحالف مع إسرائيل، وكأننا نعيش اليوم ما قرأناه في شعرك " الصهيل " .

 

تضيق العبارات حين أطل على صفحة من بلادي ...

 

ففيها اتساع السماوات والأرض فيها ظلام الأعادي ...

 

وفيها أراني وحيدا وحولي غيوم السراب ..

 

ومنها النداء المعذب يصرخ آن الأوان ...

 

ليجمع فينا الحصان ويبدأ زحف الجهاد .

 

m.a

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024