الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الصراع يدور حول مصير أميركا!!

نشر بتاريخ: 2020-11-02 الساعة: 10:16

يحيى رباح

صحيح تماماً القول بأن ما يجري على صعيد الإنتخابات الرئاسية الأميركية التي تصل إلى ذروتها الحاسمة يوم الثلاثاء القادم، الثلاثاء الكبير، في الثالث من نوفمبر، يحدث مثله في كل انتخابات أميركية، وهناك مئات بل آلاف من العوامل المتوافقة والمتناقضة تحتشد لتصيغ النتيجة النهائية، من يكون الرئيس القادم، ترامب في أربع سنوات أخرى أم بايدن في فترة رئاسية أولى؟؟؟ ولكن في هذه الانتخابات، دخل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بأعماقه العربية والإسلامية وعمقه الدولي كعامل ولاعب أساسي في هذه الانتخابات، يوم الأحد الماضي رأينا معركة كبرى تحدث في مجلس الأمن، حين تعرضت أميركا وإسرائيل إلى هزيمة مرة أمام رؤية الرئيس أبو مازن بضرورة عقد مؤتمر دولي، فحصلت هذه الرؤية على انتصار كبير وحاسم بالأغلبية المطلقة، أربعة عشر صوتاً ضد صوت واحد وهو الصوت الأميركي، أصبح هامشياً ورديئاً منذ دخل دونالد ترمب إلى البيت الأبيض رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، متلاعباً بدورها و مكانتها و أهليتها في تحالف يتسم بالسطحية و الشذوذ مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

 

وهناك توقعات مريعة لردة فعل دونالد ترمب إذا لم يحالفه الحظ، وسقط في هذه الانتخابات، ماذا يكون مصيره، ما هي ردة أفعاله؟؟؟ و ما هو مصير أميركا؟؟؟

 

أربع سنوات من وجوده في البيت الأبيض، مليئة بالإنكشافات و الألعاب البهلوانية و الإشارات المأساوية، والفشل في كل عنوان، والإستهانة الغبية بما لا يستهان به مثل وجود الشعب الفلسطيني و قضيته التي عبرت أكثر من مئة عام، وعناوين أخرى من الفشل والاستهتار والكذب والغش والخداع قضاها ترامب في البيت الأبيض طائشاً على تحالفه مع نتنياهو، لنفرض أنه خسر الإنتخابات؟؟؟ وهو احتمال انتقل الآن إلى مرحلة الأرجحية، ماذا سيفعل؟؟؟ كيف يتصرف؟؟؟ هل سينتحر، أم سينحر أميركا في حرب أهلية من خلال عدم الإلتزام بتسليم السلطة، وما الذي سينكشف عنه في لحظة سقوطه، أطنان من القضايا والملاحقات القضائية والخيانات والفضائح، بل ربما ينقلب ضده الذي إستجاب لهم في أهوائه المجنونة من رجال عاصروا كل شذوذه، وأكاذيبه واستهتاره، وجوقة من الممثلين الهزليين الذين أغراهم بالانضمام إلى خيمة السيرك الكبير، حيث سينكشفون بأنهم مثل شخصيات مسرح الظل، لا ينفعون بشيء، ومئات من الأسئلة الأخرى.

 

القضية الفلسطينية التي تورط ترامب في دروبها المعقدة ليست بسيطة لأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس بالخفة والسطحية التي رسمت في عقل هذا الرئيس بل هذا الصراع عميق ضارب في أعماق الإنتماء القومي والديني وتراث الذات العربية الإسلامية، لا أمة بدون قضية بهذا العمق، والذين تم استقطابهم من دونالد ترمب ليقولوا انهم ملوا من القضية، وملوا من العداء مع أنهم لم يشكلوا في حقيقتهم عدواً لأحد، لأنهم لا يملكون الأهلية، والذين رددوا أكاذيب أعدائهم مثل كذبة "الكراسي الشاغرة"، ومثل كذبة "التسليم للعدو بكل ما يريد هو الطريق نحو الاستقرار والرخاء" هؤلاء ليسوا من الأمة، ليس من نطفتها.

 

يا أيها الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من إنبثاق حقكم العادل، أكثر من مئة سنة وقضيتنا جزء من أبجدية العالم، فلا تخشوا الانكسار ما دمتم مؤمنين

m.a

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024