الرئيسة/  مقالات وتحليلات

بلير البلفوري

نشر بتاريخ: 2020-09-28 الساعة: 07:14

باسم برهوم

هناك سياسيون تختلف معهم لكن تحترمهم، وهناك سياسيون قد تلتقي مع آرائهم ولكن لا تحبهم، وهناك سياسيون لا يمكنك إلا ان تبغضهم لأنهم فاسدون ومرتشون ساقطون أخلاقيا أو مجرمو حرب، طوني بلير هو من هذا النوع، لذلك يجب ان يقال له اخرس كلما تحدث. هو رخيص الى درجة لا يمكن ان نقارنه بصاحب الوعد المشؤوم بلفور، لأنه على الأقل صاغ اذكى وأكثر المشاريع الاستعمارية عنصرية بستين كلمة. انه أجير رخيص عند الصهيونية العالمية منذ ان كان رئيسا للوزراء في بريطانيا وزور التقارير ليبرر شن حرب على العراق عام 2003.

 

قبل ايام وفي مقابلة مع صحيفة اسرائيلية نفث بلير حزمة سموم ليقدم نفسه من جديد انه الاخلص للمشروع الصهيوني الاستعماري الانجلواميركي، وعبر بكل وقاحة عن روح استعمارية عنصرية واستعلائية.

 

ماذا قال هذا المؤجور للصحيفة؟ قال يجب إبرام اتفاقيات سلام بين كل الدول العربية وبعد ذلك نتحول لحل القضية الفلسطينية، وانه لا يتوقع ان يحصل اي سلام بين اسرائيل والفلسطينيين الا بعد ان يصبح للشعب الفلسطيني قيادة تؤمن بالتعايش مع الإسرائيليين ولا تبقى تركز على المطالبة بالارض.

 

هذا التصريح يفسر عمليا وعد بلفور الذي يعطي ارض فلسطين وطنا قوميا ليهود العالم. أما الطوائف الاخرى، والمقصود الشعب الفلسطيني، لهم فقط حقوق مدنية ودينية، اي انه يحصر حق تقرير المصير على هذه الارض الفلسطينية بـ"الشعب اليهودي" الذي قاموا هم باختراعه ليقوم بأكثر المهمات الاستعمارية اهمية في العالم.

 

أما لماذا يريد ان يسبق كل العرب للسلام فهذا يعني تصفية قضية اللاجئين عبر توطينهم في دول "السلام" العربية، وربما تهجير فلسطينيين جدد اليها كي يتم حماية اسرائيل من "الخطر الديمغرافي" لذلك ما قاله بلير هو سموم استعمارية ويجب ان يقال له اخرس.

 

والاكثر فإن هذا الفاسد يقوم بقلب حقائق الصراع ومرجعيات عملية السلام وبالتحديد مبدأ الارض مقابل السلام، ويقفز عن القانون الدولي والشرعية الدولية. كما انه يتجاهل ان الشعب الفلسطيني وقيادته هم من يسعون بكل اخلاص للسلام والتعايش وان من يرفض هو عصابته الصهيونية. هذا السياسي البغيض والمكروه حتى من قبل بريطانيين كثر يجب تقديمه لمحكمة الجنايات الدولية كمجرم حرب لمسؤوليته على قتل المدنيين الأبرياء في حرب العراق، ولأنه يمثل الاستعمار العنصري الذي جلب الشرور للبشرية جمعاء.

 

تصريحات بلير تدفعنا على الاصرار بأن تقدم بريطانيا الاعتذار للشعب الفلسطيني عن وعد بلفور، وان تعتذر لاستعمارها الشعوب ونهب ثرواتهم. وتدفعنا هذه التصريحات الى مطالبة بريطانيا بتعويضات مالية لما لحق بالشعب الفلسطيني من خسائر فادحة نتيجة السياسات الاستعمارية لبريطانيا. فهذا الأبلد وبدل ان يعتذر احتفل قبل ثلاث سنوات في الذكرى المئوية للوعد، المشكلة بهذا الفاسد انه اكثر من يعلم برغبة الشعب الفلسطيني وقيادته بالسلام، لكن بلير يريده استسلاما او سلاما دون اي ثمن.. اخرس فانت رخيص ولا احد يكن لك الاحترام.

 

بقي ان نقول ان الشعب الفلسطيني وقيادته ليسوا ضد بريطانيا والشعب البريطاني فلنا فيه اصدقاء مخلصون وهم كثر جدا.

m.a

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024