الرئيسة/  مقالات وتحليلات

جريمة تاريخية

نشر بتاريخ: 2020-06-14 الساعة: 11:26

موفق مطر

 

 ثبت لنا أن ألأمر لا يتعلق بانقلاب كما كنا نتحدث ولا بحسم عسكري كما كانوا يدعون ، وإنما يتعلق بجريمة تاريخية بحق الشعب الفلسطيني ، يوازي خطرها الوجودي نتائج جريمة تمكين الغزاة الصهاينة من فلسطين واحتلالها ، ولأنها تتعلق بجريمة اغتيال اصابت الوعي الوطني الفردي والجمعي على حد سواء ، ذلك لأن الرصاصة التي اطلقها المتآمرون في الرابع عشر من حزيران من العام 2007 على المركز العصبي للقضية الفلسطينية قد  حولتها الى غرفة الانعاش منذ ذلك التاريخ المشئوم .

 

يصح اطلاق مصطلح الانقلاب في دولة مستقلة ، لكن في حالة المجزرة التي خطط لها  المتآمرون في منظومة الاحتلال اسرائيل ، والإدارة الأميركية وجماعة الاخوان المسلمين ، ومجموعة دحلان الخائنة ، وأوكلت مهمة تنفيذها لمسلحي حماس فإن استخدام هذا المصطلح بات اشبه بعملية تشويه للحقائق  التي قد تؤدي مع الوقت الى شرعنة هذه الجريمة التاريخية تماما كما فعلت الدعاية الصهيونية التي عملت حتى استطاعت شرعنة الجريمة التاريخية بحق الشعب الفلسطيني وإعلان انشاء اسرائيل على انقاض الشعب الفلسطيني السياسية والاقتصادية والاجتماعية .

 

هنا وبعد مرور حوالي 4745 يوم على الجريمة يجب ان الاعتراف أنه كان بيننا تيار خياني ، وهو ما اتخذه الاخوان المسلمون فرع فلسطين المسمى حماس   فلسطين كذريعة للبدء بتنفيذ جريمتهم  وشرعنتها عند الجمهور الفلسطيني .

 

نعم  لدينا تيار خياني في الاتجاهين ، احدهما خائن للوطنية الفلسطينية والعروبة ، ومبدا الدولة والحرية والتحرر والاستقلال يستخدم الدين لتنفيذ الجريمة  اسمه حماس ، أما ألآخر فهو تيار جواسيس خانوا الوطنية الفلسطينية ، وتجردوا من شرف الانتماء لحركة التحرر الوطنية ، وهيأ التياران للجمهور الفلسطيني  أنهما في صراع  فيما الحقيقة التي تأكدت لنا انهما يعملان بحركة منظمة منسقة  ومبرمجة بأوامر من قائدهما في منظومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني العنصري  ، اقتضى التمويه على الجريمة اظهار التناقض واستخدام منهج المخادعة بينهما ، الى حين تأمين قواعد تمكنهما من الارتكاز والانطلاق من جديد تحت يافطة الانتماء الجهوي  والمناطقي ، الفئوي  التي تعتبر اهم  واقوى الأسلحة المستخدمة في الجريمة ، لاحظوا مصطلح ( الشعب الغزي ) مثلا !!

 

ماحدث ان التياران الخيانيان  ( حماس ) الذي هيء لنا انه هدف لحسم عسكري  مع  الخائن ( جماعة دحلان ) باتا اليوم حليفان يتقاسمان رشوة تطبيع تأتيهما بطائرات ، ويشتركان في تخطيط منهج العداء المطلق لقيادة حركة التحرر الوطنية ورئيس الشعب الفلسطيني  ابو مازن ، ويعملان معا في السر والعلن حتى صار الدحلان في نظر شيخ  الجريمة محمود الزهار بطل ؟!!

 

ما حدث في الرابع عشر من حزيران من العام 2007 كان ومازال في سياق حملة  ابيحت  فيها الجريمة بكل أشكالها وأنواعها على راسها تحليل وإجازة سفك الدماء بين أبناء الوطن والعائلة الواحدة حتى !! وفصل ارض الوطن عن بعضها  حتى لو استخدمت في الدعاية لها وتبريرها اقدس المصطلحات الدينية والوطنية  ، فالغاية  البعيدة المدى المرسومة في اذهان مخططي مشروع الجريمة الصهاينة منع احياء الروح الوطنية الفلسطينية  بأي ثمن ، ومنع تحقيق هدف انجاز الاستقلال في  دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ، لذا ليس مستغربا الغطاء ألأمني من منظومة الاحتلال الذي تمتع التياران الخائنان على حد سواء في كل المناسبات ، وتحديدا عند المفاصل واللحظات التاريخية التي كان فيها الرئيس ابو مازن في اوج المواجهة السياسية والقانونية  في المحافل الدولية مع منظومة الاحتلال وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب .

سيثبت للشعب الفلسطيني عاجلا ام آجلا  أن ما حدث عندنا من جريمة تاريخية في فلسطين ويحدث منذ 14- حزيران 2007  في وطننا وفي اقطار وبلدان عربية ايضا من جرائم تاريخية مزقت اراض الأوطان ، وفككت الوعي الوطني ، وحولته الى مجرد مفاهيم عصبوية طائفية مذهبية وفئوية جهوية ، كان مرحلة في حملة اخطر وأعظم تستهدف فلسطين قلب الوطن العربي كجغرافيا ، والشعب الفلسطيني باعتباره منطلق حركة التحرر الوطنية والعربية التي مازالت صامدة  تواجه المشروع الاستعماري الأميركي الصهيوني  الاسرائيلي للمتآمرين ، فرأسنا كحركة تحرر مطلوب ، لأن القضاء علينا هو السبيل الوحيد لانشاء منظومة جواسيس وخونة وعملاء للقوى الكبرى والاقليمية ، وسيتمكن المتآمرون من فعلها إذا استطاعوا تسييد الخونة والجواسيس ووضعهم في موقع القرار ، عندها ستبدأ الجريمة التاريخية الأفظع التي لا قبلها ولا بعدها .

m.a

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024