الرئيسة/  مقالات وتحليلات

حقيقة الهدف من إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن

نشر بتاريخ: 2017-11-19 الساعة: 10:20

زيد الأيوبي  ابتدءا لم اتفاجأ أو أستغرب من قرار عدم تجديد ترخيص العمل لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والذي يقف على رأسه صديقي السفير الشاب الدكتور حسام زملط علما بأن هذا القرار يتعارض مع التوجه العام للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية على مدار الثلاث عقود الماضية .
لكن هذا القرار التعسفي يأتي في غضون الإنجازات الكبيرة التي حققتها الدبلوماسية الفلسطينية بقيادة سيادة الرئيس أبو مازن على المستوى الدولي وخصوصا سياسة الإنضمام للمؤسسات الدولية والتي كان آخرها الإنضمام للإنتربول والذي آثار سخط الاسرائيليين وحلفائهم في واشنطن.
أيضا في هذا السياق إصرار القيادة الفلسطينية على الإنضمام لمحكمة الجنايات الدولية وطلب ملاحقة قادة الاحتلال على جرائمهم ليس بعيدا عن هذا القرار المجحف بحق الشعب الفلسطيني .
يلاحظ في هذا السياق أنه وبعد انضمام فلسطين للإتربول تصاعد السخط الاحتلالي على أبي مازن والقيادة الفلسطينية حتى أن إعلامهم تحدث عن خطوات واجراءات سوف يلجأ اليها اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الامريكية للضغط على الحكومة الامريكية لغايات اغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية هناك .
لاشك أن استخدام الولايات المتحدة لكرت إغلاق مكتب البعثة الفلسطينية لديهم ليس جديدا فهذا الموضوع يطرح كلما دق الكوز في الجرة فهي ازمة تكاد تتجدد كلما شعرت حكومة الاحتلال أنها في خانة اليك فقد لوحت الحكومة الامريكية بذات الموال في حرب الخليج الاولى ثم في بداية الانتفاضة الثانية حتى ان نواب في مجلس الشيوخ قدموا مقترح قانون لاعتبار منظمة التحرير ارهابية وبالتالي يجب اغلاق مكتبها في واشنطن ومصادرة كل اصولها وممتلكاتها هناك .
بكل الأحوال هذه المرة لا تختلف كثيرا عن سابقاتها وحتى التلويح بنقل السفارة الامريكية للقدس يدخل ايضا في سياق الضغط على القيادة الفلسطينية والسعي لابتزازها سياسيا من اجل تقديم تنازلات او الولوج مرغمة في عملية سياسية جديدة مع الاحتلال من شأنها اعطاء حكومة الاحتلال المزيد من الوقت لتنفيذ المزيد من مشاريعها العدوانية والاستيطانية على الأرض .
أنا شخصيا لا أعتقد أن واشنطن ستذهب في قرارها هذا الى آخر مدى وستعدل عنه قريبا لأنه يتعارض مع مسلمات السياسة الامريكية تجاه الشرق الاوسط من جهة ومن جهة اخرى فإن تداعياته السياسية ستكون كارثية على العلاقة الامريكية مع الشرق الاوسط بالاضافة لان ذلك سيؤكد على ان امريكا وسيطا ليس نزيها في اي عملية سلام قادمة امام العالم المراقب للمواقف الامريكية تجاه قضيتنا .
بالمحصلة النهائية مهما كان الموقف الامريكي مستغربا او غير مستغرب المهم كيف نواجه هذا الموقف على المستوى الفلسطيني وهذا يتطلب من الكل الوطني الوقوف على قلب رجل واحد لمواجهة التحدي الجديد والاصرار على انجاح المصالحة الوطنية وترتيب البيت الداخلي واعادة الاعتبار لكل مؤسسات منظمة التحرير وضخ دماء جديدة فيها والتسريع في اجراءات انضمام حماس والجهاد لهذا الوطن المعنوي المعمد بدماء آلاف الشهداء والمستهدف من كل قوى الشر والبهتان على هذه المجرة.

 

far

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024