الرئيسة/  مقالات وتحليلات

لهو سياسي على أراجيح وزحاليق اقليمية ودولية

نشر بتاريخ: 2020-02-04 الساعة: 10:23

موفق مطر ليس مفاجئا اشتداد وتيرة حملة التشكيك بمواقف وقرارات الرئيس ابو مازن وتحريف كلامه واقتطاعه من سياقه الموضوعي .. والطرق على طبل المشاعر والنفخ لتأجيج انفعالات تخدمهم وتخدم اسيادهم الذين يريدون منع المواطن الفلسطيني من الانتقال الى مرحلة التفكير والحوار العقلاني مع ذاته والآخرين قبل بناء المواقف ونظم جدول العمل لتنفيذها ..فهؤلاء كلما دخلنا منعطفا خطيرا في صراعنا مع الاحتلال الاستعماري  الاسرائيلي العنصري ، وكلما  تجلت مواقف القيادة الفلسطينية في اقوى وافضل تعبير عن ارادة الشعب ، يسارعون  لتطويق الاغلبية الجماهيرية  ومحاصرتها ، فهؤلاء يوهمون العامة بأنهم اخترعوا مفاتيح الحقيقة ، ينالها من يتبعهم تبعية عماء ويسلم باقوالهم بلا جدل ..حتى لتحسب احدهم وهو يتحدث كأنه ( الجن الأزرق )  القادر على الوصول الى أي مكان وخزينة ووثيقة  في هذا العالم والولوج الى أدمغة قيادات العالم والاستيطان في تلابيبها ونيل اسرارها، لكنهم في الحقيقة  قد سرقوا مهمة (مستخدمي الدين ) ومارسوها مثلهم بمهارة ولكن باستخدام مصطلحات وطنية وأخرى( ملطوشة) من تفوهات متحذلقين في الكلام السياسي يصعب فهمها على متخرجين من الجامعات ، فكيف اذا كانت كضجيج يغزو مسامع العامة قبل الساعة الاخبارية وخلالها وبعدها ..فبات المتلقي  ضحية  قاطرتين على سكة واحدة قاطرة واحدة تعمل ببخار المصطلحات الدينية المحروقة تجره نحو جهة ، وأخرى بديزل مصطلحات وطنية وقومية ويسارية مضغوطة سائلة  تجره الى الجهة الأخرى فينشطر ذهن ( المواطن المسكين )  فيلوي الى فراش اليأس والإحباط  بلا حول ولا قوة ، ملتحفا بخريطة الوهم ،  أما المحتلون فينامون على فراش الاطمئنان ويستيقظون لرسم خرائط الاحتلال والاستيطان الاستعماري من جديد.

لم يعد لدينا اي مجال لاحتواء المراهقة والعبثية السياسية ..ولا مكان في صفوف الجماهير إلا لمن لديه القدرة على ابداع افكار للصمود والمواجهة ، افكار يمكن تطبيقها وتنفيذها عمليا على الارض،  فجماهير الشعب الفلسطيني صاحبة الخبرة في العمل الوطني النضالي فقد اختبرت هذه العينة ( أصحاب الشعارات ) وصار المواطن الفلسطيني على درجة من الوعي تمكنه من دفع اصحاب الظواهر الصوتية الى القاع حتى لا يعرقلوا مسيرة العمل الوطني الجاد المبرمج المنهجي المنظم المنضبط .

 
كل من يعتقد بان اللحظة تحتمل رفاهية اللعب ببالونات الصابون ، وإبهار العامة بسحر الوانها ، وتطايرها  فعليه اتخاذ جانب من حديقة اطفال ، فهناك بإمكانه النفخ وصنع الفقاعات وتفجيرها وعلاوة على ذلك سيجد ( اراجيح وزحاليق ) ليست بصناعة وطنية وبإمكانه اللهو فيها كيفما شاء ..فالأهم الآن أن يكف  عن ممارسة متعة القصف العشوائي بقذائف الكلام الفارغ الملتهبة،  الحارقة لكل ما عرفناه من مضامين ومعاني للموضوعية والمنطق والتحليل العلمي ،  فالشعب الفلسطيني لم يعد يحتمل رؤية التمرجحين على معاناته..فصنع حروب ومعارك مع  طواحين الهواء  عبر الأثير مهما كان ضجيجها فإنها لن تبلغ مستوى صفحات مجد للتاريخ يخطها مناضلون ومناضلات بدما ئهم وعرق عطائهم اللا محدود  ..

الذي يعتبر نفسه وطنيا سياسيا ومثقفا ، ويعتقد بقدرته على قيادة الجماهير فهذه فرصته الذهبية ، اما الذي احترف مهنة احباط الجماهير وتفريغ مخزونها من الامل  ورفع رصيده الحرام فليعلم أنه مكشوف ، وأن كل الأقنعة  المصنعة على مقاسه خصيصا في مصانع دول اقليمية او كبرى لن تمكنه من المرور ، فأشعة الشعب الفلسطيني كاشفة  ، قادرة على  تمييز المصابين بفايروس فقدان المناعة الوطنية وإخضاعهم للعلاج ايضا.

 

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024