الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الشبهة والشبه بين باليستي طهران وكورنيت حماس

نشر بتاريخ: 2020-01-09 الساعة: 11:07

موفق مطر ما يعنينا هو أن يعرف الجميع أن دولة الاحتلال اسرائيل هي الرابح الأكبر من انكشاف هشاشة وضعف منظومة الصواريخ الايرانية ، ما سيشجعها على شن ضربات عسكرية لإيران عند الحاجة ، لاطمئنانها الى ضعف مقدرة الايرانيين على الرد المؤثر ، فالصواريخ البالستية الايرانية لم تجرح جنديا اميركيا ولم تدمر حتى كشك حراسة في قاعدة عين الأسد .

قد يسارع الأشقاء العرب الى قراءة ما حدث وما سيحدث بلغة العقلانية ، وسيستخلصون أن ترامب لن يقاتل نيابة عنهم ، ولن يدافع عنهم ، وان ما يفعله ليس اكثر من هجوم لكبح نفوذ ايران ، وتأمين السبل لتمدد وتوسيع نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة .

نفترض أن الصراع المباشر بين طهران وواشنطن سيقنع الأشقاء العرب بعمل موحد ومنظم وممنهج لتحرير اراداتهم السياسية اولا ، ثم تحرير بلادهم من هيمنة وقبضة الدول المتصارعة أيا كان جنسها أو عقيدتها ، لمنع تحويلها الى ميادين حروب بالوكالة قد تشنها جماعات وفصائل مسلحة تجاهر بولائها للأجنبي ، وتقصف فكرة الانتماء الوطني كلما تجسدت في حراك الشباب ، الذين ينادون بالدولة الوطنية الديمقراطية ..فالحرب خارج اراض الدولة اهم استراتيجية عسكرية للجيوش المعاصرة ، وهذا ما يعتقده ويعمل عليه جنرالات واشنطن وطهران .

الصواريخ البالستية الايرانية الخمسة عشر التي اطلقت على قاعدة عين الأسد الأميركية في غرب العراق تشبه قذيفة ( الكورنيت ) الموجهة التي اطلقها مسلحو حماس على حافلة اسرائيلية في قاعدة عسكرية قريبة من السلك الفاصل بين قطاع غزة وباقي فلسطين ، فالصواريخ الايرانية ذات المدى الطويل بدت كالمفرقعات التي تطلق لحظة دخول العام الجديد ، فيما انتظر ( عسكري حماس الكورنيتي ) نزول عشرات الجنود والضباط في جيش الاحتلال الاسرائيلي من الحافلة وابتعادهم عنه ليطلق ( فرقيعته ) التي أصابت مؤخرة الحافلة ..فيما انفجرت وسائل اعلام حماس من شدة حرارة البيانات التي اذاعتها حينها ، تماما كانفجار وسائل اعلام طهران وتوابعها الناطقة بالعربية التي هيأت للمضللين أن ضباط وجنود القوات ألأميركية في العراق سيتوهون في الصحراء ، وسيتركون جثامين رفاقهم المقتولين بصواريخ الحرس الثوري للضباع والنسور !!..لكن الحقيقة في الحالتين أن عسكر حماس اخطأوا الهدف عن قصد ، وكذلك فعل معلمهم في طهران ، وكل ما نحتاج معرفته الآن منهما علم الآخر منهج الحرب الكلام والخطاب الناري ، وكيفية القصف بالقذائف والصواريخ على الأهداف والأراض الفارغة ؟!.فهذه اللعبة أتقنتها حماس مع جيش الاحتلال الاسرائيلي،ويبدو أنها راقت لقيادة الحرس الثوري الايراني .

لا نقصد من كلامنا اننا نريد رؤية نيران الحرب ودمارها وضحاياها ، فهذا ما لا نتمناه ابدا ، لكنا نريد تفجير قنبلة صوتية ( فشنك ) عند اقدام المشبَّعين بالأوهام لعلهم يستيقظون ويرون الحقائق كما هي وليس كما يهيئها لهم المسيطرون على احاسيسهم ومشاعرهم والمتحكمون بتوجهاتها .فقادة إيران تحدثوا عن (صواريخ دقيقة الاصابة ) سيمحون بها اسرائيل عن الخارطة ، كما تحدث عسكر حماس عن صواريخ دقيقة قالوا انهم سيمحون بها تل ابيب ، فإذا بنا أمام عملية تبادل ( ايصال) رسائل للتهدئة ولكن بالصواريخ. تهدئة بين واشنطن وطهران وهدنة بين جيش الاحتلال الاسرائيلي وعسكر حماس .فالأهم عند الأطراف الأربعة ألا تقوم قائمة للدولة الوطنية في وعي الشعوب العربية .

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024