الرئيسة/  مقالات وتحليلات

حركة صهيونية جديدة تحكم إسرائيل!!!

نشر بتاريخ: 2020-01-07 الساعة: 10:18

يحيى رباح أول أخبار هذا اليوم الصادرة ان الحكومة الإسرائيلية، حكومة الاحتلال، استولت على مئة ألف دونم في أغوار الأردن، واعتبرتها منطقة عسكرية مغلقة، هذا الخبر يكشف لنا أن إسرائيل التي يحكمها نتنياهو الذي يعمل بأمره رئيس أكبر دولة في العالم وهي الولايات المتحدة دونالد ترامب، قد دخلت بالكامل هي وحلفاؤها في زمن جديد وأفق جديد، أخطر بكثير وأشد عدوانية بكثير من الحركة الصهيونية التي أنشأها المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في عام 1897 على يد ثيودور هرتسل، والتي لقيت في حينه ترحيباً كبيراً من أطراف عيدة في المنطقة، أطراف عربية وأخرى إسلامية بالإضافة إلى رعاتها الأوائل من الأميركيين والأوروبيين.
بعد المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في مدينة بازل بسويسرا الذي أنشأ له إدارة تنفيذية هي الوكالة اليهودية، صدر من بريطانيا الوعد المشؤوم وهو وعد بلفور، لأن بريطانيا فرضت انتدابها على فلسطين من اجل تنفيذه، وهكذا صدر القرار 181 في العام 1947 لإنشاء دولة إسرائيل، التي قامت بالفعل عام 1948 وفي عملية قيامها استولت على مزيد من الأرض الفلسطينية بحجة أن هؤلاء العرب رفضوا القرار وقاتلوها، مع أن كثيراً منهم لم يكن يعرف ما حدث بالضبط، وأن معركة الجيوش العربية التي قاتلت في فلسطين آنذاك لم تزد عن صورة تذكارية للملوك والرؤساء وهم يودعون جيوشهم الذاهبة للقتال في فلسطين.
أما تركيا التي كانت فلسطين جزءا من إمبراطوريتها، والتي كان سلاطينها يبيعون أرض الإقطاع في فلسطين للحركة الصهيونية لتسديد ديونهم ومصروفاتهم الباهظة، فكانت بعد سقوطها الخارق من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل.
بعد تحول أميركا إلى أكبر حليف لإسرائيل، جاء عصر ترامب في عام 2016، في الماضي كانت إسرائيل مجرد دور تؤديه لمصلحة أميركا، التحول الأكبر والأخطر بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض، أن أميركا نفسها ورئيس أميركا نفسه أصبح مجرد دور تؤديه لمصلحة إسرائيل، وحتى نتنياهو الذي يحتقر شعبه الإسرائيلي ويحتقر حزب الليكود، ويعتقد ان الليكود بل إن إسرائيل كلها لا قيمة لها من دونه، يعزف على هذا الوتر الذي هو وتر عميق في الحياة السياسية الإسرائيلية، إنه وتر الإجماع الإسرائيلي، انظروا مثلاً رئيس الوزراء الموجهة له ثلاث تهم لا يذهب حتى الآن إلى القضاء الإسرائيلي لأن هذا القضاء عبارة عن نكتة سوداء، لا وجود له في برامج الدعاية الصهيونية، والليكود يقول بصراحة إنه لا وجود له إلا بالسماح باستباحته من قبل نتنياهو على كافة الأصعدة.
هناك حركة صهيونية في إسرائيل وهي التي تقود إسرائيل، أين هي الديمقراطية التي كانت تتغنى بها إسرائيل؟؟؟
أين هو القضاء الإسرائيلي؟؟؟
أين هي الأحزاب؟؟؟
الحزب الذي يشير إليه نتنياهو هو الموجود، يعطيه نتنياهو وزارة الخارجية أو وزارة الجيش أو الإشراف على أجهزة الإعلام والاتصالات، وإلا فإنه يجرده ليتركه كما المرأة المعلقة لا متزوجة ولا مطلقة!!! ولقد وقع الاختيار أخيراً على شخص غريب الشبه بفأر يرتدي قبعة الكابا، ويصبح وزيراً للجيش، وإذا خرج عن المألوف في كلمة واحدة يجد نفسه مطرودا، معلقاً يلعق جراحه ولا أحد يسمع جراحه.
هذا الأمر لم يعد خارج السياق الإسرائيلي بل هو جزء من صميم السياق ورأينا مشاهد للكوميديا السوداء، ساعر ينافس نتنياهو على زعامة الليكود مع أنه قال في تصريح قبل الانتخابات الداخلية بيوم واحد إنه يريد بكل قوة أن يكون نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، وهذا الكلام معناه أن نتنياهو لا يجب أن يوجه له أي إتهام ما دام على رأس السلطة، ولا يجب جلبه للقضاء، ماذا ستفعل إسرائيل من دوني؟؟؟ هكذا يقول نتنياهو، لمصلحة إسرائيل أن أظل أقودها، وهذا ما سوف أفعله، هكذا يقول نتنياهو وهو يعرف أن الإجماع في إسرائيل قضايا معروفة: الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت، إسرائيل ليست محتلة بل عائدة إلى أرضها، التطبيع العربي مع إسرائيل جيد جداً وأنا أشجعهم على ذلك، تباً لآلاف البعثات الأركيولوجية التي لم تجد شيئاً من الخرافة اليهوية، إذا لم تكن لليهود آثار فهم يزرعونها الآن ويضعونها في الخفاء، ما المشكلة، ترامب معنا، ترامب بأمرنا وهكذا فإن الانفجار قريب، هو على الأبواب، ويا أهلاً بالانفجار.
Yhya_rabahpress@yahoo.com

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024