الرئيسة/  مقالات وتحليلات

المخابرات العامة.. بين تزوير الأغرار ووعي الأحرار

نشر بتاريخ: 2020-01-02 الساعة: 09:47

موفق مطر لماذا لم يسارع ما يسمى الأمن الداخلي لحماس لإبلاغ قيادة الجهاد الاسلامي بمعلومات سابقة حول عملية مراقبة ورصد نشاطات سرايا القدس وقائدها بهاء أبو العطا في قطاع غزة، ادعى اختراقه لمكالمة بين ضابط في المخابرات الفلسطينية وضابط في المخابرات الاسرائيلية وتسجيلها، كما نشرتها في أحدث كذبة دعائية إعلامية بدت من أول لحظة في الشريط حتى ظهور شعار ما يسمى الأمن الداخلي لحماس كمن يعرض ( فيديو تحدي) الغطس في (المياه العادمة) وليس التحدي المعروف بسكب الماء البارد أو دلو الثلج على الرأس؟!!!!.
سقطة أخرى في شباك وشراك الاحتلال اختارها فرع الاخوان المسلمين في فلسطين المسمى حماس للاندماج في مؤامرة تشويه مضمون وصورة المشروع الوطني والقيادة الفلسطينية، في وعي المواطن الفلسطيني تمهيدا للانقضاض عليه في المرحلة الثانية بعد حوالي ثلاثة عشر عاما على انقلابها الدموي الأول عام 2007.
إظهار المؤسسة الأمنية الفلسطينية فارغة وكأنها تعمل بلا عقيدة أمنية وفلسفة وطنية هو الملف الذي سخرت له حماس كل إمكانياتها المادية والدعائية والإعلانية والإعلامية، ورغم ذلك فإن هؤلاء الحائزين على الميداليات الذهبية في الكذب والدجل على الجمهور ما زالوا (أغرار) في التزوير!! فيثبتون بكل عمل ينتجونه حجم العدائية الكامنة في أذهانهم وعقولهم للوطنية الفلسطينية، ولمؤسسات الشعب الفلسطيني الوطنية، لذا تخرج أعمالهم (الدعائية) مكشوفة العورة مباشرة، وأحدثها الشريط المروج خلال الأيام الماضية على وسائل التواصل، وكذلك على مواقع اخبارية وفضائيات كانت أول من فتح النار على أجهزة المؤسسة الأمنية الفلسطينية كالمخابرات العامة والأمن الوقائي، بالتوازي مع حملة مكلفة ماديا وبشريا على مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية السياسية والتنفيذية لتنفير الجماهير الفلسطينية واحباطها وكبح حركتها نحو هدف الاستقلال في دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
يظن هؤلاء بقدرتهم على تحطيم ركائز الدولة المستقلة، ويلتقون مع أهداف دولة الاحتلال الناقصة (اسرائيل) حيث لم يعد خافيا على أحد توافقهما على هدف واحد وهو اجتثاث فكرة الاستقلال من وعي الشعب الفلسطيني، وإعادته الى حالة الجماعات والأحزاب التابعة لتكون لهم اليد العليا باعتبارهم أول الكافرين بمبدأ الدولة الوطنية، وأول العاملين على محاربتها، لأنهم بذلك يؤكدون انسجامهم والتحامهم العضوي مع جماعتهم (الاخوان المسلمين).
سيتبين لأي باحث عن حقيقة مفاهيم الاخوان المسلمين وأعمالهم مدى تركيز الاخوان على ضرب المؤسسة الأمنية أولا عبر شن حملات تشوية وتخوين سابقة لعمليات اجرامية دموية في كل بلد سعوا فيه الى اغتصاب السلطة والحكم، لاعتقادهم أن فتح ثغرة في جدار الحاضنة الشعبية للمؤسسة الأمنية سيمكنهم من الاختراق وتدمير المركز. وهذا نابع من معرفتهم المؤكدة أن الأمن هو عماد الدولة الوطنية الديمقراطية، وأن انهيار العمود الفقري سيؤدي الى انهيار باقي اجزاء هيكل الدولة الاقتصادي والثقافي والسياسي والقضائي، حتى الاجتماعي الذي يحرصون على اعادة تركيبه بما يضمن اخضاعه وإدامة سيطرتهم عليه بمنطق التسليم للحاكم الذي يروجون ويدعون كذبا على الله انه مكلف من الله وهذا ما تفعله حماس تماما.
فشلت (المُستَخدَم حماس) في ضعضعة عقيدة الانتماء الوطني للفلسطينيين، والتزامهم بمبدأ التحرر والتحرير الذي يشمل الانسان والأرض بالتوازي، وفشلت في مهمة تفجير ونسف اركان المشروع الوطني، وتشتيت بصيرة الشعب الفلسطيني وقيادته عن الهدف الأساس الحرية والاستقلال في دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران من العام 1967 وعاصمتها القدس، ونفذت انقلابا دمويا في العام 2007 على منظمة التحرير والسلطة الوطنية والقانون الأساس والعقائد السماوية والأخلاق والقيم التي يؤمن بها الشعب الفلسطيني، كل ذلك لمشاغلة قيادة حركة التحرر الوطنية الفلسطينية عن المعركة الرئيسة مع الاحتلال، لكن عندما تراكمت انجازات القيادة السياسية في ميادين الكفاح والنضال السياسي الدولي القانوني والدبلوماسي، والاقتصادي والتنمية الثقافية، تبين للجماهير الفلسطينية بعد سقوط آخر أوراق التوت التي كان مشايخها يستترون بها بعملية التفاهمات مع سلطات دولة الاحتلال الاستعماري العنصري الاسرائيلي لجأ هؤلاء الى اعادة تدوير آلتهم الدعائية لتنتج الصدأ وتنثره على بصر وبصيرة الجمهور الفلسطيني، لاعتقادهم ان هذا الجمهور الواعي سيغفل عن ولوجهم المؤامرة بكل وقاحة كولوج المتاجرين بالأجساد البشرية بيوت الدعارة بلا حياء.
لا تحتاج الجماهير الفلسطينية الى من يدلها على المناضل العامل على خدمتها بروح وطنية، المناضل الذي يعمل بصمت متسلحا بفكر وطني وعقيدة امنية وطنية وتملك من الوعي والقدرة على الفرز والتمييز بين هذا وبين الذين يستخدمون الحب العظيم للوطن في قلب كل فرد من أجل تحقيق مكاسبهم الفئوية، فالجمهور الفلسطيني بات على يقين ان حماس تستخدم الشباب كعيدان ثقاب تحرقهم وتحولهم وقتما تشاء وتحولهم الى رماد لتحقيق غايات فئوية وأهداف لو أمكن لأرواح الشهداء العودة الى الحياة الدنيا لعادوا وأخذوا أحذيتهم التي سقطت من أقدامهم عندما حملهم رفاقهم شهداءً من ميادين المعارك والمواجهات الشعبية ولطموا بها وجوه الذين زجوا بهم في اتون الموت العبثي المجاني كما فعلوا في مسيرات العودة التي أوقفوها مقابل ضمان سلامة رؤوس مشايخ مكتبهم السياسي، أو ما يسمى هكذا مشايخ وظفوا قدرات شباب جماعتهم لتعميم الكذب والدجل والكراهية والعدائية وأساليب النخر وإعمال التآكل بأعمدة الوطن.
أما الشباب الأحرار الذين يقيسون الأمور بعقول منفتحة على الوطن بكل مقوماته، فإنهم يعرفون قيمة المؤسسة الأمنية الوطنية الفلسطينية وعطاء قادتها اللامحدود فإنهم يفخرون برفع صورهم كما الرايات كما فعلوا أمس في احتفالهم بدخول ثورتهم الفلسطينية عامها الخامس والخمسين، الذين سيكونون قادتها حتى تحقيق النصر، وما رفع صور ماجد فرج مدير المخابرات العامة الفلسطينية إلا مؤشر عظيم على مستوى ورفعة الوعي الوطني لدى الجماهير الفلسطينية، وهذا ماعهدناه بأبناء شعبنا في قطاع غزة.

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024