الرئيسة/  مقالات وتحليلات

من المؤمنين رجال.... (إلى روح المناضل البطل اللواء صائب العاجز)

نشر بتاريخ: 2019-12-31 الساعة: 09:16

يحيى رباح لا أعرف بالضبط متى التقيت صائب العاجز الذي غادر دنيانا قبل يومين، ربما أكون التقيته عندما لا ازال طفلا، أسير على قدمي وسط الآلاف الهاربين من الموت بأقصى درجات الحديد والنار من قبل العصابات الإسرائيلية التي اصبح اسمها اسرائيل، والتي بعد اكثر من سبعة عقود على وجودها، لم تزد عن أمس إلا إصبعا، ولم تزل لا تملك الا عقل العصابة، ولا تملك من الإرث الا العدوان والعداء المطلق لكل القوانين والشرائع.
ولكن على طريق هذه القضية المقدسة، قضية فلسطين، التي راهن كل انواع الاعداء على انطفائها فخابت ظنونهم، وفشلت امانيهم الهابطة، عرفت صائب العاجز في وقت الشباب، حين تخرج من الكلية الحربية في القاهرة ثم سرعان ما اصبح بطلا عندما شارك في معركة الكرامة في اذار عام 1961، وكان وقتها برتبة ملازم اول يقود سرية من قوات جيش التحرير الشعبية في جيش التحرير الفلسطيني، ثم اصبح قائدا لقوات جيش التحرير الشعبية، ثم تدرج في المهام والمواقع والرتب، فقد كان قائدا للقاطع الشمالي في قطاع غزة من قوات الامن الوطني عندما عدنا الى ارض الوطن عام 1974، وكان قبلها قائدا لقوات الثورة الفلسطينية في السودان، ثم تعددت المهمات، وكان صائب العاجز الضابط المؤهل بكفاءة لكل المهمات مهما تعددت وتنوعت.
واذكر انه كان دائما يصر على اعلى درجات اللياقة البدنية ،وكل من كان يراه، يظنه لايمشي على ارض بل يسير فوق الهواء من شدة لياقته واعتداده بنفسه وعمق انتمائه وشدة انضباطه العسكري.
وهذه الصفات من الشهامة والرجولة الفائقة والشجاعة التي تتفوق على المألوف، كنا قد تربينا عليها منذ قامت فتح في مطلع عام 1965 بإطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي تفاجأ حشد كبير من الاعداء بانطلاقها، عاصرته في مغدوشة جنوب الزهراني في لبنان، وقبل ذلك تعرفت على ابداعاته في معركة الكرامة التي ادت الى خروج موشيه دايان من شرنقته المصطنعة وذهابه الى النسيان، وكان سؤال الصغار والحاقدين وفاقدي الثقة بالقيامة الفلسطينية يرددون الاسئلة نفسها، هل هؤلاء الفدائيون مجانين ؟؟؟؟ دول كبرى هزمت، فما الذي سيفعلونه هم، الاسئلة تلاحقت، واجوبة الحقائق ترسخت، بان هؤلاء على حق، والحق قوة خارقة مهما كانت قوة الاعداء، والحق رسالة، والحق هو اسم من اسماء الله الحسنى.
رحل اللواء صائب العاجز، ولكن إرثه لايرحل، ارثه باق ومتجدد في كل شهيد، وفي كل من يتصدى، وفي كل ذئب وحيد يأخذ القتال والنضال والصبر عهدا دائما حتى لوكان وحيدا، ((يا اخي اللواء صائب، الا يكفيك كل هذا، ناضلت فصدقت، ووعدت فأوفيت، وهاهي ثورتك التي آمنت بها،" ارض انبتت سبع سنابل ،في كل سنبلة مئة حبة)) لك الخلود ولروحك السلام..
فلسطين 2019.. حصاد الصمود
على عتبة كل عام جديد يتجدد الحصاد، تتجدد المراجعة واعادة استعراض شريط كامل من أحداث عام مضى أو يكاد، أيامه تمضى وآثاره الايجابية والسلبية تعيش معنا لقادم الايام والأعوام، حصاد لما زرعنا وما لم نزرع، حصاد لنتائج وحصاد لجراح وآلام، حصاد في السياسة، في الاقتصاد، في الرياضة، في الفن والآداب والعلوم، انه حصاد لما قدمت أنفسنا قبل أن يكون حصادًا للآخرين.
كم وقفنا نودع عامًا ونستقبل آخر، وكم حصاد جمعنا على امتداد سنوات من الكفاح والنضال والعطاء في ميادين الحياة، حصاد لما واجهناه من انجازات وخيارات في بحر من السياسة يزدحم تحت وقع الأمواج المتلاطمة من كل الاتجاهات، بحر من التناقضات وتصادم الارادات وتنوع الأجندات بين آلاف اللاعبين، انه بحر من مخلفات السياسة ومن افرازات التداعيات الجديدة، بحر يعج بالمخاطر التي حدقت وما زالت بقضيتنا وثوابتها، ورفعت من سقف التحديات وأوجبت وضوح النطق بكلمة "لا" في وجه العديد من المناسبات منفردة ومجتمعة، لاءات في السر والعلن، لاء كبيرة مدوية تصعق آذان الاعداء حينما تصل الأمور الى لحظاتها التاريخية. انه حصاد عام من مواصلة الصمود على الأرض ومن أجل الأرض، فعلى الأرض وحدها يحيا الإنسان ليبني دولة المستقبل وحلم الأجيال بالعودة وتقرير المصير، فعلى هذه الأرض تتم الزراعة ويتم الحصاد.
لم يكن في حصاد 2019, اختلاف عن حصاد ما مضى من أعوام، فميادين السياسة الإقليمية والدولية ألقت بظلالها الثقيلة على واقعنا، وأتاحت فرصة كبيرة لخروج بعض المواقف التي أضافت أعباءً جديدة على العمل الوطني والسياسي الفلسطيني، مواقف تطلبت من القيادة الفلسطينية وقفة استراتيجية في وجه أصحاب ومروجي تلك المشاريع، فالحقوق التاريخية لا تتغير وفقاً لأهواء وموازين القوى المؤقتة، والتمسك بها لا يحتكم الى ضيق المصالح الآنية، أو تداعيات تصدع مواقف الإجماع العربية بسبب حالة الفوضى والارتباك التي يشهدها عالمنا العربي في هذا العام نتيجة لما عاشه من أحداث انطلقت منذ سنوات، فحتى لو كانت السياسة فن الممكن كما يحلو للبعض تسميتها، الا أنها فن الممكن في التمسك بالحقوق والدفاع عنها وليس فن الممكن في التراجع أو التخلي عنها، فأي خطوة للوراء قد تعني صعوبات وربما سنوات لإعادة اكتسابها، انه عام الصمود السياسي أمام كل هذه الضغوط والتحديات والمؤامرات وصفقات تصفية القضية، انه حصاد الصمود والتمسك والثبات في الدفاع عن القدس وعن حق العودة والدفاع عن السلام العادل والشامل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وقرارات الإجماع العربي ممثلة بمبادرة السلام العربية.
حصاد 2019, حصاد استمر فيه عطاء الفلسطيني في ميادين الثقافة والرياضة والحياة، إنها غريزة البقاء حينما تكون صاحب حق على مر التاريخ، فرغم أن هذا العام يحمل حصاداً ثقيلاً إلا انه خطوة مهمة على طريق التحرير والاستقلال، فالضربات التي لا تكسر الظهر تزيده صلابة وقوة واستعداداً لحصاد جديد، حصاد فيه الفرح والحياة والسلام، هذه هي كيمياء الشعوب تحت الاحتلال تعصرها الشدائد ولكن لا تقتلها مهما اشتدت ساعات الظلام.
حصاد 2019, حصاد كان لنا فيه أصدقاء جدد، كان لنا فيه مواقف مناصرة ومساندة لحقنا المشروع في الحياة ككل شعوب الارض، حصاد حمل لنا تضامناً لمواجهة سياسات الضم والهدم ومحاصرة الاستيطان ومنتجاته في أسواق أوروبا وباقي العالم، حصاد ارتفع فيه اسم وعلم فلسطين في ميادين وساحات في مشرق العالم ومغربه، حصاد لمواجهة الحصار بالحصار، لم تعد ملاعبنا معزولة عن العالم، فالملعب البيتي لمنتخباتنا باتت أرض فلسطين، يحتضن الأشقاء والأصدقاء، وتصدح على أرضه الأناشيد الوطنية والسلام الوطني لدول الأصدقاء والأشقاء، وتزهو سماء فلسطين بأعلام ورايات المشاركين، ففلسطين تنظم البطولات وتستضيف ممثلي دول لم تكن تسمع بنا الا من بعض قصاصات الأخبار.
حصاد ينبض بالحياة، والفلسطينيون يشهدون نمواً سكانياً يتجاوز حاجز العشرة ملايين, وفق البيانات الرسمية, ومعها تستمر طاقات رأسمالنا البشري في النمو والعطاء، وحصاد اقتصادنا رغم القيود والعقبات والأزمات يواصل تحقيق معدلات نمو تبقيه على قيد الحياة، حصاد لما تقدمه مؤسساتنا في مختلف القطاعات الحكومية والأهلية والخاصة نحو تكوين بنية الدولة المستقلة مهما كانت صعوبة الخطوات وبطء التغيير، حصاد لشعب يستحق الحياة.


عام الصمود السياسي
مع نهاية كل عام نتوقف أمام بوابة الحصاد السياسي، حصاد عام كامل من التحديات والإنجازات والمخاطر والاشتباكات في مختلف الميادين، عين تراجع ما تم على امتداد هذا العام وفي مختلف الميادين، وعين تتطلع للقادم من الأيام وكما هو الأمل في كل مناسبة ان يكون العام الجديد عام التحرر والاستقلال والخلاص من براثن الاحتلال ومنغصاته.
فمنذ النكبة والسنوات التي سبقتها وشعبنا يخوض معركة الاستقلال السياسي، معركة الوطن الفلسطيني، معركة الدفاع عن النفس والتمسك بحقوقه التاريخية كباقي شعوب الارض، وفي كل عام يقدم فاتورة كبيرة من التضحيات على طريق الحرية والاستقلال، يخوض معارك سياسية متلاحقة، ويتعرض لضغوط تئن تحتها أمم وجبال ومع ذلك يبقى صامداً عزيزاً متمسكاً بأرضه وقضيته وحقوقه مهما اشتدت الظروف.
هذا العام لم يكن عاماً عادياً على القضية الفلسطينية، فقد حمل المزيد من الضغوط والتحديات التي خلقتها مواقف وسياسات الدول تجاه حالة الصراع العربي الاسرائيلي، ظروف ليست بعيدة عن تداعيات الزلزال الأمني وحالة عدم الاستقرار التي تعيشها المنطقة منذ سنوات، حصاد يأتي في ظل استمرار حالة التراجع والضعف التي تعيشها منطقتنا في ظل انشغالها واشغالها بالحروب والاقتتال الداخلي الذي حولها الى جزر متناحرة على أنقاض دول كانت حتى الامس القريب ذات حدود وسيادة وطنية.
عام مضى على خلفية تطورات دولية بعضها شكل تهديداً وتقويضاً للمشروع الفلسطيني، وضرباً لمشروع الحل التاريخي المستند الى مبدأ حل الدولتين والاستقرار والأمن والسلام للجميع في المنطقة، والى جانبها أيضا برزت تطورات صديقة يمكن البناء عليها واستثمارها لقادم الايام، الا ان عام 2019 من الاعوام الثقيلة على كاهل قضيتنا وقيادتنا، عام جلب معه مؤامرات متعددة لضرب وتصفية القضية الفلسطينية وفي مقدمتها مشروع ترتيبات صفقة القرن والإعلان عن ولادتها من خلال ندوة السلام والاقتصاد التي استضافتها مملكة البحرين، التي جاءت استمرارًا لمسلسل حلقات الدعم والمساندة لتأبيد الاحتلال وتهويد القدس، ولتستمر الى قرارات شرعنة الاستيطان وخلق المقدمات لمشاريع الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وضمها للاحتلال وخاصة الموجهة ضد الضفة الغربية، التي تنطوي على تعقيدات اضافية لمسيرة التحرر وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، فالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الاميركية الى القدس، والاعتراف بسيادة الاحتلال على مرتفعات الجولان، وشرعنة الاستيطان وغيرها مما لا نعلم ولكنه في الطريق، كلها أعباء اضافية على الشعب والقيادة والقضية الفلسطينية عاماً بعد عام، خاصة في ظل استمرار حالة الترهل والضعف الاقليمي واختلال موازين القوى لصالح الاحتلال، واستمرار الاوضاع العربية من تمزق وشلل على حالها، وتراجع الاهتمام العربي الرسمي والشعبي بالقضية الفلسطينية بسبب حالة الاقتتال الداخلي والتمزق السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده العديد من الدول العربية، وما يقود اليه ذلك من ضعف وغياب لدور مؤسسات العمل العربي المشترك.
استمرت القيادة ويساندها الشعب الفلسطيني والقوى الصديقة في مواجهة المخاطر السياسية لعام 2019، وكانت الجهود الكبيرة التي بذلت لمواجهة تمرير صفقة القرن عنواناً مهماً لحشد التضامن والتعاون لمقاطعة تلك الصفقة على المستويين العربي والاسلامي، وكان لهذه الجهود ثمارها في اضعاف وحصار ورشة الاعلان عن الشق الاقتصادي لصفقة القرن، من خلال مقاطعة العديد من الدول لها وكذلك تخفيض مستويات المشاركة بها، وتحويلها الى اقرب ما تكون لندوة للعلاقات العامة، وهذه نقطة مهمة ينبغي البناء عليها ومراكمة العمل والانجاز وتجنب الاهمال والنسيان، ومأسسة العمل تتطلب مواصلة التخطيط والتقييم والتنسيق والتعاون مع كافة الشركاء.
ومن الملفات المهمة للحصاد السياسي تتمثل بالصراع على الأرض، فهي مركز الصراع، ومن يضع يده على الارض يحدد مراكز القوة ويفرض قواعد الصراع والسلام، ولذلك اشتدت عمليات مصادرة الأراضي والاستيلاء عليها بآلاف الدونمات خلال عام 2019، وتوجت تلك الهجمة بإعلان الموقف الأميركي الذي لا يرى في الاستيطان مخالفة قانونية، موقف لم يبق على راعي السلام المفترض أي ورقة توت يتستر بها أو يقنعنا بها بأنه راع نزيه وطرف محايد للوصول الى سلام عادل وشامل ينهي حالة الصراع القائمة منذ عشرات السنين، اعلان يمثل عقبة جديدة في وجه عملية السلام، وهو طعنة كبيرة في عملية التفاوض المتوقفة بسبب الاستيطان وسياسات الاحتلال، انها مكافأة تزيد من غطرسة الاحتلال على حساب الحقوق الفلسطينية، وهي محاولة يائسة لاستثمار الوضع الحالي لصالح الاحتلال. واذا كان الموقف الأميركي مسانداً بكل المعاني لاستمرار الاحتلال وتوسيع نهبه للأراضي، والتغطية عليه لعدم احترام القوانين والمواثيق الدولية، فان ردود الفعل العالمية جاءت مخالفة لهذا الاعلان، فبالقدر الذي كانت الاعلان صدمة لعملية السلام، بالقدر الذي كانت فيه مواقف الدول الصديقة واضحة وقوية لاحترام حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في الحرية واستعادة أرضه كاملة وعدم الاعتراف بأية اجراءات تتم بقوة الأمر الواقع، وهذه المواقف تشكل فرصة أخرى للبناء عليها واستثمارها لمواجهة محاولات التنكر والاعتداء على الحقوق التي كفلتها الشرعية الدولية، وهذه فرصة لخلق تحالف واسع يجمع كل المتضررين من هكذا إعلانات ومواقف.
وعلى المستوى السياسي الداخلي، حافظت القيادة الفلسطينية على دورها وصمودها في مواجهة تحديات عام 2019، وحافظت على تمسكها بالثوابت الوطنية وشروط الحل الدائم والشامل للصراع، كسبت المزيد من الأصدقاء وواجهت المزيد من ضغوط الاعداء، الا ان الصمود ما زال عنوان هذا العام، فاجتماعات القيادة بكافة مؤسساتها التنظيمية أكدت على ثوابت الموقف وعززت من صمود شعبنا وتمسكه بقضيته، وهذا هو عنصر النجاح في كل المعادلات، العامل الداخلي وصلابته وصموده هو صمام الأمان.
مهما كانت الأعباء السياسية والمخاطر التي حملها عام 2019 على الكل الفلسطيني، الا أنه وبكل تأكيد قصّر عاماً من عمر الاحتلال وقربنا عامًا آخر من حلم فلسطين بالاستقلال الشامل عن الاحتلال.

أبرز القرارات الدولية الخاصة بالشأن الفلسطيني في 2019
كان لحصاد هذا العام عنوان كبير، إنه اعلان المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية (فاتو بنسودا) عزمها فتح تحقيق حول جرائم حرب اقتنعت بانها ارتكبت في الأراضي الفلسطينية، اعلان قد لا يكون الحصاد الاخير وقد لا يكون نهاية الصراع أو الشعرة التي ستقصم ظهر الاحتلال وتحرر فلسطين، لكنه إعلان يحظى بترحيب فلسطيني عميق، ترحيب قال عنه الرئيس محمود عباس "هذا يوم تاريخي، والآن أصبح بإمكان أي فلسطيني أصيب جراء الاحتلال أن يرفع قضية أمام المحكمة الجنائية الدولية"، إعلان يمثل خطوة مهمة لبداية مرحلة جديدة لمعركة سياسية لها ما قبلها وسيكون لها ما بعدها، فلن تبقى الخارطة السياسية على حالها اذا ما قدر لهذا الاعلان ان يرى النور بكل نزاهة، والتعاون سيكون ملحمة سياسية وقانونية ودبلوماسية شرسة مع الاحتلال في المحكمة وكافة المحافل الدولية ذات العلاقة، انها بداية موسم جديد علينا حمايته بكل قوتنا لنصل به للحصاد الأخير.


2019 ..عام الاشتباك الاقتصادي
لم يكن عام 2019 سهلا من الناحية الاقتصادية على الشعب الفلسطيني وسط أزمات اقتصادية غير تقليدية قادت السلطة الوطنية إلى الاشتباك مع الاحتلال على أكثر من صعيد.
وتجسدت أكبر الأزمات في ضريبة المقاصة التي ضربت الاقتصاد الوطني, حيث لم تستلم فيها الحكومة الفلسطينية هذه الاموال منقوصة لمدة ثمانية أشهر متتالية ابتداءً من شهر شباط الماضي، في موقف رسمي وشعبي رافض لخطوات الاحتلال الرامية إلى التنكيل بأسر الشهداء والأسرى.
وتبلغ قيمة المقاصة وهي أموال تجبى على البضائع التي يستوردها الفلسطينيون من الخارج قرابة 700 مليون شيقل شهريا, إذ تمثل نحو ثلثي ايرادات الخزينة العامة.
وبقي هذا الملف معلقا دون تسوية بين الجانبين مع تفاهمات بتسلم أموال المقاصة مقابل تفعيل اللجان الفنية المشتركة دون تنازل من قبل السلطة الوطنية عن الخصومات التي فرضها الاحتلال.
واستكمالا لمخطط بدأه الرئيس محمود عباس بوقف التحويلات الطبية إلى اسرائيل التي تراوحت قيمتها خلال السنوات الأخيرة 130-200 مليون شيقل سنويا في توجه لتوطين الخدمة الطبية، أعلنت الحكومة برئاسة الدكتور محمد اشتية عن خطة طموحة للانفكاك الاقتصادي التدريجي عن اسرائيل تقوم على تعزيز المنتج الوطني والاستيراد المباشر من الخارج والذي زاد بنسبة 16% خلال الربع الثالث من العام المنصرم، وتوطين الخدمة ومقاطعة المنتج الاسرائيلي.
كما قررت الحكومة خلال عام 2019 وقف استيراد العجول من اسرائيل، مع توجه لتحفيز المستثمرين للاستيراد من الخارج ما أدى إلى اشتباك من نوع آخر مع الجانب الاسرائيلي، الأمر الذي أفضى إلى تفاهمات انتزع الجانب الفلسطيني فيها موافقة بالاستيراد المباشر دون قيود اعتبارا من مطلع العام الجديد.
وتستهلك السوق الفلسطينية قرابة 40 ألف طن من اللحوم الحمراء سنويا، منها قرابة 14 ألف طن من لحوم العجول. فيما كانت تبلغ عدد العجول المستوردة من السوق الاسرائيلية نحو 120 ألف عجل .
ولإعاقة مشروع الانفكاك، مارست الحكومة الاسرائيلية ضغوطات كبيرة على الجانب الفلسطيني متذرعة بالديون المتراكمة على شركة كهرباء القدس لصالح الشركة القطرية الإسرائيلية والبالغة نحو 1.3 مليار شيقل باتخاذ خطوات فعلية لقطع التيار الكهربائي عدة مرات عن مناطق امتياز الشركة والتي تشمل مدينتي رام الله والبيرة المقر المؤقت للسلطة الوطنية.
وفي سبيل تعزيز الاستيراد المباشر، نفذت الحكومة زيارات على مستوى عال إلى كل من الأردن والعراق ومصر بحثت خلالها تعزيز العلاقات التجارية مع الدول الشقيقة ومحاولة توفير أسواق بديلة عن السوق الاسرائيلية، وهي بصدد زيارة المملكة العربية السعودية وسط توقعات بجلب استثمارات سعودية إلى فلسطين.
كما بحثت الحكومة إمكانية فتح أفق استيراد البترول من العراق وتكريره في الأردن في محاولة للانفكاك الاقتصادي في هذا الملف، علما ان فاتورة الطاقة هي أكبر بند في العجز الميزان التجاري الفلسطيني مع اسرائيل والتي تقدر بنحو 2.5 مليار شيقل سنويا.
وفي تطور لافت حول توجه القطاع المصرفي، وانسجاما مع رؤية الحكومة لدعم القطاعات الإنتاجية، أصدرت سلطة النقد تعليماتها للمصارف بشأن الاستثمار في مشاريع اقتصادية تساهم في النمو الاقتصادي، تهدف إلى تحفيز المصارف وتعزيز دورها في التنمية الاقتصادية المستدامة عن طريق الاستثمار في مشاريع وشركات فلسطينية ناشئة تعمل على خلق فرص عمل وتشجع على الابتكار والإبداع وتدعم المشاريع الريادية والمشاريع ذات العلاقة بالمحافظة على البيئة.
وتسمح التعليمات المذكورة للمصارف بالمبادرة والمساهمة في تأسيس مشاريع ريادية واقتصادية جديدة بمساعدة أصحاب الاختصاص والمعرفة في شتى الأعمال وبنسبة مساهمة تصل إلى 80% في حقوق ملكية شركة أو شركات فلسطينية ناشئة، تكون من غاياتها ممارسة أنشطة الإنتاج الزراعي والحيواني أو الصناعي أو الطاقة البديلة أو تكنولوجيا المعلومات، فضلاً عن الشركات الناشطة في مجال المحافظة على البيئة، كما حددت سلطة النقد من خلال هذه التعليمات عدداً من المتطلبات الواجب الالتزام بها من المصارف الراغبة في الاستثمار في الشركات المذكورة.



المرأة الفلسطينية 2019,, قرارات فعّالة وعنف أقل
2019 كان عام المرأة الفلسطينية بامتياز بما حمله من قرارات وفعاليات تخص المرأة في مختلف المجالات, ومن أبرزها مكافحة العنف بكافة أشكاله, وهنا نستعرض أبرز القرارات التي جاءت في هذا السياق:
 مجلس الوزراء يقر يوم 26 تشرين الاول من كل عام يوماً وطنياً للمرأة الفلسطينية في الضفة وغزة.
 إصدار قرار بقانون رفع سن الزواج لعمر 18 سنة للذكور والإناث.
 إصدار قرار بقانون يمنح المرأة حق فتح حسابات بنكية لأطفالها.
 إطلاق المرصد الوطني الالكتروني للعنف ضد المرأة.
 تنفيذ الحملة الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة والمعروفة بحملة الـ 16 يومًا من كل عام من جبل البابا في القدس تعبيراً عن التضامن الواسع مع النساء في الاراضي المهددة بالمصادرة، ورفضاً واستنكاراً لتهويد القدس.
 إطلاق مسح العنف الأسري 2019, الذي بينت نتائجه انخفاض نسبة العنف ضد المرأة في المجتمع الفلسطيني 10%.
 للوصول الى كافة حالات العنف ضد المرأة المبلغ عنها، ولاتخاذ قرارات سريعة لحماية المرأة وقت الخطورة، اتخذ مجلس الوزراء قراراً، وبتنسيب من وزارة شؤون المرأة بتوسيع عضوية اللجنة الدائمة لرصد حالات العنف ضد المرأة المشكلة بقرار من مجلس الوزراء في كانون الثاني 2017، لتشمل القضاء، والعدل، واتحاد عمال فلسطين، وثلاث مؤسسات من قطاع غزة ذات علاقة.




محطات ثقافية من حصاد 2019
تشهد الحياة الثقافية الفلسطينية في كل عام، أحداثاً متنوعة بين مهرجانات ثقافية ومعارض وفعاليات جديدة, وفي هذا المكان سلطنا الضوء على أبرز المحطات الثقافية الفلسطينية لعام 2019، وفق التالي:
 تنظيم فعاليّات يوم الثّقافة الوطنيّة، واعلان اسحق البديري شخصيّة العام الثقافيّة.
 اطلاق فعاليات يوم القراءة الوطني.. تحت شعار "فلسطين تقرأ".
 افتتاح "مكتبة الخان الأحمر" التي تشمل مجموعة من كتب الأطفال والكتب الثقافية المتنوعة.
 الاعلان عن بدء فعاليات الاحتفاء بمئويتي ميلاد كل من المؤرخ الدكتور إميل توما، والقائد الوطني الدكتور حيدر عبد الشافي للعام 2019.
 الإعلان عن إطلاق فعاليات القدس عاصمة الثقافة الإسلامية 2019.
 إطلاق سلسلة "حكايات من الفن التشكيلي الفلسطيني"، في المتحف الفلسطيني ببلدة بيرزيت.
 اشهار كتاب التراث الشعبي " زغرودة فرح" في بيت لحم.
 تنظيم وإطلاق فعاليات ملتقى فلسطين الثاني للرواية العربية .
 الإعلان عن فتح باب الترشيح لجائزة ياسر عرفات للإنجاز للعام 2019.
 إطلاق فعاليات مئوية ميلاد حيدر عبد الشافي من غزة .
 تنظيم مهرجان فلسطين الوطني للمسرح في دورته الثانية.
 الاحتلال يمنع عرض فيلم ينحاز للفلسطيني الضحية.
 اعفاء الفنانين والأدباء من ضريبة القيمة المضافة عن أعمالهم الفنية.


الرياضة الفلسطينية في الحصاد .. إنجازات وميداليات
شهد عام 2019 العديد من الأحداث الرياضية البارزة على المستوى المحلي الفلسطيني, "الحياة الجديدة" رصدت أبرز الأحداث الرياضية لعام 2019 على الشكل التالي أدناه:
كرة القدم
• مشاركة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في نهائيات أمم آسيا للمرة الثانية في تاريخه، والأولى عبر التصفيات.
• تحقيق الفوز على المنتخب الأوزبكي 2-0، والتعادل مع المنتخب السعودي، في اللقاءين اللذين أقيما في فلسطين.
الكرة الطائرة
- مشاركة منتخب الناشئين في البطولة العربية بالأردن.
- مشاركة منتخب الشباب في البطولة العربية بالبحرين.
كرة السلة
- تأهل منتخبنا الوطني الأول لكرة السلة للمرحلة النهائية من تصفيات أمم آسيا.
- اعتماد الملعب البيتي لأول مرة في التاريخ، حيث سيخوض منتخبنا الوطني المباريات البيتية على أرض صالة الجامعة العربية الأمريكية بجنين.
تايكواندو:
- تنظيم بطولة فلسطين الدولية الرابعة للتايكواندو في صالة جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس.
- حصول الحكمين عمرو الأقرع، ومعتز جابر على الشارة الدولية.
- حصول الحكمين تحسين أبو زايدة، وأحمد مبروك على عضوية اللجان الفنية في الاتحاد الآسيوي.
- حصول 8 مدربين على الشارة الدولية (level 1) .
- الحصول على 30 ميدالية ملونة في البطولات الدولية المصنفة g1)) .

المواي تاي:
- الحصول على فضية بطولة العالم في تايلند عن طريق أحمد هلال – أول ميدالية عالمية.
- إحراز3 ذهبيات في بطولة آسيا.
- إحراز3 فضيات في بطولة آسيا.
- إحراز5 برونزيات في بطولة آسيا.
- إحراز برونزية بطولة العالم للشباب: أمير العملة.

كيك بوكسينغ
- إحراز 9 ميداليات ملونة في البطولة العربية الثانية عشرة في الأردن.
- تصنيف 4 مدربين عربياً بدرجتي a و c .
- تصنيف 4 حكام عربياً b و c .
- انتخاب سمير عثامنة عضوا في اتحاد البحر الأبيض المتوسط.
- انتخاب تامر بكر منسق الألعاب في اتحاد البحر الأبيض المتوسط.
- المشاركة في انتخابات الاتحاد الدولي للكيك بوكسينغ، وتعيين الدكتور نزار طالب عضو اللجنة الفنية في الاتحاد الدولي.
كاراتيه
• إحراز ذهبيتين وفضيتين و5 برونزيات في بطولة غرب آسيا.
• ثلاثة حكام يحصلون على الشارات الدولية في دورة التحكيم المقامة على هامش البرمنغ لي التي أقيمت في دبي وهم: محمد قواريق، فادي مرعي، وأحمد الحمد لله.
• المشاركة في بطولة آسيا تحت سن 21 بثلاثة لاعبين.
• حصول الحكم الفلسطيني أمين بشارات على درجة حكم بالاتحاد الآسيوي.
• مشاركة 12 لاعباً في معسكر دولي باسطنبول عقد على هامش بطولة إسطنبول الدولية.
• حصول اللاعبة حلا القاضي على أول ذهبية دولية في بطولة إسطنبول المفتوحة فئة +18 وزن +55.
• المشاركة في بطولة العالم للشباب التي أقيمت بتشيلي.
• حصول أمير زلوم على شارة مدرب دولي وذلك في الدورة التي عقدت على هامش بطولة العالم للكاراتيه.

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024