الرئيسة/  مقالات وتحليلات

يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني

نشر بتاريخ: 2019-11-28 الساعة: 09:46

يحيى رباح يوم الجمعة المقبل يصادف الذكرى الثانية والسبعين لقرار تقسيم فلسطين التاريخية وهو القرار رقم 181 لسنة 1947، النصف المتعلق باليهود، الإسرائيليين تم تنفيذه، ولكن النصف المتعلق بالفلسطينيين، أبناء الشعب الفلسطيني! وهو الإقرار باستقلالهم، وحق تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ورغم المظلومية في هذا القرار، فإن حقنا لم يعط لنا، ودولتنا حتى الآن لم تقم، والتواطؤ خاصة الأميركي ضد حقوقنا العادلة وضد كل مفردات قضيتنا الفلسطينية يصل إلى الذروة العدوانية المستهترة، خاصة في عهد الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، فقد دخل معنا في عداء مكشوف لا يستره شيء وهذا الرئيس المستهتر والعنيد والغبي، سلم نفسه أداة طيعة لرجل أكثر منه عدوانية وزيفا وهو بنيامين نتنياهو، الذي عرف عقدة النقص التي تسيطر على حليفه دونالد ترامب، فراح يستغلها ويستثمرها أبشع استثمار واستغلال، وتكاد تكون الفترة الرئاسية الأولى لترامب مخصصة كليا لتقديم الهدايا السامة لحليفه نتنياهو، القدس واهدائها عاصمة موحدة لإسرائيل، اللاجئون لم يعترف ترامب بوجودهم، المساعدات للسلطة الوطنية الفلسطينية أوقفها بما في ذلك المساعدات لمستشفيات القدس، "الاونروا" أعلن ضدها الحرب، وكان إغلاق سفارتنا في واشنطن، وآخر محطات هذه الحرب العدوانية ضد قضيتنا وشعبنا، ما قاله صهر ترامب زوج ابنته فاتكة، في الورشة المخزية التي عقدت في المنامة، عن صيغة سلام لا يذكر فيها حل الدولتين، ثم جاء الإعلان الأكثر غباء واستهتارا وعبثية الذي ورد على لسان مايك بومبيو وزير خارجية ترامب، بان المستوطنات في الضفة الغربية لا تتعارض مع القانون الدولي، هدية سامة جديدة قدمت لنتنياهو، ولكن الرجل لم يستلمها لانه في وضع بائس ويائس، التهم المخلة بالشرف والأخلاق والنزاهة تتقاذفه، وهو يعرف انه لن يكتفي بحقه ان يذهب الى البيت فقط، بل سيذهب مع زوجته وابنه الى السجن بل الى السجون بكل أنواعها ودرجاتها، وهو نفس الحال التي يرتعب منه ترامب، فالشهادات ضده تتراكم، والمخازي تنكشف، والذعر يقطع عليه الطريق النجاة.
عشت يا شعبنا صاحب الحقوق العادلة، يا شعبنا المناضل العظيم، كل من يقدر على الحاق الاذى بك اذاك فعلا، ولكن انت قادم وهم ذاهبون، انت موعود بالنصر، وهم موعودون بالهزيمة، ومزابل التاريخ في انتظارهم.
عبر كل تلك السنوات وشعبنا، وقيادتنا صامدون، والتضامن مع الشعب الفلسطيني يتصاعد بفعاليات جديدة، لأن القضية الفلسطينية هي الفارق بين الحق والظلم، بين السلام والحرب، بين الامل والالم، وما يريده الشعب الفلسطيني في يوم التضامن معه، ان تتقدم إرادة الحق والسلام والعدل بالاعتراف الصريح والعملي بدولة فلسطين على ارض فلسطين في حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هذا هو اكتمال التضامن ووصوله الى الغاية المرجوة، فلقد خيب شعبنا كل رهانات الأعداء، قالوا عنه (الكبار يموتون والصغار ينسون "فكانت المعجزة ان الكبار ماتوا بعد ان اورثوا اجيالهم حراسة الفكرة الملهمة والوفاء والحق المقدس، وان فلسطين التي هي اقدم ارض اشرق عليها التاريخ الإنساني، لن تسرق، ولن تمحى، بل اعداؤها الى الهزيمة والعار.
بثلاثية قوة الحق وقوة الوعي وقوة التجربة المتجددة، فإن قيادتنا الشرعية تقود شعبها الى دروب الشجاعة والنضال والانتصار، اما ترامب ونتنياهو الذين يتبادلون الأكاذيب الملونة، والهدايا السامة بين بعضهم، فاصبحت نهايتهم الماسأوية قاب قوسين أو أدنى، يوم يكون انتصار فلسطين هو انتصار العدل والحق والسلام.

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024