الرئيسة/  مقالات وتحليلات

لقد نفد صبرنا

نشر بتاريخ: 2019-11-27 الساعة: 09:41

موفق مطر لن يكون اسم الشهيد سامي ابو دياك أحدث اسم يضاف لسجل الشهداء الأسرى، او شهداء الشعب الفلسطيني ما لم يحترم المجتمع الدولي قراراته وقوانينه ومواثيقه، وينتصر لهيبته ومبادئ السلام والعدل التي هي مبرر وجود منظماته أصلا.
الأسير الشهيد ابو دياك دخل قائمة الخالدين برقم مميز 222 الى قائمة شهداء الحركة الأسيرة منذ العام 1967، وكانت روحه تنتظر يوما فلسطينيا مميزا لترتقي الى بارئها اثر عملية اغتيال ممنهجة بالمرض.
امس الثلاثاء دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الشعب الفلسطيني لتوجيه رسالة شعبية ميدانية الى ادارة ترامب الاستعمارية الأميركية، وبلفورها الثاني مايك بومبيو على وجه التخصيص، والى العالم عموما بعنوان: نتحدى حملتكم الاستعمارية، سنسقط قراراتكم بصمودنا، ففلسطين ارض وطننا وحقنا التاريخي والطبيعي، واعترافكم بشرعية الاستيطان اعلان عن شراكتكم المعلنة في وضح النهار بجريمة الحرب بحق شعبنا، ومساهمة عملية مباشرة في ارهاب الدولة الذي بات منهج دولة الاحتلال الناقصة (اسرائيلكم) المحمية بغطرستكم واستكباركم.
ارتقت روح الأسير الشهيد سامي ابو دياك فجر يوم السادس والعشرين الذي قد يكون بداية لمرحلة جديدة من النضال الشعبي الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، يبرهن خلالها الشعب الفلسطيني ان تجاوبه مع نداء العالم وتجاوبه والتزامه بقرارات الشرعية الدولية لم يكن نتيجة ضعف وإنما لإعطاء دول العالم على رأسها الدول العظمى فرصة لإثبات قناعاتها بمبادئ الحرية والاستقلال وحقوق الشعوب دون تمييز، واثبات قدرتها كذلك على تطبيق قرارات الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها ورأسها مجلس الأمن المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
لقد نفد احتياطي الصبر، فنحن شعب لا يمكنه السكوت والصمت او التواري خلف التعقل ما دام قادة نظام تل ابيب الاحتلالي العنصري يغتالون المناضلين من اجل الحرية (الأسرى) في الزنازين، ويغتصبون ارضنا ويحتلونها لإنشاء مستوطنات لإرهابيين متعددي الجنسيات جلبوهم من اقاصي الدنيا واستثمروهم في مشروع امني واقتصادي استعماري، وما دامت ادارة دونالد ترامب تشارك فعليا في افظع حملة ارهاب بحق الشعب الفلسطيني، وتنفذ جريمة ضد الانسانية تاريخية هي الثانية بعد وعد بلفور تحدث بعد مئة عام تقريبا على يد مايك بومبيو وزير خارجية الاستعماري العنصري رقم واحد في البيت الأبيض دونالد ترامب.
تمنى ابو دياك ان ترقى روحه التي وهبها لوطنه وشعبه وهو بين يدي والدته، لكنها ارتقت لتتحرر من غياهب زنزانة الاحتلال الاسرائيلي المجرم، فبلغت رسالته التي كتبها للتاريخ ذروة الوعي الوطني لدى جماهير الشعب الفلسطيني التي هبت لتلبي نداء الأرض المقدسة لحمايتها من شر دويلة المستوطنين التي تعمل ادارة ترامب على شرعنتها ورفع ركائزها، كما لبت نداء الانسان الشهيد الذي اوحى لنا برسالته الأخيرة بألا نرضى الموت في زنازين معتقلاته الصغيرة الفولاذية المظلمة، وزنزانته الكبيرة البالغة مساحة الوطن مهما كان الثمن، فحياتنا تعني الحرية والكرامة والعزة والأمان والاستقلال والسيادة في أحضان الأم الأعظم (أرض الوطن) وهو المعنى الوحيد لحياتنا إن أردنا أن يكون لها معنى.

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024